الخميس. مارس 28th, 2024

عازم , هو شاب طويل غريب عن القرية, و كان طوله سببا في لقبه ((ظريف الطول)).
كان ظريف الطول يعمل نجارا, و يتقاضى اجره اسبوعيا من معلمه, الذي لم يكن يعلم اين يذهب عامله باجره.
هذا الشاب الوسيم الطويل كان خجولا خلوقا, لا يرفع عينيه في حضرة امرأة, و كل بنات القرية كن يحمن حوله و هو لا يعيرهن اي اهتمام.
وكانت نساء القرية يحاولن لفت انتبهاهه لبناتهن, فزوجة المختار طلبت منه صنع نملية لمطبخها, و ام خليل زوجة شيخ القرية طلبت منه ان يصنع لها صندوق للملابس, و حدثته عن ابنتها, حتى شيخ القرية المح الى ذلك في خطبة الجمعة, لكن لا فائدة.
لم تكن النساء من اهتمامات ظريف الطول…
في احد الايام هاجم قطعان المستوطنين اليهود القرية, و استشهد 3 شباب.. في اليوم التالي غاب ظريف الطول عن القرية و لم يلمحه احد, ثم عاد بعد 4 ايام ليلا دون ان يراه احد حاملا معه 5 بواريد, قام بتوزيعها على الشباب الشجعان من ابناء القرية.
بعد شهر عاد قطعان المستوطنين اليهود و هاجموا القرية مرة اخرى, لكن في هذه المرة قتل منهم 6 .
و نتيجة لذلك قامت القرية و لم تقعد, و النساء بعن الذهب لكي يشتري الرجال بواريد ليدافعوا بها عن القرية, و صارت النساء يرددن (( يا عربي يا ابن المسعودة بيع مهري و اشتري بارودة)).
مرت ايام و حاول قطعان المستوطنين اليهود الثأر لقتلاهم فوقعت معركة لم تشهد القرية مثيلا لها من قبل, حيث هرع الناس كبارا و صغارا..و هبت ريح الثورة نسيما فواح في كروم العنب و التفاح.
استشهد شباب كثر, لكن خسائر قطعان المستوطنين اليهود كانت اكثر.
جمع اهل القرية جثامين الشهداء, لم يكن من بينهم ظريف الطول, كما لم يكن مع الباقين, لكن الجميع اكدوا انهم شاهدوه في المعركة و انه قتل اكثر من 20 من اليهود, و انه كان “يطخ ببارودتين”, وهو الذي سحب عماد و جهاد الجريحين من ارض المعركة, و الرصاص كزخ المطر فوق راسه.
بحثوا عنه لم يجدوا له اثرا, و مرت الايام و صار ظريف الطول اغنية على كل لسان:

يا ظريف الطّول وين رايح تروح*بقلب بلادي تعمقت الجروح
يا ظريف الطّول وقّف تاقولك*رايح عالغربه، بلادك أحسنلك
خايف يا ظريف تروح وتتملّك*وتعـاشـر الغـيـر وتـنساني أنا
يا ظريف الطول وين رايح تروح**وبقلب بلادي تعمّقت الجروح
ما في غيرنا بيبرّدّ لَها الرُّوح**واسمع ليل نهار صوت رصاصنا
يا ظريف الطّول امشي التّل التّل**واسأل عنّا الرِّيح يا ظريف تِنْدَل
الطَّريق معروف والرَّصاص الحَلّ**وبْعِزِّة واصرار نِصْنَع دَربِنا
يا ظريف الطّول من وادي لَواد**تناديني الثُّوار وشوقي للبلاد
ابشر يا ظريف سراج الثّورة انقاد**ويا سراج الثُّوار سيفك دَمِّنا
وعيون الثّوّار والله ما بتنام**كرّ ولا فَرار هذا شْعارِنا
يا ظريف الطّول يابو عيون وساعْ*قالو انّك نصيبي هيك الخبر شاع
نصيبي ماهو نصيبي منّي ضاع*اشتراه غيري وما عدنا لبعضنا.

مرت السنين و لم يعد ظريف الطول الى القرية , لكن ابراهيم الحلاق حلف يمينا و قال انه شاهد ظريف الطول في احراش يعبد يقاتل الى جانب الشيخ عز الدين القسام, و جهاد قال انه شاهده مع الحنيطي يدرب الثوار في يافا, و حسن سلامة قال انه شاهد ظريف الطول في القسطل يقاتل مع عبد القادر الحسني مؤكدا (شو انا خشيم عنو)..
و كثير من الناس قالوا انهم شاهدوه مع جول جمال في بورسعيد.
و على اوصافه قال اخرون انهم شاهدوه في الكرامة يفجر اول دبابة صهيونية عبرت نهر الاردن.. و اخرون قالوا انهم شاهدوه في العرقوب مع الاخضر العربيى و واصف شرارة يتصدى للعدو, و اخرين قالوا انهم شاهدوه في سوق الغرب في اجتياح بيروت.
و في حرب تموز رآه شباب جبل عامل في وادي الحجير يحفر القبور للدبابات الصهيونية.
آخر مرة شوهد فيها ظريف الطول كانت في غزة, حيث كان يخرج من النفق ليطلق صلية صواريخ على الصهاينة, ثم يعود الى خندقه.
ظريف الطول هو كل مقاوم.. و كل يد قابضة على السلاح و سبابتها على الزناد..
ظريف الطول لا يموت لان روح المقاومة في امتنا لا تموت.
عاشت المقاومة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد