في الذكرى العشرين لهزيمة جيش الاحتلال وخروجة مهزوماً مجرجراً اذيال الخيبة من جنوب لبنان, بعد احتلال دام اثنان و عشرون عاماً, فكان يوم النصر في الخامس و العشرين من ايار عام 2000 بفعل مسيرة طويلة من المقاومة وتوجيه الضربات المتلاحقة لجيش العدو وعملائه, أدركت خلالها قيادة العدو الصهيوني ان لا مفر من الانسحاب من الجنوب .
ان هذا النصر العظم بما حمله من معاني كان فاتحة عصر جديد للامة, استعادت فيه معنوياتها ووعيها و ادركت حقيقة العدو بانه اوهن من بيت العنكبوت, بعد عقود من الاحباط جراء تخاذل الانظمة و تآمرها و التضليل الذي مارسته على الامة بان العدو لا يقهر .
كما ان هزيمة العدو هذه ادت الى نتائج سلبية على الكيان الصهيوني انعكست على وضعه الداخلي سياسا و نفسيا لا زال يعاني منها حتى الآن.
و على الرغم من التهديدات التي يطلقها قادة العدو بين الحين والآخر تجاه المقاومة في لبنان وفلسطين الا ان ذلك لا يغير من واقع العدو المحبط المهزوم شيئاً والذي يتخبط في فساد قادته وخلافاتهم وما يعانيه جيش العدو من ضعف في معنويات جنوده و خوف جبهته الداخلية من حدوث اي حرب في الشمال او على جبهة قطاع غزة, خوفا من المفاجئات التي تنتظرهم, خاصة و ان تقارير العدو الاستخباراتية أكدت التطور النوعي و الكمي قي قدرات المقاومة القتالية و العسكرية .
وان الصواريخ الدقيقة باتت تحيط بكيان العدو الصهيوني من الجبهتين, و هي قادرة على استهداف عمقه الاستراتيجي في ظل حالة الضعف و الوهن في الجبهة الداخلية للعدو.
وفي المقابل هناك الارادة و التصميم على المواجهة , و الذي عبرت عنه مختلف قوى المقاومة في إيران وسورية واليمن والعراق وفلسطين في يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفائت.
ان حركتنا فتح/ المجلس الثوري التي اكدت مراراً وتعيد التأكيد ان اهداف الأمة في التحرير لن تتحقق الا بالكفاح الثوري المسلح واي حديث عن توحد او وحدة سواء فلسطينياً او عربياً او إسلامياً لن يكتب له النجاح الا اذا تم على أرضية المقاومة ونبذ كل اوهام التسويات السياسية والتطبيع والصلح مع عدو الأمة التاريخي, و ما من جدوى من اي مؤتمرات او قمم تعقد هنا وهناك لمواجهة الإجراءات الصهيونية فما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
في هذه الذكرى العطرة تتقدم حركتنا فتح/ المجلس الثوري من أهلنا في لبنان ومقاومته بالتهاني والتبريك، والى الشهداء وارواحهم الطاهرة بالرحمة والمجد والخلود.
وستنتصر ارادة الأمة ومقاوميها مهما غلت التضحيات.