الخميس. مارس 28th, 2024
بقلم اشبال العاصفة

في التاسع والعشرين من الشهر الجاري تتوقف جماهير شعبنا وأمتنا ، أمام محطة من محطات التآمر والعدوان التي أسست لاعلان إنشاء الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين العربية ، ووفرت الأرضية لانطلاق المشروع الاستعماري الصهيوني – اليهودي التوسعي في منطقتنا العربية ، ألا وهي الذكرى الثانية والسبعون لصدور قرار هيئة الأمم المتحدة الذي يحمل الرقم (۱۸۱)، وهو القرار الذي طالب بتقسيم فلسطين ، وانشاء “دولة يهودية” على الجزء الأكبر من أراضيها دون أي وجه حق ، وإذا كان القرار بما حمله من ظلم وجور بحق جماهير شعبنا وأمتنا ، وبما الحقه من أضرار بتاريخها وحاضرها ومستقبلها ، ولا زالت تعاني منه حتى اليوم .. اذا كان في احد جوانبه يؤكد هيمنة القوى الاستعمارية والصهيونية على الهيئة الدولية – التي انشأتها الدول الحليفة المنتصرة في الحرب العالمية الثانية على قاعدة توزيع مناطق النفوذ في العالم التي أقرتها هذه الدول في مؤتمر يالطا عام  ١٩٤٥ فإن هذا القرار الذي صدر عام ١٩٤٧ وهو من بواكير ما أنتجته المعادلة الدولية الجديدة التي أهدرت حق شعبنا وأمتنا في فلسطين ، وأن ما تلاه من قرارات صادرة عن هذه الهيئة إستندت الى تلك القاعدة وجاءت بكل تفاصيلها لتكرس الظلم والجور الواقعين على شعبنا وأمتنا، وسخرتها القوى الاستعمارية لتخدم مصالحها ومصالح الحركة الصهيونية وحلفائها .
ولعل الماضي القريب والحاضر يحمل في طياته الكثر من الشواهد الحية على أن هذه القوى إتخذت من المؤسسة الدولية عنوانا لتشريع قوانينها ضد مصالح وطموحات وآمال الشعوب ، واتخذتها أداة للضغط عليها ، فيما وقفت في وجه مشاريع القرارات عندما يتعلق الأمر بقرار لا يخدم مصالحها وتوجهاتها السياسية وأطماعها العدوانية فاستخدمت مئات المرات حق النقض ـ الفيتو – .
ولم يأتي قرار إلغاء الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يحمل الرقم (۳۳۷۹)، والذي يساوي الصهيونية بالعنصرية إلا للتأكيد على هذه الحقيقة، ومن هذا المنطلق فإن المراهنات على النظام الدولي الجديد، الذي تعمل الادارة الامريكية من واقع القوة والهيمنة المطلقة على صياغته ، وفي جزء منه النظام الاقليمي المطروح للمنطقة ، او المراهنات على قيام الهيئة الدولية بانصاف شعبنا وأمتنا ، ما هي إلا مراهنات واهية لا تحمل أي أساس واقعي، ومهما حاول أصحابها من تبريرات، فإن الحقيقة المرّة التي لا بد من قولها ان الوضع الراهن بكل ما يحمله من مخاطر وتحديات هو في أحد جوانبه الأساسية نتاج عقلية المساومة والتفريط، والاستعداد الدائم لتقديم التنازلات، والتي تتذرع بذرائع واهية وتنخرط في هوامش اللعبة السياسية السوقية ، فمثل هذه العقلية المهزومة التي تجسدها قيادة سلطة “أوسلو” ومن يتماهى معها بأوضح صورها ، لا تؤمن بأن الحقوق لا يمكن أن تسترد إلا بقوة الكفاح والجهاد ، ولا يمكن أن تنتزع إلا عبر التمسك بالثوابت الوطنية والقومية ، ولا تعير أي إنتباه أو شأن لقدرات جماهير الأمة وطاقاتها وإمكانياتها اللامحدودة ، لذلك فهي تندفع للاستجابة لكل الشروط والإملاءات الصهيونية التي من شأنها إنجاح مؤامرة التصفية ، وإشاعة الفرقة والتناحر والاقتتال في الساحة الفلسطينية والعربية . فهي قبل غيرها من أطراف المساومة ، متلهفة لأن يكون لها دور في أي مرحلة من مراحل مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية، بالرغم من بعض الخلاف الشكلي الذي تدعيه تحت يافطة “مواجهة صفقة القرن” ، والذي تهدف من خلاله لرفع ثمنها أو ليكون لها الدور الأبرز في تلك “الصفقة” التي لا تختلف في مضامينها عما وقعت عليه هذه القيادة في “أوسلو” وما تلتها من إتفاقيات .
إن التصريحات الأمريكية الأخيرة والوعود التي قدمتها للكيان الصهيوني حول ضم مناطق من “الضفة الغربية” للكيان الصهيوني ليست جديدة ولم تفاجئنا ، فهذه البؤر الإستيطانية وبالرغم من تصريحات سلطة “اوسلو”، إلا أنها لم يتم بناؤها إلا بموافقة هذه السلطة وذلك حسب الملاحق السرية لإتفاق “أوسلو” الذي يعطي العدو الصهيوني الحق ببناء المستوطنات والتوسع على أي أرض في “الضفة الغربية” ، كما وأن هذا التصريح ليس بجديد ، فمنذ ما قبل توقيع أتفاق “أوسلو” وفي اكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من مسؤول أمريكي و صهيوني ، بأن العدو لن يسحب مستوطناته من “الضفة الغربية” وأنها جزء لا يتجزأ من الكيان الصهيوني . وهذا ما يؤكد أن المواقف التي تدعيها سلطة “أوسلو” والذي تنشره ماكينتها الإعلامية ما هي إلا إمتداد للتضليل والكذب الذي مارسته منذ السبعينات ، والذي لطالما عملنا على فضحه ومواجهته .
إن النضال من أجل إنتزاع الحقوق العربية من براثن الهيمنة الامريكية – الصهيونية ، ومن أجل إنتزاع الحق العربي في فلسطين كاملا له طريق واحد لا غير والذي يستند الى مواصلة نهج الكفاح المسلح والجهاد وتطوير الاساليب الكفاحية ، وهو الطريق النقيض تماما للعقلية المهزومة المستسلمة ، وهذ النهج أثبت فعاليته في أكثر من مكان من العالم ، فالشعوب التي انتصرت لم تخضع للإبتزاز السياسي ولم تقبل الانخراط في اللعبة السياسية السوقية التي تجيدها القوى الاستعمارية وحليفتها الصهيونية .
إن امكانيات أمتنا لا تقل عن إمكنيات تلك الشعوب في شيء ، وهي تمتلك من الارادة والتصميم والطاقات ما يجعلها قادرة على تجاوز المخاطر والتحديات والمحن، لا سيما وأن القضايا العادلة والمحقة وخاصة قضيتها المركزية ، قضية فلسطين ، تشكل حافزا معنويا وماديا تستنهض عبرها قواها الكامنة لمواجهة مؤامرة التصفية كما واجهت كل المؤامرات السابقة إبتداء من مشروع بلفور المشؤوم ، ومرورا بقرار التقسيم رقم (١٨١) وانتهاءا بكل القرارات الدولية التي تهدر حق شعبنا وأمتنا في كامل فلسطين .
إن مواجهة الحلقة التآمرية الجديدة على قاعدة تصفية القضية الفلسطينية تتطلب حشدا متراصا يتقدمه كل الشرفاء والمناضلين والمجاهدين عروبيين وإسلاميين ، لان هذه الحلقة التآمرية وإن تبدو الآن أنها قدر لامناص منه ، إلا انها طارئة واستثنائية تسعى الحركة الصهيونية إلى فرضها عبر القوة والتسلط الذي ستبدده ارادة المواجهة الصلبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد