الخميس. مارس 28th, 2024
طلال سلمان
عن جريدة السفير
31/ 1/ 1986

الجديد, انت انت القائد و القيادة, الشاهد و الشهادة, انت انت المريد و الارادة, تقدم فليس الى الخلف الا الهزيمة, و ليس الى الامام الا النصر للقادر على دفع ضريبة النصر.

***

ناصر ابراهيم عبد العزيز :

اسم فتى بالكاد بلغ العشرين ربيعا من اربد في الاردن, نسيا منسيا كان, و كأي منا, نحن المائتي مليوننا من عرب زمن الردة و التردي.

لكنه تركنا, نأكل و نشرب و ننام و نتناسل ثم نقوم فنذهب لنغرق في التفاهات النهارية قبل ان نعود لننام من جديد … تركنا و مشى, خلع انتسابه الى النظام و الهزيمة, حمل بندقيته و مشى, وصل الى النهر فشرب و اغتسل متطهرا مما علق بجسمه و ذهنه و عقله من ادران و اوبئة و وصايا التعقل و ضرورة الابتعاد عن التطرف و الجنون, ثم عبر النهر و اكمل مشواره الى حيث التقاهم, و كانوا جميعا هناك : الملوك, السلاطين, الامراء, الجنرالات المزينة صدورهم بأوسمة المجاملة و الزيارات الودية, القادة و الرؤساء الذين ورثوا السادات فحاولوا عبثا اكمال ما بدأه… و ببساطة شديدة, و على طريقة نزيه قبرصلي و بلال فحص و حسن قصير و سناء محيدلي و سليمان خاطر أخذ يطلق الرصاص و يطلق حتى يموت الجميع, و رآهم يتهاون واحدا واحدا, فلما اطمأن انغرس شجرة أصلها في الارض و فرعها في السماء.

***

ناصر ابراهيم عبد العزيز

تعجل ربيعه الحادي و العشرين فمشى اليه بدمه.

الى الخلف, كان “الملك” و “القائد العام” مستغرقين في مناقشة امور التفاوض و التنازلات المطلوبة من اجلة التسوية غبى قاعدة الارض العربية مقابل السلام “الاسرائيلي”.

و لم يكن يعنيه ان يعرف هل اتفق “سيدنا” مع “الختيار” ام انهما اقتربا من الاتفاق, و هل تطابقت و جهات النظر ام لا تزال بحاجة الى المزيد من الاتصالات المكثفة, و من المشاورات و المباحثات المباشرة و الغير مباشرة, عبر مورفي او ملك اليونان المخلوع, مع شيمون بيريز و سائر الغاصبين.

كان يعرف اشياء اخرى مغايرة تماما, بينها ان الارض اغلى من التاج, بل ان كثيرا من التيجان قد دفع ثمنها من ارضنا و من حقنا في يوم اضل و غد افضل, و ان السلام الحقيقي تصنعه بندقية المقاتل من اجل التحرير و ليس براعة المفاوض في اخفاء حجم تفريطه بما يحرم الله و عباده التفريط به.

***

ناصر ابراهيم عبد العزيز

وردة جديدة تنبثق في صحراء الرماد التي نكاد نتوه فيها و نضيع و ننسى اسماء ابنائنا و تاريخ اهلنا الذين يشكلون اديمها المقدس.

و بعد وردة اكياد , و الوردة التونسية التي وئدت و اغفل حتى اسمها, هذه وردة تشق جدار الصمت في الاردن لتقول ان ارادة الحية هي الاقوى و الابقى, و ان عشق الارض لا تقمعه الدبابات و لا المخابرات مهما تعاظمت, خبراتها المدمرة.

و بالنسبة الينا في بيروت المحاصرة و المعلقة على صليب آلامها في انتظار الخلاص, فان ناصر ابراهيم عبد العزيز كان اشبه بطوق نجاة, اعطانا فرصة تنفس, خارج المستنقع الطائفي الآسن الذي حبسنا فيه الحاكم الكتائبي و كتائبيو الطوائف الاخرى.

و سنخرج من المستنقع.

و ستزهر حقول الورود و الياسمين و النرجس لتعود بيروت ما كانته: اميرة عربية تنتظر خطيبها الاسمر الحامل اليها مهرها راية مرفوعة على سن رمحه من اجل التحرير و ليس في حافظة نقوده السمينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد