تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ممالك (التوراة) كذبة بحق تاريخ فلسطين والحضارة الإنسانية

ممالك (التوراة) كذبة بحق تاريخ فلسطين والحضارة الإنسانية

مهندس حسني الحايك

من الواضح لكل من بحث في تاريخ فلسطين أن قصص (التوراة) شيء، والتاريخ الحقيقي أو الديني شيء آخر.. وهذا هو حال (مملكة اسرائيل) التي لم يأتي ذكرها إلا في كتاب (التوراة)… والحقيقة البادية للعيان من خلال ما كتبه كهنة (التوراة) عن خط سير العشيرة المفترضة إلى فلسطين، تبيّن بشكل واضح بأن الكهنة لم يراعوا الواقع الجيوسياسي المؤرخ لفلسطين وما حولها آنذاك.. إذ تأكد الإكتشافات الأثرية أن فلسطين في أواسط القرن الثالث عشر وهيّ الفترة المفترضة لدخول عشائر (التوراة)، كانت خاضعه بشكل مباشر للحكم المصري. ولم تثبت تلك الوثائق مجرد إقتحام واحد قامت به الجيوش الإفتراضية ليوشع بن نون التائه في صحراء سيناء، لتبنى بعده مملكة للعشيرة في فلسطين!.. وهذا ما أكد عليه المؤرخ الدكتور فراس السواح في كتابه (آرام دمشق وإسرائيل- ص-103)، حيث كتب الآتي:

” من ناحية النقد التاريخي والأركيولوجي، فإن علم الآثار لم يتوفر لديه سبب واحد يدفعه إلى القول بأن القرن الثالث عشر قبل الميلاد، قد شهد تشكل شعب جديد في فلسطين، لا سيما وأن العناصر الإثنية الجديدة المفترضة لم تترك مخلفات مادية ذات طابع ثقافي متميز عن طابع الجماعة السابقة التي حلت بين ظهرانيها أو حلت محلها”… وهذا ما أكدت عليه عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينون، التي بينت عجز علم الآثار عن الحصول على أي موقع يثبت وجود مملكة إسرائيل، أو إكتشاف أي أثر لموقع جلجال، الذي إدعى الكهنة أن فيه أقيم تابوت العهد بإحتفالية افتراضية كبيرة لتخليد ذكرى عبور النهر (كاثلين م.كينون- الكتاب المقدس والإكتشافات الأثرية- ص-47)!..

وهذا ما أثبته الدكتور سهيل زكار في أبحاثه العديدة التي بين فيها بأن الممالك المزعومة لم يكن لها وجود في فلسطين او في اي مكان آخر من العالم، كما بين بأن الحفــــريات الأثرية في القـدس لم تثبت أدنى إشارة إلى بناء هيكل سليمان… وهذا ما أكد عليه الدكتور توماس طومسون في كتابه ( التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي- ص-188)، حيث كتب الآتي:”

إن المدوّنات المصرية التي تناولت حملة الفرعون شيشنق على المدن الرئيسية وطرق التجارة في فلسطين أواخر القرن التاسع قبل الميلاد، وهي نفس الفترة الزمنية التي إدعى الكهنة فيها إقامة المملكتين. لم تذكر أي شيء على الإطلاق عن أي حكم للأسباط في فلسطين، فلا مملكتي يهوذا وإسرائيل ولا حتى القدس أو أي عاصمة أخرى محتملة تستدعي إهتمام شيشنق في محاولاته لإخضاع فلسطين”… فمن كل ذلك نستنتج أن مئات الآلاف من الوثائق المكتشفة في فلسطين وحولها لم تثبت لو بمجرد وثيقة واحدة تواجداً واحداً لعشائر (أسباط التوراة) ولا لليهود، ولا لمملكة إسرائيل المفترضة في أية بقعة من بقاع فلسطين… الأمر الذي يطرح إستغرابا جدياً على خلفية العلماء والباحثين والمؤرخين وحكام العرب والسياسيين ووسائل الإعلام العربية والإسلامية من الذين مازالوا يرددون كالببغاوات تلك المرويات (التوراتية) في هذا الشأن!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد