الجمعة. مارس 29th, 2024
بداية، وكي لا يبدو الموقف مناهضا، أو متساوقا مع بعض المرجفين، وكي لا يتلاقى في أية مساحة مع الإعلام المعادي، لا بد من التأكيد أننا في حركة فتح/ المجلس الثوري لسنا محايدين، بل منحازون لقوى الأمة المقاومة  ولسلاحها ولشهدائها، وهذا موقفنا ثابت ولن يتغير.

في اواسط السبعينات من القرن الماضي، وعندما تبنت قيادة (م. ت. ف) فكرة التسوية وخاضت في أوحال الاتصالات واللقاءات مع العدو الصهيوني الغاصب و الامبريالي الأمريكي على وجه الخصوص، كان من الصعوبة بمكان لدى البعض- بإستثناء تنظيم حركتنا- انتقاد هذا المسار و رموزه، وتصور ان هذا السلوك سيوصل إلى الخيانة الوطنية والارتماء في أحضان العدو. وقد عانى أبناء فلسطين والكثير من أبناء الأمة عروبيين واسلاميين، وتعرضوا للتشويه والملاحقة والاتهام بالارهاب، لأنهم رفضوا الانخراط في مشروع التسوية، وفي مقدمتهم أبناء فتح وبشكل خاص ابناء تنظيم حركتنا  الذين تعرضوا لأبشع أصناف الحصار، وحتى التصفية. و أمام الضخ الاعلامي الهائل والترويج للصلح والسلام مع العدو، فقد تم تصوير رموز هذا النهج وكأنهم أبطال، فيما هم في حقيقة الأمر يدمرون فكرة الثورة ومشروع التحرر الوطني، ويقدمون التنازلات المجانية التي توجت بالإعلان عن اتفاق أوسلو الخياني الذي تم التمهيد له من خلال إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني، والاعتراف بالعدو وإضفاء الصفة الشرعية على كيانه، وما لازم ذلك من تقويض لمؤسسات (م ت ف) وإدماجها بسلطة تحت الاحتلال، والعمل على إنهاء الانتفاضة واعتقال أبنائها بما فيهم أبناء حركة حماس وباقي الفصائل، ومعاداة كل ما من شأنه مقاومة الاحتلال.

كل ذلك في عهد المدعو (عرفات) وإدارته المباشرة، ثم في عهد عباس الذي تجاوز كل حد في مجاهرته، بمعاداة خط الثورة، والالتزام بخيارات الاحتلال واملاءاته من طرف واحد، ومنع المقاومة، وإعلانه التخلي عن مدينته صفد، واعتبار التنسيق الأمني مقدساً، وأخيراً توعده  للارهابي نتنياهو ان يسلمه سلاح الاجهزه الأمنية ان سقطت سلطة أوسلو.

هذا المشهد الذي يبدو فيه جليا ارتباط سلطة أوسلو عضويا بالاحتلال، لم يعد يحتاج للتوضيح وإقناع الرأي العام، فأصحاب السلطة ورموزها يتباهون في التقرب من الاحتلال وارضائه بكل السبل الممكنة، وثمة إجماع من عموم القوى الحية في أمتنا وشعبنا العربي الفلسطيني على كارثية اتفاق أوسلو الخياني، ورفض كل تداعياته.

في هذا الوضع، وفي لحظه تاريخية مفصلية يتجاوز الحلف الصهيوني الأمريكي، كعادته، كل الأعراف والمواثيق، وبغطرسة منقطعة النظير يحدد 1/7/2020 موعدا ليضم اراضي في الضفة الغربية والغور، وهي محتلة أصلا على مرآى ومسمع سلطة أوسلو، ليعتبرها جزءا رسميا من الكيان الغاصب، ويدير ظهره للسلطة الأداة دون مراعاة، ولو معنويا، لرئيسها ورموزها.

في هذا الوضع وبينما يرتفع صوت المقاومة، وتبدو أوسلو ساقطة من قبل أصحابها، نرى هذا التطور السريع للاعلان عن مصالحة بين “فتح وحماس” وتمتلئ الصورة بمشاهد العناق والقبلات بين جبريل الرجوب وصالح العاروري باعتبارات الوحدة الوطنية الضرورية لمواجهة قرار الضم…

فعن أية وحدة وطنية يتحدثون؟؟؟

الوحدة الوطنية تحتاج إلى مشروع وطني وبرنامج متفق عليه، وجهات وطنية تقوم على تنفيذه، وليس لقاءات متلفزة وعبارات جوفاء لا قيمة لها، سوى إشاعة مظهر خداع لا يستند إلى أية أسس موضوعية.

