تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عصر ترامب .. هو عصر خلع جميع الأقنعة

عصر ترامب .. هو عصر خلع جميع الأقنعة

زيد عمر النابلسى

افيخاي أدرعي يبارك لعبيده زيارتهم لمعسكر الاعتقال النازي والصلاة على الضحايا اليهود، وأنا عندما أصفهم بوصف ولفظ “عبيده”، فأنا أعنيها حرفياً وليس مجازاً، إذ أن هذه الصلاة في الواقع هي عبادة وسجود وخنوع لربهم الأعلى الذي لا يركعون لغيره في دولة الاحتلال الصهيوني…
دعوني أشرح لكم كيف…
من أهم الكتب التي قرأتها في حياتي كان كتاب البروفيسور الأمريكي اليهودي المناهض للصهيونية نورمان فينكلستاين بعنوان “صناعة الهولوكوست”، وفينكلستاين نفسه هو من أب وأم عانوا الأمرين في معسكرات الاعتقال النازية…
يشرح فينكلستاين في هذا الكتاب العظيم كيف حوّلت الحركة الصهيونية معاناة اليهود على أيدي الرايخ الثالث إلى تجارة بغيضة وابتزاز مالي ومعنوي وسياسي للعالم بأكمله بحجة تلك المعاناة، وكيف استعملت إسرائيل هذه الحجة لتبرير ما لا يمكن تبريره وتمرير سرقة أرض وتشريد شعب بأكمله وإخضاعه لأطول عبودية واحتلال عسكري في التاريخ البشري لولا سيف الهولوكوست المسلط على رقاب كل من يخرج عن النص الصهيوني، بالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية…
ولذلك فإن هذه الزيارة وهذه الصلاة العجيبة لأمين عام رابطة العالم اللا إسلامي في هذا الوقت بالذات ما هي إلا أوراق الاعتماد لذلك الاجتماع الدولي الكبير الذي تزامن انعقاده في متحف ياد فاشيم في القدس المحتلة في نفس الوقت، فلن يصدق أحمق في هذه الدنيا أن هؤلاء الكهنة يهمهم ضحايا محرقة أو غير محرقة…
فكلنا نعلم أن هؤلاء المشعوذين في رابطتهم الداعشية هم أنفسهم الذين أفنوا حياتهم وهم يفتون بعدم جواز الترحم على أخي وابن بلدي ورفيقي في الوطن والمصير، المسيحي أصل هذا المشرق، وقرفوا حياتنا بعدم جواز تهنئته بأعياده أو مشاركته احتفالاته، وأغرقونا بأحاديث بغض “النصراني” وتضييق الطريق عليه ووصفه بالديوث لأنه يأكل لحم الخنزير، وفرّخوا لنا دعاديشاً تؤمن بعقيدة ذبح “النصارى” وتفجير كنائسهم وسبي نسائهم، كما فعلوا في سوريا والعراق ومصر…
طيب ما هو إنتو طول عمركم حاطين اليهودي والمسيحي بنفس مرتبة التكفير والسب والشتم والتحقير، وحتى إنكم فسرتوا فاتحة القرآن بأن اليهود هم المغضوب عليهم، والمسيحيين هم الضالين!!
والآن فجأة وبكبسة زر أصبحت الصلاة على قبور اليهود سنة مستحبة، يا بتوع السنة والجماعة إنتو؟
هؤلاء الدجالين هم في الواقع لا يهمهم ضحايا أي حرب، وإلا كانوا قد ذهبوا ليصلوا على أضرحة باقي ضحايا الحرب العالمية الثانية المنتشرة في روسيا وفي أوروبا – ولا أدري حقيقةً ما هو هذا المذهب العجيب الذي يجيز الصلاة على الميت بعد 75 عاماً من الوفاة أصلاً!!
فاليهود هم ليسوا وحدهم ضحايا تلك الحرب البشعة، ولكن القبلة والكعبة التي تتوجه إليها هذه الصلاة هي في تل أبيب وليست في أوشفيتز، فلمن أراد الصلاة حقاً، هنالك هولوكوست حقيقي ومرئي اليوم وحرب إبادة ومجاعة وكوليرا على الشعب اليمني في هذه اللحظة وليس قبل ثلاثة أرباع قرن من الزمان، ولم نسمع أن صلى هؤلاء نصف ركعة في يوم من الأيام لضحايا الهولوكوست اليمني…
عصر الرئيس ترامب هو عصر خلع جميع الأقنعة، الأمريكية منها والعربية، أي اننا اليوم نعيش زمن الوقاحة والسفالة العلنية دون ورقة توت أو مساحيق تجميل، فالتقاء شيخ الإسلام أفيخاي أدرعي رضي الله عنه وأرضاه في نفس الخندق مع شيوخ ما أسماه هذا المهرج بـ”الإسلام الحقيقي” هو إحدى بركات هذا العصر الذي أماط اللثام عن الكثير من الوجوه القبيحة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد