الجمعة. مارس 29th, 2024

ان الخيانة و التآمر على الشعب العربي الفلسطيني ليس وليد الساعة, بل كان منذ خضوع فلسطين للاحتلال البريطاني ((سلطة الانتداب)) في اعقاب الحرب العالمية الاولى و ما قبل ذلك.

و قد لعبت الانظمة الرجعية العربية دورا بارزا في هذا التآمر الذي كان له اثرا كبيرا على قضية فلسطين و ما آلت اليه الاحداث التي مرت بها, و في مسيرة القضية الفلسطينية شواهد كثيرة على هذا التآمر , بدءا من رسائل “الشريف” حسين -مكماهون مرورا باحداث الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 من خلال الدور الذي لعبته الانظمة في اخمادها وصولا الى النكبة و احداثها, ثم توالت فصول التآمر باشكال مختلفة و هو ما اوصل القضية الفلسطينية الى ما هي عليه الان.

و لا شك ان القيادة المنحرفة في منظمة التحرير الفلسطينية تتحمل مسؤولية كبيرة بانخراطها في مسار التسوية الامر الذي وفر الغطاء للانظمة الرجعية العربية لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني و المجاهرة في تآمرها و التخلص مما اسمته عبىء القضية الفلسطينية.

و ليس غريبا ما شهدته السنوات الماضية من موجة للتطبيع العلني بين الكيان الصهيوني و بعض انظمة الخليج كالبحرين وقطر و عمان و الامارات , فيما لا زالت السعودية تعمل على التطبيع بالخفاء كما تعمل في نفس الوقت على تهيئة الرأي العام السعودي و العربي عموما لمثل هذه الخطوة العلنية, وذلك من خلال عملية غسل دماغ مدروسة.

و في هذا السياق تأتي عملية الشيطنة للشعب العربي الفلسطيني و تحسين صورة الكيان الصهوني في وسائل الاعلام الممولة سعوديا و على لسان اعلاميين سعوديين, الى جانب ما يعرف بالذباب الاكتروني الذي تحركه اجهزة سعودية وصهيونية معروفة.

كما تأتي في ذات السياق البرامج و المسلسلات التي تبثها مجموعة ام بي سي السعودية ,كمسلسل أم هارون و مخرج 7 اللذان يبثان في رمضان مستغلين الشهر الفضيل و عادة المواطن في متابعة المسلسلات الرمضانية في بث السموم و التحريف و التزيف , بالاضافة الى ذلك البرنامج الوثاقي (( النكبة)) الذي تبثه قناة العربية التابعة لمجموعة ام بي سي في سلسلة حلقات و الذي يتناول احداث النكبة من منظور صهيوني.

و لا شك انه لا يمكن التقليل من خطورة هذه الخطوات التطبيعية و التي تندرج في اطار ما يسمى بصفة القرن, الا ان المبالغة في الحديث عنها يخدم الدعاية الصهيونية التي تزعم تحقيق اختراق و انجازات في هذا الاطار و التي في حقيقتها لم تكن الا على مستوى الانظمة فيما المستوى الشعبي لازال يعتبر الكيان الصهيوني عدوه الاول, كما لا تزال فلسطين و مقدساتها قضيته الاولى و هي مغروسة في وجدان الشعب العربي من المحيط الى الخليج, و الشاهد على ذلك الشعبين في كل من مصر و الاردن اللذين تربط نظاميهما اتفاقيات مع الكيان الصهيوني الا ان الوجدان والوعي الشعبي والممارسة والسلوك ما يزال يعتبر الكيان الصيوني العدو الغاصب لارضه و مقدساته,
كما هو الحال في المغرب العربي و الخليج من رفض لكل اشكال التطبيع مع هذا الكيان.
فقضية فلسطين ليست مجرد صراع على قطعة ارض بل هي بالنسبة للامة قضية وجود و قضية عقائدية مرتبطة بموروث ديني مقدس لدى الامتين العربية و الاسلامية و هذا ما لا يمكن إلغائه ومحوه .

و من هذا المنطلق علينا ان ننظر الى هذه الموجة التطبيعية و الى اللذين انساقوا فيها من افراد سواء الاعلاميين او الفنانين على انهم مجرد افراد لا يمثلون الا انفسهم و من يقف خلفهم من انظمة رجعية, اما الشعب العربي في الخليج فهو برئ منهم، و في نفس الوقت ندعوا لجان المقاطعة على امتداد الوطن العربي لتحديد موقفها ودعوة كل المؤسسات الاعلامية والثقافية الوطنية والقومية لأخذ دورها وتفعيله في مواجهه حملة التطبيع الجديدة من أجل المحافظة على وعي الأمة الجمعي و ثقافتها المناهضة للوجود الصهيوني وادواته على امتداد وطننا العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد