ان ما تشهده الساحة الفلسطينية من عبث سياسي بقضية شعبنا ومصيره يستمر بفعل هذا التستر المتعمد من قبل الفصائل الفلسطينية على سلوك سلطة متنفذة منحرفة تعتبر الخيانة انجازاً واستجداء العلاقة مع العدو الصهيوني شرفاً وبطولة ، كيف لا وهي تعبث بالوضع الفلسطيني دون رادع و ترى الجميع يتواطئ معها إلا من رحم ربي.
تجرجر الجميع ورائها لوحدة وطنية مدعاة تارة بلقاء بمعزلها برام الله وتارة اخرى في بيروت او القاهرة او جدة أو اسطنبول لتقول لهم : نحن الأدرى بما يجب عمله وما عليكم الا السمع والطاعة والا لا “وحدة وطنية” ولا ما يحزنون….
نعم هذا هو سلوك قيادة الانحراف والخيانة الوطنية منذ عام ١٩٧٤، يوم واجهناها منفردين ولم يكن يومها اي من الفصائل التي تحاورها اليوم.
وكم دفعنا اثماناً وتضحيات وشهداء، واتهامات بأننا نعمل ضد الوحدة الوطنية الفلسطينية وضد مصالح شعبنا واتهامات بالارهاب والعمالة ليكتشف الجميع أن تلك الاتهامات هي صفات مطلقيها من رموز وسياسي نهج الاستسلام والانحراف على الساحة الفلسطينية, و أن كل إناء بما فيه ينضح.
و كم نصحنا ونبهنا كل القوى على الساحتين الفلسطينية والعربية الى الدور التدميري والعبثي الذي تمارسة القيادة المنحرفة في منظمة التحرير و رموزها و ما يشكله ذلك من خطر على شعبنا و قضيته و مسيرته و لكننا للأسف لم نجد اي آذانٍ صاغية، بل تمادى البعض لدرجة التغطية على تلك الممارسات و المشاركة فيها و بمبررات واهية.
فما قيمة بيان إدانة يصدر واستنكارات تتردد فيما تأدي سلطة اوسلو دورها الطبيعي كأداة للكيان الصهيوني وعلى مرأى من الجميع لتؤكد شراكتها الحقيقية مع جوقة المطبعين في الإمارات والبحرين والسعودية والسودان وغيرها..
ان تحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية لن يتأتى الا اذا كان كنس هذة السلطة المنحرفة و رموزها في رأس الأولويات، و الاجهاز الكامل على كل أشكال العبث السياسي و ثقافته التي كرستها تلك الزمرة المنحرفة على مدى خمسة عقود مضت و اي وهم بامكانية إصلاح تلك السلطة الفاسدة المستسلمة ما هو إلا مضيعة للوقت و تأخير يدفع ثمنه شعبنا واسرانا معاناةً ودماً فضلا عن خيانة لدماء الشهداء عبر مسيرة النضال الوطني الفلسطيني كلها, و مبرراً اضافياً لكل المطبعين و من تراوده نفسه باللحاق في ركابهم من بعض الانظمة الرسمية العربية.
ان القوى المقاومة و احرار شعبنا و امتنا هم أصحاب المصلحة الحقيقية في بناء الوحدة الوطنية الحقيقية و ادواتها و في المقدمة منها الجبهة الوطنية المتحدة لن تكون الا على اساس برنامج وطني مقاوم يؤمن بالمنطلقات الأساسية التي قامت على أساسها الثورة الفلسطينية منذ عام ١٩٦٥ و في طليعتها تبني الكفاح المسلح اسلوباً حتمياً وحيداً لتحرير كل فلسطين من بحرها لنهرها و نبذ كل اوهام التسوية و من يراهن عليها سواء في الساحة الفلسطينية او العربية في سبيل تحقيق أهداف أمتنا في التحرر و الوحدة و إقامة الديمقراطية الشعبية.