الخميس. مارس 28th, 2024

بيان جماهيري

بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة حركتنا الرائدة فتح، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.

( ١٩٦٥/١/١٢٠٢١/١/١)

 

يا جماهير أمتنا في عموم أقطارها

يا أهلنا في فلسطين المحتلة، ومخيمات الشتات، والمشردين في بقاع الأرض….

يا كل أحرار العالم….

تأتي الذكرى السادسة والخمسين لانطلاقة حركة فتح في مثل هذا اليوم، الأول من كانون الثاني عام ١٩٦٥،في مرحلة بالغة الصعوبة، ولعلها الأكثر تعقيدا، حيث يحتدم الصراع على المستوى الدولي مستندا إلى كم هائل من التغيرات، وصيغ العلاقات والمصالح الدولية، بفعل تغول نظام عالمي متوحش يقوده الحلف الإمبريالي الأمريكي الصهيوني، موظفا تقدم العلوم والتكنولوجيا والإتصالات و قوة التسلح ضد قيم العدالة وحقوق الإنسان ومصالح الشعوب والأمم في العالم بأسره.

وفي هذا الإطار تشتد الهجمة الإمبريالية الصهيونية على أمتنا العربية، بغية إخضاعها تماما، والعمل على تهويدها، وهي التي تعاني منذ ما يزيد على القرن(مؤتمر كامبل بنرمان ١٩٠٥-١٩٠٧،اتفاق سايكس بيكو ١٩١٦،وعد بلفور ١٩١٧) من أبشع أصناف الظلم والإضطهاد وأشكال الإستعمار المختلفة، بفرض التجزئة والتخلف والتبعية ونهب الثروات، والجريمة الكبرى المتمثلة باغتصاب فلسطين وتشريد أهلها بإنشاء الكيان الصهيوني على أرضها تحت عناوين وذرائع تضليلية مخادعة ومزاعم دينية زائفة لا أساس لها.

وقد باتت فلسطين اليوم، في عين العاصفة، أكثر من أي وقت مضى وهي تتعرض ليس فقط لإطباق الاحتلال الكامل على كل أرضها، بل لتهويدها وشطبها عن الخارطة ومحوها، كونها مركزا للصراع والهوية النضالي لأمتنا التي تواجه التحديات دفاعا عن ذاتها وحقها في الحياة ورسالتها الحضارية والإنسانية، وعلى مرأى من العالم يحث الحلف الصهيوني الأمريكي خطاه مستخدماُ قوته ونفوذه وأدواته ومنها العديد من حكام النظام الرسمي العربي لإنجاز هذا الهدف، الذي عرَّفوه بما يسمى صفقة القرن.

 

يا جماهير شعبنا….

لقد كانت انطلاقة حركتنا فتح استجابة ضرورية للتصدي للغزو الصهيوني، واستكمالا لنضالات أهل فلسطين، منطلقة من الفهم العميق للكفاح الشعبي المسلح والطويل الأمد كسبيل حتمي و وحيد لانجاز التحرير، مستلهمة ذلك من ثوابت الأمة وتجارب حركات التحرر في العالم منطلة من ان فلسطين جزء لا يتجزأ من الوطن العربي والشعب العربي الفلسطيني هو طليعة الأمة في معركة التحرير، رافضة أية حلول أو قرارات او اتفاقات تنتقص من حق الأمة في أرضها، وتقبل ببقاء الإحتلال بأية صيغة كانت، معتبرة تحرير فلسطين واجب وطني وقومي وديني وإنساني تسهم فيه الأمة العربية بكافة إمكانياتها المادية والمعنوية، وبمؤازرة عموم شرفاء وأحرار العالم.

لقد جاءت حركة فتح فلسطينية الوجه عربية العمق إنسانية الآفاق في رؤيتها لهزيمة المشروع الاستعماري وتحرير فلسطين، الأمر الذي جعلها عرضة للاستهداف المبكر من قبل معسكر الأعداء، ومن جملة هذا الاستهداف، اختراقها والضغط عليها وتمكين قيادة استطاعت الانحراف بالحركة عن مسيرتها ومبادئها والزج بها في مشاريع التسوية.

وكما استطاع الحلف الصهيوني الأمريكي الإمبريالي تحقيق  الكثير من أهدافه وبأدوات عربية عميلة ورجعية ومرتهنة ساهمت في ضرب وتحطيم عوامل النهوض وتصدت للفعل الثوري والتحرري، ما أفقد الأمة العديد من عناصر قوتها، فإنه أيضا استطاع أن يجر هذه القيادة ومعها أطر وهيئآت فلسطينية إلى مستنقع العمالة والارتهان للعبة السياسية منذ عام ١٩٧٤ واستبدال برنامج الثورة والتحرير بمشاريع تسووية أوصلت لإعلان الاعتراف بالعدو والتصالح معه في واقعة أوسلو عام ١٩٩٣ ما أسفر عن سلطة تحت الاحتلال تنبذ العنف وتقدس التنسيق الأمني مع سلطات العدو؟؟؟

 

يا جماهير شعبنا

إن تنظيم حركتنا فتح المجلس الثوري، وفي مناسبة الانطلاقة، إنما يحيي هذه الذكرى ليس كمظهر احتفالي فصائلي، وإنما للتأكيد على الانحياز التام لسيل التضحيات وقوافل الشهداء وإلبلاغ العسكري رقم واحد، وانتصارا لنهج الثورة وتطور عمل المقاومة وبناها وتشكيلاتها المتجددة، وبما يتفق مع مبادئ الحركة والميثاق الوطني الفلسطيني، ونبذ أوهام التسوية، وإيمانا راسخا بمنهج الثورة الشعبية والكفاح المسلح ثقافة وسلوكا، استراتيجية وليس تكتيكا، الأمر الذي يقتضي تجديد الفعل الثوري الشعبي وتطوير أساليبه وبناء أدواته، وتجذير المفاهيم الحقيقية للصراع الحضاري التحريري والوجودي الذي تخوضه أمتنا، وفي المقدمة منها أهل فلسطين.

