الجمعة. مارس 29th, 2024

في اواخر الاربعينات و اوائل الخمسينات, و في ذروة هزيمة الانظمة العربية الرسمية, و عمليات الابادة و التشريد و الاقتلاع التي تعرض لها شعبنا العربي الفلسطيني..

 في تلك الايام اطلقت الارهابية الصهيونية الحاقدة / غولدا مائير / صرخة خوف و رعب و هلع على مستقبل المشروع  العدواني العنصري الصهيوني قائلة (( كلما سمعت ان طفلا فلسطينيا قد ولد , لا انام الليل)) .

لقد اختصرت الارهابية / غولدا مائير / بهذه العبارة القصيرة , فلسفة الحركة الصهيونية العنصرية , و عدائها المطلق لجماهير شعبنا العربي الفلسطيني و مستقبل وجوده الانساني.
و اذا كنا لسنا بصدد استعراض الطبيعة الصهيونية المعادية بالمطلق لجماهير شعبنا العربي الفلسطيني و امتنا العربية و ما تمثله من مخاطر في الماضي و الحاضر و المستقبل , فلأن هذه الطبيعة العدوانية تتحدث عن نفسها ميدانيا في مجازر دير ياسين, و كفر قاسم , وقبية , ونحالين , وصبرا و شاتيلا و بحر البقر , و الحرم الابراهيمي , و في الجنوب اللبناني  قانا الاولى و الثانيه , وفي الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة الصامد… و تتحدث عن نفسها من خلال الممارسات القمعية التي مورست على جماهير شعبنا العربي الفلسطيني خلال الثورة الشعبية الاولى التي نعبش اليوم  في ذكراها و الثورة الشعبية الثانية .. فمن عمليات تكسير العظام , الى دفن الاحياء , الى التعقيم القسري للنساء و قتل الاجنة , الى اعتقال و محاكمة الاطفال , الى خنق الرضع بالغازات , الى هدم البيوت  و جرف القرى الى عمليات الاقتلاع و الابعاد عن ارض الوطن.

 ان ما نحن بصدد الحديث عنه هو انطلاقة الثورة الشعبية في فلسطين من حيث ما رسخته من حقائق هي في صلبها جوهر الصراع العربي – الصهيوني , و من حيث الافاق النضالية التي شقتها امام حركة الجماهير العربية في هذه الحقبة من تاريخ امتنا العربية.

فمن اهم الحقائق التي رسختها الثورة الشعبية ان الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود و مستقبل , المعني الاول و الاخير بخوض غماره الجماهير الشعبية العربية و اجيالها المتتالية , مهما كانت طبيعة الانظمة العربية.

ان ما حققته الثورة الشعبية في فلسطين تجاوز حدود المخاوف غلى سقوط نظرية الامن الصهيوني , و مستقبل وجود الكيان ذاته , ليطال الاستراتيجية الامبريالية في مواجهة ثورات الشعوب , وعادت لتأكد و بشكل خلاق و مبدع الى استراتيجية حرب الشعب طويلة الامد تألقها بعدما تخاذلت القيادة المتنفذة في م ت ف و الانظمة الرجعية العربية و انساقت وراء اوهام التسوية.

ان الثورة الشعبية في فلسطين , و ان بدت في حجم انجازاتها و معطياتها المادية و المعنوية , انها البداية  الا انها على مدار اعوامها قد رسخت نتائج معنوية على مستوى الصراع  العربي – الصهيوني , و على المستوى العالمي تجاوز حدود المنجزات المادية المباشرة , لتطلق العنان امام انبلاج خط ثوري شعبي عربي و عالمي , يمثل طورا متقدما في تاريخ الثورة وفكرها ..

انها باختصار كانت ايذان معنوي لانطلاق الثورات الشعبية العربية , و ما شهدته و تشهده الاقطار العربية الا دليلا على قدرة الشعوب على التغيير و النهوض و ما هي الا مقدمات و ارهاصات تسبق الولادة  لعصر جديد هو عصر الجماهير .. و مرة اخرى يكون لجماهير شعبنا العربي الفلسطيني و ابطاله فخر السبق و الطليعية في صنعه و انتصاره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد