رسخت الامم و الشعوب في ثقافتها منزلة عالية لمن يقدم روحه في سبيل الحق و العدالة و القيم الفاضلة و الدفاع عن الوطن ,فيما اعطت ثقافتنا العربية الاسلاميا بعدا اخر و منزلة اكثر سموا في وجدانها لمفهوم الشهادة اذ ارتبط عقائديا بالايمان بالله .
ان الشهيد هو اصدق الناس و اكثرهم كرما و عطاء و تضحية و اكثرهم شعورا بالانتماء, تمكن من قلبه الايمان فبذل روحه رخيصة في سبيل الله و الوطن فكانت له هذه المنزلة في وجدان الشعوب و الامم.
ان احياء بيوم الشهيد لا يقتصر على استدعاء ذكريات البطولة والمجد، بل هو بالأساس محطة زمنية متكررة لغرس قيم الايمان و الولاء والانتماء الوطني و القومي في نفوس أجيالنا الجديدة، ليدركوا أن شهدائنا الأبرار الذين غادروا بأجسادهم، ستبقى أرواحهم الطاهرة في قلوب ابناء الامة، وستبقى تضحياتهم رمزاً للعزة والشموخ والكرامة والشجاعة، وستبقى كذلك علامة مضيئة في تاريخ امتنا.
ان طريق البطولة والعزة والكبرياء الذي زرعه فينا الشهداء و خطوه لنا بدمائهم مفاده أن الأرض لا ولن تعود يوما الا عبر التضحية و الفداء, عبر الدرب الوحيد الذي خطه الثوار الاوائل من ابناء ثورتنا و حركتنا بالبندقية و المدفع.
اليوم و نحن نحيي ذكرى يوم الشهيد نعاهد شهيدنا البطل احمد موسى اول شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة و اول شهداء حركتنا فتح كما نعاهد كل شهداء شعبنا و امتنا ان نصون وصاياهم و ان نكمل مسيرة الشهادة مستهدين بارواحهم الطاهرة .
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار
و الخزي و العار للخونة و المتخاذلين