الخميس. مارس 28th, 2024

منذ بواكير انطلاقة فتح وتفجر الكفاح الثوري المسلح ، ظهرت افكار التراجع والمساومة خاصة بعد تاءات الانظمة العربية في حينها ( التوريط – التنسيق – التوقيت ) والاتهامات التي كالتها تلك الانظمة لحركة فتح الوليدة وبندقية ثوارها ونهجهم المقاتل …تلك الأفكار تمثلت في رغبة بعض قيادات الحركة التريث وعدم التصعيد ومحاولة مراعاة ظروف الانظمة ، كان ذلك كله يتم في الغرف المغلقة وضمن الاجتهادات المسموحة يومها لأنه كان يتم في الإطار الداخلي الفتحاوي …
ولكن الامر لم يبقَ عند هذا الحد فما ان كان انتصار الكرامة حتى ترافقت تلك الأفكار مع إجراءات تنظيمية داخلية حاصرت المد الثوري وشرعت الفوضى وسمحت بتسلل المندسين وعملاء الانظمة الى صفوف الحركة جاء ذلك مترافقاً مع المال النفطي القادم من آل سعود وغيرهم من أنظمة الخليج .
وتقدمت افكار التسوية لتدخل مرحلة جديدة من المساومات والانحراف عن المبادئ ونظام الحركة الداخلي والميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية ، يوم تم إقرار برنامج النقاط العشرة ومن ثم البرنامج المرحلي الذي روج له احد الفصائل الفلسطينية لتتبناه القيادة المنحرفة حينها والذي شكل منعطفاً ومفصلا مهما جعل من تنظيم حركتنا منفرداً يتحمل مسؤولية مواجهة الخيانة الوطنية والقومية بحق تاريخ ونضال وحقوق شعبنا وامتنا في كل فلسطين بعد استحالة ثني تلك الزمرة من قيادة الحركة التي استولت على قيادة المنظمة كذلك وبدأت ولوجها درب تقديم التنازلات والتراجعات وتقديم المبررات لذلك تارة بالواقعية السياسية وتارة تحت سقف ما يسمى بالقرار الوطني المستقل وتارة بالتحجج بالظروف والوعود وضعف العامل الذاتي … إلخ من مبررات .
ثم توجت كل ذلك باتفاقية اوسلو الخيانية وملحقاتها الخطرة وما سمي بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وتشريع وجودة وبقاءه ومحاصرة وإجهاض كل جهد مقاوم لأبناء شعبنا وقواه الحية.
واليوم يخرج علينا من يريد تحسين الشروط وإعادة التموضع ويعارض ما سمي بصفقة القرن من باب انها تمت دون استشارته او انها لم تقدم مطلباً هنا وعاصمة هناك ….بمعنى الدوران في ذات دائرة التسوية – الخيانة ، فلم يمضي يوم على اعلان رئيس الحالة اليهودية في رام الله محمود عباس امام مجلس الجامعة العربية الذي بحث ما سمي بصفة القرن, عن قطع اتصالات سلطة اوسلو مع الكيان الصهيوني و الادارة الامريكية حتى قامت رئيسة CIA جينا هاسبيل بزيارة خاطفة و سرية كشف عنها الاعلام الصهيوني ,و التقت خلالها بكل من ماجد فرج رئيس المخابرات العامة في سلطة اوسلو و حسين الشيخ المسؤول عن العلاقات مع الكيان الصهيوني.
اي كذب و اي تضليل تمارسه هذه الحالة المتصهينة على ابناء شعبنا؟
على مدار عقود من الزمن و هذه حالة تمارس الخداع و التضليل منذ عهد صنمهم المقبور كبيرهم الذي علمهم الخيانة من اجل تصفية قضية شعبنا.
و ليس غريبا على هذه الحالة و على رئيسها ان يقول و بكل وقاحة انه تنازل عن ٧٢ ٪ من ارض فلسطين لصالح الكيان الصهيوني و انه لا يؤمن بالسلاح وانه يحارب “الارهاب” و انه قدم معلومات للصهاينة لم يكونوا يحلمون بالحصول عليها، فهي تمارس دورها الوظيفي الذي انشأت لأجله في اتفاق اوسلو.
اننا لا نستغرب هذا الدور الذي تقوم به هذه الحالة التي اسقطت كل ما يستر عورتها و بدا واضحا دورها لجماهير شعبنا، و انما نستغرب من مواقف القوى و الفصائل الفلسطينية التي ترفع شعار المقاومة و التحرير الكامل و التي للأسف لازالت تتعامل مع هذه الحالة المتصهينة على انها حالة فلسطينية فتضفي عليها نوع من الوطنية و تعطيها الشرعية على الرغم من كل التأكيدات لرأس هذه الحالة المتصهينة انه متمسك بنهجه الخياني.
اليس هو مهندس الاتصال مع الصهاينة منذ بدايات السبعينات من القرن الماضي؟!
اليس هو مهندس اتفاقية العار اوسلو؟!
اليس هو من شارك في اعداد وثيقة (( عباس -بيلين)) التي ارتكزت عليها صفقة ترامب؟!
اليس هو من قال انه لا يريد اغراق الكيان الصهيوني باللاجئين؟!
اليس هو من اعلن انه لا يؤمن بالسلاح و ان العمل المسلح لم يجدي؟
اليس هو من قال و بوضوح انه تنازل عن 72% من ارض فلسطين لمصلحة الكيان الصهيوني؟!
اليس هو من وصف التنسيق الامني بالمقدس و قال انه قدم معلومات للكيان الصهيوني لم يكن يحلم بها؟!
اليس هو القائل (( اذا شفت واحد حامل صاروخ طخه و على مسؤوليتي)؟!
وغيرها من الاسئلة الكثيرة التي على قوى وفصائل العمل الوطني الاجابة عليها و اتخاذ موقف وطني مبدئي واضح حيالها و حيال هذه الحالة المتصهينة و رئيسها فالوطنية ليست مسألة نسبية فإما ان تكون وطني و اما ان تكون خائن و لا يمكن ان يكون الانسان نصف وطني او نصف خائن, كما ان الوطنية و الخيانة ليستا اجتهاد او وجهات نظر و راي و انما مواقف مبدئية, فلا اجتهاد و لا وجهات نظر بالمسلمات و المبادئ.
ان الواجب الوطني يتطلب منا ان نتعامل مع هذه الحالة المتصهينة على انها اداة من ادوات المشروع الصهيوني و العمل على عزلها و محاربتها و اسقاطها , لا ان نتداعى لإنقاذها كلما حانت لحظة سقوطها لنقدم لها إكسير الحياة للاستمرار بممارسة دورها الوظيفي, فبهذا السلوك نكون جزء من وظيفتها المرسومة لها في خداع و تضليل جماهير شعبنا و خيانة الوطن و الشهداء.

اما أنظمة السقوط والخيانة والتطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني فان محاسبتها وردعها واسقاطها مهمة الجماهير العربية وقواها الحية .
ان إسقاط صفقة القرن لن يكون الا باجتثاث عقلية التسوية والخيانة والاستسلام والقائمين عليها وإعادة الروح لبرنامج الكفاح المسلح والمقاومة والبناء على أساسهما في قيام وحدة وطنية فلسطينية حقيقية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد