الوحدة الوطنية التي تشمل كل القوى المناضلة على الساحة الفلسطينية مطلب كل شرفاء واحرار فلسطين.
وقد عقدت مجموعة الفصائل الفلسطينية مؤخراً اجتماعاً لامنائها العامين في بيروت ورام الله عبر الفيديو ونشرت اكثر من وسيلة اعلامية فحوى ما تناوله الاجتماع كالحديث عن ” الوحدة الوطنية” وإنهاء الانقسام واعادة إصلاح م.ت.ف وإنشاء قيادة مشتركة لما اسمته بـ”المقاومة الشعبية”…
وهي شعارات طالما تكررت وتم تردادها منذ عقود دون أن تجد الطريق للتنفيذ لعدم توفر الجدية اللازمة لدى قيادة محمود عباس التي اختارت طريق المفاوضات والانبطاح امام العدو الصهيوني منذ ما قبل أوسلو.
ولعل اعادة التذكير بحقيقة هذه القيادة ونهجها وتاريخها ضروري للجميع لان تحقيق الوحدة الوطنية لا يمكن أن يتم بين خطين ونهحين متعارضين فكيف يمكن أن يستوي من ينسق امنياً مع العدو ويطبع ويعترف بوجوده وبين من يقاوم ويدفع الدم ويؤكد على ضرورة التحرير الكامل لكل فلسطين ويرفض الاعتراف بأي شرعية للكيان الصهيوني الغاصب.
ان تشكيل جبهة وطنية متحدة كاداة ضرورية لتحقيق أهداف شعبنا العربي الفلسطيني في التحرير الكامل امر في غاية الأهمية َ، ولكن ذلك يتم مع قوى تتفق في الاستراتيجية وان تباينت في بعض التفاصيل الصغيرة وهذا ما تجاوزه اجتماع الأمناء العامين للفصائل.
إذ كيف يمكن أن تتم وحدة وطنية بوجود قيادة كرست الفساد والافساد ونهجت خطاً تعارض مع مصالح وأهداف جماهير شعبنا وامتنا المتمثل بحقها المطلق في الكفاح والنضال المسلح ضد محتل الأرض، ومغتصب المقدسات في فلسطين؟.
واي قيادة مشتركة ستتشكل مع سلطة تقوم بالتنسيق الأمني مع الصهاينة لقاء مكاسب تافهة تتمثل في حصول رموزها على حرية الخروج والدخول عبر المعابر وعدم شمولها باي إجراءات عقابية كالتي تنفذ على أهلنا في الضفة وغزة وعموم فلسطين؟
كيف يمكن الوثوق في من أسهم وما يزال في تشديد الحصار على قطاع غزة والتضييق المادي حتى على المحسوبين على سلطة رام الله لدرجة الاذلال، بينما تتلذذ أدوات سلطة عباس ورموزه على شواطىء منتجعات هرتزيليا وحيفا و”إيلات” وغيرها؟
اننا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني” فتح”/ المجلس الثوري اكثر الناس معرفة بسلطة ورثة الفاسد والمفسد ياسر عرفات وسلوكها المنحرف وذلك منذ عام ١٩٧٣/ ١٩٧٤ وما قبلها، نعرف الاعيبها وتقلباتها، فبالامس مثلا سحبت سفيرها في ابو ظبي اعتراضاً على تطبيع عصابة محمد بن زايد علاقاتها مع الصهاينة دون التشاور مع سلطة محمود عباس في رام الله وفي اليوم التالي سمعنا قدر المديح والغزل بمحمد بن زايد على لسان (( محمود عباس)) رأس سلطة رام الله وهكذا هو ديدن هذه الزمرة ونهجها الذي رفضناه منذ ١٩٧٤ وخرجنا عليه.
إننا نعتقد ان اي وحدة وطنية حقيقية لا يمكن أن تتم بوجود او مع هذه الزمرة التي انتهى دورها وانكشفت أوراقها، ومحاولة إعادة تعويمها وتلميعها ونفخ الروح فيها لن يكون لمصلحة شعبنا وقضيته ومسيرته النضالية المقاومة.
فـ”المقاومة الشعبية” التي يتشدق بها ” محمود عباس” افرغها من اي محتوى منذ سنوات طويلة وتآمر عليها هو وادواته وسلم معظم المقاومين لأجهزة العدو الصهيوني وجمع كل الأسلحة من مقاومي أبناء شعبنا في فلسطين. وحول هو وأبناءه وادواته رام الله وجوارها الى فلل وفنادق ومنتزهات ومواخير للرذيلة فأي امل يرتجى من هؤلاء واي وحدة وطنية يمكن أن تتم معهم؟ .
انها بالنسبة لمحمود عباس مجرد ورقة يحاول التلويح بها أمام نتنياهو وترامب ليحسن مطالبه ثم ليدوس عليها في اليوم التالي.
والايام قادمة ستثبت صحة ما نقول ولكن بعد فوات الأوان فتضييع الوقت في طروحات وهمية ليس لصالح شعبنا وقضيته الذي هو بأمس الحاجة لتحقيق وحدة وطنية جادة وحقيقية عمادها قوى المقاومة الحقيقية وبرنامج قتالي مقاوم.
ان اي وحدة وطنية تحاول تكرار تجارب فاشلة هي مضيعة للوقت ومحاولة لذر الرماد في العيون الأمر الذي يتطلب من كل احرار شعبنا وقواه الجادة اخذ كل ذلك بعين الاعتبار للخروج من المأزق الذي وضعت فيه سلطة عباس قضية شعبنا فيه.
ففاقد الشيء لا يعطيه وسلطة عباس فقدت شرعيتها منذ اختارت طريق الاستسلام والتفاوض مع العدو الصهيوني.
فكنس هذة القيادة المنحرفة يجب أن يكون جنباً إلى جنب مع مقاومة العدو الصهيوني وكل المطبعين والمنتهكين لامال الأمة واهدافها في التحرر والوحدة وبناء الديمقراطية الشعبية على كل ارضنا العربية.
نعم لوحدة وطنية حقيقية وجادة ترفض الاستسلام وتلفظ المستسلمين.
نعم لتصعيد المقاومة المسلحة وإعلاء راية الكفاح المسلح.
لا للمتاجرة بأحلام أبناء شعبنا وامتنا ودماء الشهداء وتضحيات الأسرى.