في ذكرى يوم الأرض الخالد، نستذكر الشهداء الذي رووا بدماءهم الطاهرة ثرى فلسطين المقدس وقدموا التضحيات وهم يعولون على استمرار المسيرة حتى تحقيق الانتصار، نعيش مع الأسرى الذين يرزحون في سجون الاحتلال وهاماتهم مرفوعة ينتظرون ساعة الحرية للوطن قبل حريتهم، الوطن الذي دفعوا من أجله أغلى سنين عمرهم…
وفي الحقيقة فإن يوم الأرض لم يبدأ في عام ١٩٧٦ ولا من أجل بضعة دونمات يصادرها العدو الصهيوني من أهلنا هنا اوهناك من ارض فلسطين ولا لاقتلاعه بضع شجيرات في الجليل او قرى المثلث او غيرهما, لقد كان يوم الأرض منذ أن كانت أولى بواكير قطعان المستوطنين الصهاينة تتوافد إلى ارضنا فلسطين بحجج واهية، منذ الشروع بإقامة مستوطنات في اواسط القرن التاسع عشر وقبل “الاستيطان الروتشيلدي” حيث اقيم الحي “اليهودي” في القدس عام ١٨٥٧ بأموال الثري اليهودي منتيفيوري ومن ثم إقامة مستوطنة ” بتاح تكفا” عام ١٨٧٨ على أرض ملبس قرب يافا….
مذ ذاك استشعر الفلسطينيون خطورة الاستيطان الغريب على أرضهم وبدأت بواكير المقاومة والانتباه للارض والخوف عليها.
ومع خضوع فلسطين للانتداب البريطاني البغيض أصبح الدفاع عن الأرض مزدوجا ضد المشروع الصهيوني والاحتلال البريطاني على حد سواء فكانت الانتفاضات المتعددة في العشرينات إلى ثورة البراق عام ١٩٢٩، ثم ثورة القسام الكبرى عام ١٩٣٥- 1936 وما تلاها حتى يومنا هذا يواصل اهل فلسطين تثبثهم وتشبثهم بالأرض وبكل ذرة تراب من ثراها الطهور ولن تفلح كل إجراءات الكيان الصهيوني التهويدية وإجراءات الضم وموافقة إدارة ترامب الجاهلة المتغطرسة على سياسات العدو الصهيوني تجاه مايسمى بالدولة اليهودية او بضم القدس والجولان واغوار فلسطين- لن تفلح في تغيير وجه فلسطين العربي وحقيقة أن هذة الأرض لأصحابها التاريخيين وستعود لهم محررة من كل رجس الصهاينة بالمقاومة والكفاح المسلح والتضحيات الأجسام وستذهب كل رموز التسوية والاستسلام والخيانة إلى مزابل التاريخ.