في الثاني من تشرين الثاني حلت علينا ذكرى وعد بلفورالمشؤوم الذي تجسد بالجريمة التي ارتكبتها بريطانيا في تسهيل اقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين ، على حساب شعبنا الفلسطيني وأرضه وحقوقه في أكبر جريمة إرهابية منظمة ارتكبت في القرن العشرين ولا زالت فصولها مستمرة.
لقد أكدت هذه الجريمة على الترابط العضوي بين الإمبريالية والحركة الصهيونية وأهدافهما ومصالحهما المشتركة في السيطرة والتوسع والهيمنة على مقدرات وثروات وحقوق امتنا العربية، و لذلك لم تتخلَ هذه القوى عن حضانة ورعاية المشروع الصهيوني و كيانه الغاصب ، وتوفير الحصانة له، لتصل صلافتها وعنصريتها إلى استمرار جريمتها بالاجراءات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يخص القدس واللاجئين والأونروا، والجولان كجزء من مخططه لتصفية القضية الفلسطينية فيما أطلق عليه اسم صفقة القرن.
لقد شكّل نضال شعبنا الفلسطيني وتضحياته العظيمة المستمرة، ونضال القوى العروبية و الاسلامية المجاهدة التي تساند وتدعم نضاله، ركيزة اساسية في عرقلة اندفاعة المشروع الصهيوني التوسعي من تحقيق كامل أهدافه المعلنة، لكن النظام الرسمي العربي ومعه الحالة المتصهينة في رام الله على وجه التحديد يوفر الفرصة لاستمرار اندفاع هذا المشروع، وتقدمه ليستمر في تفكيك عوامل النهوض العربي و تصفية القضية الفلسطينية ، مقابل تعزيز قوة العدو الصهيوني ودعم ممارساته العدوانية ومخططاته التوسعية، ودعم بعض النظم العربية الرسمية الرجعية واستمرار فتح الأبواب للتطبيع العربي مع هذا العدو.
أن المواجهة الحقيقية للمشروع الصهيوني ، ولكل ما يشكل ركائز بنائه المادية وغير المادية، يتطلب أن تكون المواجهة شاملة بحجم وقوة وشمولية واتساع الاستهداف، من خلال تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني، وتعزيز مقاومته باعتباره راس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني .
كما تتطلب التأكيد على الكفاح المسلح كخيار استراتيجي في مواجهة المشروع الصهيوني واعتبار نهج التسوية و رموزه جزء لا يتجزء من الادوات التنفيذية لهذا المشروع و مواجهتهم و تعريتهم لهي من الاولويات الوطنية .
بالاضافة الى التأكيد على قومية الصراع مع العدو الصهيوني ومشروعه الإمبريالي، بما يوجب تجريم ورفض التطبيع معه وعلى المستويات كافة، واعتبار مقاومة التطبيع معيارًا للالتزام بالمشروع القومي العربي.
ان وحدة القوى الوطنية و الاسلامية على المستوى الفلسطيني في اطار الجبهة الوطنية المتحدة و وحدة العروبيين و الاسلامين على المستوى العربي يشكل اهم الركائز الرافعة لمشروع الامة في التحرر الوطني و القومي و يعزز من قدرتها على مواجهة اعدائها من صهاينة و امبرياليين