ماذا تريد السلطة من هذا الاستعراض؟؟؟؟

ببساطة… تريد الاستمرار في الحكم والمحافظة على امتيازاتها، وكسب مزيد من الوقت لاطالة عمرها، وهي حكما ستبقى في خدمة الاحتلال وإن تغيرت بعض الأشكال والصيغ، ومن تابع مسيرة هذه السلطة واطلع على وثائق أوسلو يدرك أن بقاءها مرتبط بالاحتلال، وهي زائلة بزواله.

أما حركة حماس، فهل تدرك هذه الحقائق؟؟؟؟

بالطبع أنها تدرك جيدا، وهنا يطرح السؤال الكبير، أي تكتيك وماذا تريد؟؟؟ وأيا يكن الجواب، ومهما اعتقدت بتحقيق مكاسب “تكتيكية” فهي لن تكون بقدر الخسائر، راهنا ومستقبلا….

اولاً_ بغياب البرنامج المشترك الذي يجمع عموم فصائل المقاومة، والعمل الوطني، سيبقى الاتفاق الثنائي، قاصرا، ويسود فيه منطق الاستئثار والغلبة بتهميش شركاء الوطن الحقيقين من القوى الفاعلة على الأرض، وهذا يعيد إلى الاذهان طريقة عرفات في التعامل مع باقي الفصائل، استنادا للحجم والامكانيات، وليس إلى الدور والثوابت الوطنية. وإن محاولات تكريس هذه الثنائية “فتح وحماس” لا تخدم العمل الجماعي بحال من الأحوال.

ثانياً _ في الميدان… إذ كيف يمكن التلاقي بين نهج التسوية، ونهج التحرير، وما هي القواسم المشتركة، وما الذي يجمع بين الخنادق والبنادق والتضحيات، مع الفنادق والأبراج والامتيازات، إضافة إلى الارتباط الوثيق بأجهزة العدو ومؤسساته؟؟؟؟

ثالثاً _ حركة حماس بما هي حركة مقاومة وتحرر، فهي أيضا تستند لفكر وعقيدة ترفض ان  تساوي بين الظالم والمظلوم، أو بين الحق والباطل “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر” فأية مصالحة ومصالح تقوم بين المقاومين للاحتلال، ومن يلاحقونهم ويحاصرونهم ويقدمونهم أهدافاً للاعداء؟؟؟؟

رابعاً _ ان سلطة أوسلو المتهالكة، وقد فقدت كل أوراقها بحاجة لتستظل بشعارات المصالحة والوحدة، والتصدي لمخطط الضم والتهويد، وتندفع اكثر نحو مصادرة القرار الوطني والتمسك بمواقفها ممثلة لفلسطين و أهلها زورا وبهتانا، بدلا من تراجعها، ومحاسبتها على ما أحدثت، ومحاكمة قادتها ورموزها على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب وثورته.

خامساً _ هل يمكن إسقاط اتفاق أوسلو والأبقاء على أدواته؟؟ وهل من العقل والمنطق إدارة مشروعين متناقضين بذات الأساليب والأدوات..؟؟؟

نعتقد ان المطلوب هو إدامة الاشتباك مع العدو في كافة الميادين، وعلى رأسها المقاومة المسلحة و ميادين السياسة والثقافة والقيم الأخلاقية لمنهج الثورة، وإحداث الفرز اللازم من خلال برنامج عملي تشارك فيه كافة الفصائل، وهو الطريق للوحدة الحقيقية، والبوتقة التي تنصهر فيها التضحيات، وتراكم الجهد النضالي المفضي لانجاز النصر، وبعيدا عن المناورات والدخول في دهاليز اللعبة السياسية.
 ان مركزية القضية الفلسطينية، برغم محاولات تهميشها، هي حقيقة واقعة، وان التأثيرات الإقليمية والدولية فيها وعليها، ستستمر، لكن العنصر الحاسم هو الموقف الفلسطيني ذاته، والثابت الفلسطيني الذي لا تستطيع قوة مهما كانت تغييره انه عامود الرحى وكل شيء يدور حوله.

انه منهج التمسك بالمبادىء والثوابت وفي مقدمتها ان قضية فلسطين هي قضية الأمة ولا يحق لكائن من كان التفريط بشبر من أرضها وان اي وحدة وطنية حقيقية لن تكون الا على أرضية المقاومة ونبذ كل اوهام التسوية وبكل أشكالها واصحابها الذين ادخلوا شعبنا وقضيتنا في نفق مظلم منذ طروحات البرنامج المرحلي عام ١٩٧٤ سيء الذكر وما تلاه من مسيرة جلبت الدمار على شعبنا وقضيتنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد