تطل علينا في الـ 29 من تشرين الثاني/ نوفمبر، الذكرى 72 لقرار تقسيم فلسطين 181عام 1947 الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ليكون تجسيدا لوعد بلفور الذي قدمته بريطانيا الاستعمارية للحركة الصهيونية و عملت على تحقيقه خلال فترة انتدابها لفلسطين على حساب شعبنا العربي الفلسطيني في ارض وطنه.
و قد سعت الحركة الصهيونية و من خلفها الادارة الامريكية (( القوة الامبريالية الصاعدة)) بكل ثقلها وعلاقاتها لإقرار خطة التقسيم، لما تتضمنه من تحقيق المصالح الصهيونية، وهو حلم الدولة اليهودية على أرض فلسطين، تمهيدا لاقامة ما يسمى باسرائيل الكبرى.
تمر علينا الذكرى الأليمة، فيما لازال الصهاينة يمارسون ابشع الجرائم الارهابية بحق ابناء شعبنا من قتل و مجازر و اعتقال وهدم البيوت، كما يعملون على قضم المزيد من الاراضي من خلال بناء المستوطنات بالاضافة الى عملية التهويد التي يمارسونها على الارض و التراث, استكمالاً لمعالم الدولة اليهودية العنصرية المزعومة على كل أرض فلسطين المحتلة، مستغلين حالة الضعف والتفكك العربي و الفلسطيني، والانحياز الأمريكي الكامل للمشروع الصهيوني.
فيما تعيش الساحة الفلسطينية اسوء حالاتها سياسيا جراء حالة الانقسام بين غزة المحاصرة و الضفة الرازحة تحت الاحتلال و الشتات التائه , فيما اهلنا الصامدون داخل الخط الاخضر يعانون و يلات العنصرية التي تمارس عليهم, هذا الانقسام الذي لم تشهد الساحة الفلسطينية مثيلا له في التاريخ الحديث هو نتيجة طبيعية للعبث السياسي الذي مارسته القيادة المتنفذة التي استولت على منظمة التحرير و هو ما و اوصلنا اليه النهج الاستسلامي و الحالة اليهودية في سلطة اوسلو التي تشكل السياج الواقي للمشروع الصهيوني من خلال ملاحقة المناضلين و المجاهدين من ابناء شعبنا.
و في الوقت ذاته تعيش الامة العربية حالة من التفكك و الانهيار على كافة المستويات نتيجة لسياسات الانظمة الرجعية.الفاسدة، ان ما نشهده من حراك شعبي مطلبي محق في العديد من الساحات العربية يؤكد على ان امكانية التغيير و النهوض قائمة انما تحتاج الى قيادة ثورية امينة تؤدي هذا الدور التاريخي في الاصلاح و محاربة الفساد الذي نخر مفاصل السلطة في الانظمة العربية بدعم و غطاء الادارات الامريكية المتعاقبة.
و هذا يتطلب من قوى المقاومة التنبه من مخاطر الفتنة و اعادة انتاج الحروب الاهلية التي يسعى اليها اعداء الامة من خلال توجيه الحراك الشعبي بادوات مشبوهة الى اهداف غير اهدافه المطلبية و التعامل معه بحنكة و حكمة.
في هذه الذكرى الأليمة نؤكد تمسكنا بأرضنا وحقوقنا كاملة، ونستذكر فيها الدماء الزكية للابطال من الشهداء و الجرحى كما نستذكر ابطالنا الاسرى القابعون في الزنازين، وعذابات ابناء شعبنا من اللاجئين في الشتات القسري نتيجة لذلك القرار الظالم, و نؤكد إنَّ قرار التقسيم 181 قرار باطل كما كل القرارات الدولية التي تهدر حق شعبنا العربي الفلسطيني في ارضه .
ونتوجه بالتحية إلى شعبنا الصامد في الضفة والقطاع، وفي أرضنا المحتلة عام 48، وفي مخيمات الشتات ، ونؤكد على تمسكنا بالكفاح المسلح كخيار مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وهو خيارا استراتيجيا للقضاء على الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين و العودة اليها.
كما نؤكد على رفضنا لكل مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية بدءا من كامبديفيد مرورا باوسلو وصولا الى ما يسمى بصفقة القرن، فمصير كل هذه المشاريع الانهيار والاندثار بالتوالي؛ ما لم يحصل شعبنا على كامل حقوقه الوطنية في تحرير ارضه كاملة و العودة اليها .
كما نؤكد على الوحدة الوطنية المرتكزة على ادامة الصراع مع العدو الصهيوني على ارضية الكفاح المسلح و العودة الى مرتكزات الاجماع الوطني الفلسطيني الذي نص عليه الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الصادر في العام 1968 .