السودان ومنذ صفقات النميري المشبوهة حول تهريب يهود الفلاشا الى فلسطين المحتلة في أواسط الثمانينات من القرن الماضي – ظل يحظى بمواقف متقدمة مساندة لقضية فلسطين واهلها ومظلوميتهم رغم كل الضغوط التي تعرض لها .
غير ان تأثير المال الخليجي السعودي الإماراتي تمكن من جر السودان وتحديداً نظام حكمه الجديد الى مواقف لا تخدم أهل السودان ولا توفر لهم الا أموال تدخل في جيوب العسكر الذين يتولون سدة السلطة في الخرطوم.
فمن الإصرار على إرسال جنود السودان الى معارك خاسرة في اليمن الى محاولات كم الأفواه في الداخل ومحاصرة القوى التقدمية والديمقراطية الى التقارب مع الكيان الصهيوني الغاصب يتوالى تدحرج موقف عسكر السودان لإخراجه من تاريخ ناصع في دعم قضايا الأمة الى التموضع في أحضان اعدائها .
فالسودان الذي شارك في حروب الأمة بفلسطين منذ عام ١٩٤٨، يجره عبد الفتاح البرهان الى الحضن الصهيوني بلقاءه مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني الارهابي نتياهو في أوغندا ليؤسس لخطوات مستقبلية مرفوضة من اهلنا في السودان وقواه الحية التي سارعت الى ادانة ورفض هذا اللقاء واعتباره طعنة لفلسطين وقضيتها وتجاوزاً لصلاحيات مجلس الوزراء الذي يضطلع بمهمة العلاقات الدولية ، وان هذة الخطوة التطبيعية الخيانية التي كشف عنها مكتب الارهابي نتياهو مرفوضة شعبياً ولا تخدم اي مصلحة لشعب السودان العربي كما يدعي عبد الفتاح البرهان بل جاءت نتيجة ضغوط اماراتية سعودية أمريكية لمساندة ودعم مؤامرة صفقة القرن سيئة الصيت .
وتساءلت القوى التقدمية في السودان عن اي حفظ سيؤديه مثل هذا اللقاء الخياني لأمن السودان الوطني ولمصالحه العليا..!!؟؟
وان مثل هذا التحرك لن يشرف السودان ولن يزيله من القائمة الامريكية – الصهيونية لما يسمى بالدول المساندة ” للارهاب ” .
وصباح الثلاثاء،الذي تلى لقاء الاثنين الماضي كشفت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل”، نقلا عن مسؤول عسكري سوداني “رفيع” لم تسمه، قوله إن الإمارات هي التي رتبت اللقاء، وعلم به “دائرة صغيرة” من كبار المسؤولين في السودان، وكذلك السعودية ومصر.
اللقاء الذي تم من وراء ظهر الشعب العربي في السودان وقواه الاساسية اعتبر خطوة شخصية غير ملزمة للحكومة السودانية ، بينما تستمر حملات الادانة الشعبية وتتواصل في الخرطوم ومدن سودانية عدة .
ان اهلنا في السودان وقواه الحية مطالبين بالمحافظة على إرث السودان وتاريخه المشرق في دعم قضية فلسطين وكل قضايا امتنا العربية ورفض كل أشكال الضغط الرامية للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب ، انتصاراً لدماء أبناء السودان التي سالت على ارض فلسطين المباركة ومن اجل تحريرها في اكثر من موقعة، وأننا على ثقة بأن مثل هذة السياسات لن يسمح لها شعب السودان بأن تمر بهذة البساطة بل سيعمل على اسقاطها ولن يكون السودان الا سنداً لفلسطين وقضيتها العادلة .