دأبت الاجهزة والقوى المعادية على شن حملة مستمرة من الشائعات والإفتراءات على تنظيم حركتنا بهدف تشويه مواقفه والتشكيك بها وخلق حالة من البلبلة في الوسط الجماهيري وخلخلة الوضع الداخلي للتنظيم , وذلك في سياق مخططها القديم – الجديد الهادف الى محاصرة التنظيم الذي أثبت عبر المراحل الماضية , انه قادر على فك الحصار والنهوض .
فتراهم تارة يطلقون الاشاعات حول وضع التنظيم الداخلي , وأن التنظيم يعاني من هزات و خلافات داخلية , وأحيانا يحاولون التشكيك في مواقف التنظيم وعلاقاته العربية والدولية , وأحيانا اخرى يطرحون التساؤلات حول دور التنظيم على الساحة الفلسطينية ومدى تأثيره وفعاليته , وتارة يزج باسماء رفاق من اعضاء وقيادات التنظيم في مواضيع بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع .
ويقينا ان عموم الرفاق في التنظيم اعضاء وكوادر وقيادة والذين صقلتهم التجربة يدركون ابعاد مثل هذه الافتراءات والإشاعات والأهداف من خلفها, وهم يعلمون بلا شك بان هذه الحملات تستهدف اساسا خط التنظيم ومنهجه ومناقبيته وذلك لحجم الخطر الذي يشكله نهوض التنظيم على برنامج ومخططات القوى المعادية , فمهما تنوعت وتعدددت اساليب وأشكال الحملات الاعلامية والتشويهات, علينا ان ندرك ان العنوان الاساس لها هو اعاقة عملية النهوض التنظيمي .
وتدرك العديد من القوى وفئات عديدة من جماهير شعبنا طبيعة اهداف تلك الحملات وتعبر عن ذلك في مناسبات مختلفة , ولكن هل يكفي ذلك؟ هل يكفي ان نقول ان التنظيم يدرك كل هذه الامور؟ وهل يكفي ان نردد ان الجماهير واعية؟ وهل يقف دور التنظيم وأعضائه عند حدود العلم بذلك ونفيه؟
أسئلة نطرحها ونثيرها لتطوير أدائنا في التعامل مع ما يدور من حولنا بعد الضعف الذي لمس في التعاطي مع موضوع الشائعات التي تطلق عبر وسائل التواصل الاجتماعي , وكيفية التعامل معها والرد عليها في الزمان والمكان المناسبين واختيار الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك .
اننا هنا لا نطرح الأمر بدعة ولا اكتشافا جديدا , بل نتحدث عن واجب وحق للتنظيم تغاضى عنه وأهمله العديد من أعضاء وكادر التنظيم , بل أن البعض منهم ساهم وشارك من حيث لا يدري في نشرها وتأكيدها من خلال التفاعل معها والرد عليها باسلوب بعيد عن منهجية التنظيم .
إن من حق و واجب التنظيم ان يحمي اوضاعه الداخلية عبر الوسائل والصيغ التي يستلهمها من تقاليده النضالية وتراثه وتجاربه , ومن حقه و واجبه ايضا حماية الجماهير من العبث والفساد والتخريب الفكري , ومن الإفتراءات والشائعات المغرضة والتي تستهدف خلق حاجز بينه وبين الجماهير , وذلك يتطلب ضرورة الاهتمام بالاختلاط بالجماهير والتغلغل في أوساطها وإعطاء العمل الجماهيري حيزا واهتماما اكبر , لكي تتآتى مواجهة الاشاعة من خلال تعميق الصلة بالجماهير .
ولا شك ان التطور التكنولوجي وخاصة فيما يتعلق بوسائل التواصل الإجتماعي قد أتاح سهولة وسرعة في التواصل مع شرائح مختلفة و اوسع من الجماهير , وهو المجال الاكثر استخداما من قبل القوى المعادية في حملاتها الاعلإمية وبث شائعاتها , وهو ميدان مفتوح علينا إستغلاله وخوض غمار المواجهة من خلاله متسلحين بقيم التنظيم ومناقبيته وثقافته .
ولا شك أننا ندرك حجم وإمكانات القوى المعادية , والماكينة الاعلإمية منها بوجه خاص , ولكن القناعة بحتمية النصر وعدالة القضية التي يقوم على اساسها خطنا التنظيمي والسياسي يجعلنا اكثر إصرارا على تطوير إمكانياتنا الذاتية وأساليب وصيغ عملنا .
ان هذه المهمة مهمة دائمة للتنظيم بأعضائه وكوادره في مختلف الساحات , ولعل البداية تكون بمنع اي تأثيرات جانبية لتلك الشائعات المغرضة على وضع التنظيم الداخلي عبر تمتينه وتصليب بنيانه وتطوير قدرته على التمييز بين الشائعات والمعلومات الثابتة , والتأني وعدم التسرع في التعاطي معها سواء على صعيد تناولها أو إتخاذ الإجراءات بصددها, وذلك يتطلب المزيد من التدقيق والدراسة للخبر – الاشاعة – ومصادره وأبعاده .
إن مواجهة حرب الشائعات المعادية هي جزء من معركة التنظيم , كل التنظيم اعضاء وكادر , في سبيل تحقيق اهدافه وترسيخ خطه ومبادئه ومواقفه , وذلك يتطلب التعامل مع الواقع المحيط بذهنية متفتحة ومبدعة وأساليب متجددة ومتطورة وعقيدة مبدئية راسخة تتعامل مع الحدث من واقع الإدراك والحكمة والإتزان , وهي معركة مستمرة لا تتوقف , والتنظيم الذي واجه العديد من المؤامرات بإيمان أعضائه وثقتهم بالتنظيم ومنهجه لهو قادر اليوم على النهوض وخوض غمار هذه المواجهة المتجددة .
👍