وإذ يعتز تنظيم حركتنا بصوابية خطه السياسي وتصديه المبكر للانحرافات الفكرية والسياسية والسلوكية، ودأبه الدائم لوحدة أبناء فتح على هدي نظامها الداخلي ومبادئها، وقد دفع ثمن هذا الموقف تضحيات جسيمة وما يزال، وتعرض للقتل والمطاردة والحصار والتشويه، فإنه أيضا يجد في إحياء ذكرى الانطلاقة فرصة للبحث الجاد وإمعان النظر في التجربة والمسيرة وتقييمها وتلافي أخطائها، والوقوف على الذاتي والموضوعي، ويدعو كافة الفصائل ، اخوة السلاح والثورة، لإجراء المراجعات اللازمة، معا وسويا، والتقدم لرص الصفوف واللقاء في ميادين المقاومة، ومحاصرة سياسات التسوية، وأبرزها اتفاق أوسلو وإفرازاته، بغية إسقاطه نهائيا، وكافة المعاهدات والاتفاقات المعقودة مع العدو الصهيوني، المعلن منها وغير المعلن.

 

يا جماهير شعبنا

بعد مسيرة تجاوزت  الخمسين عاما مليئة بالعذابات والتضحيات، فإن النتائج لا تتناسب ابدا مع ما بذله و  يبذله اهل فلسطين، شهداء وجرحى ومعتقلين ومطاردين، وذلك لم يكن ضعفا وعجزا شعبيا، ولا حصيلة معركة عسكرية حاسمة، وإنما ثمرة جهود سياسية واكبت مسيرة الثورة وعملت على إجهاضها بشكل ممنهج وعلى مراحل متتابعة، نرصد منها:

١- تشديد الضغط على قوى الثورة الجذرية والجادة، ومحاصرتها وتشويهها وعزلها عن حاضنتها الجماهيرية واتهامها بالارهاب. وتنظيم حركتنا واحدا منها.

٢- إغراق الواقع الفلسطيني ومؤسسته الرسمية(منظمة التحرير الفلسطينية) بالشرذمة والانحرافات المالية والأخلاقية، وتغيير الأولويات النضالية من مرحلة تحرر وطني وقومي إلى شعارات وهمية مثل الدولة، وتقرير المصير، وما شابه، والانتقال بهذه المؤسسة من كونها حاضنة وطنية إلى ما يشبه   الأنظمة الرسمية التابعة والعميلة.

٣- ممارسة الخداع والتضليل الإعلامي والسياسي، وإشاعة روح اليأس والهزيمة وإحلال ثقافة التسوية السياسية بديلا عن ثقافة الثورة والتحرير. والحديث يطول هنا عن مدرسة الفساد والعبث والإنقلاب على المفاهيم التي كرستها القيادة الفاسدة والمتنفذة، ومعها جوقة من الانتهازيين وأصحاب الامتيازات والمصالح المرتبطة بالأعداء وقوى الرأسمالية العالمية، وأنظمة العار التي تتهافت هذه الأيام لتطبيع علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني، وإقامة علاقات رسمية معه بعدما استكملت أدوارها السرية مع بدايات انشاء هذا الكيان عام ١٩٤٨.

 

يا جماهير امتنا وقواها الحية والطليعية….

إننا ومن موقع المسؤولية، والتزاما بخط الثورة والكفاح الشعبي المسلح، ووفاء لدماء الشهداء نؤكد على ما يلي:

اولا- إن الحركة الصهيونية والكيان الغاصب على أرض فلسطين قاعدة استعمارية عدوانية توسعية، يجب تدميرها، وتحرير فلسطين هو الطريق الحتمي لتحرر الأمة ووحدتها وتقدمها.

ثانيا – إن الوحدة الوطنية الحقيقية تقوم على برنامج الاشتباك الدائم على أرض فلسطين مع قوات الإحتلال وقطعان مستوطنيه بكافة الوسائل، وأي حديث عن مصالحات وتجميع كمي لا يرتكز إلى الميثاق الوطني الفلسطيني الأساسي كبرنامج لقاء حد أدنى، هو ضرب من العبث وإمعان في التغطية على نهج الخيانة والتسوية، ويتساوق معه.

ثالثا – إن عموم قوى التغيير والتحرر العربي والإسلامي، وعلى قاعدة وحدة العروبيين والاسلاميين هي الحليف الطبيعي للثورة وفصائل المقاومة الفلسطينية ومعها يتعزز عمل المقاومة وبناء الجبهة المتحدة.

كما أن تطوير محور المقاومة وتعزيز قدراته في هذه المرحلة هو الرد الحقيقي على الحلف الصهيوني الأمريكي وأدواته.

رابعا – إن عدالة قضيتنا وإنسانيتها تجعلنا في خندق واحد وجنبا إلى جنب مع كل القوى التقدمية الداعمة لقضايا الشعوب العادلة والتي تواجه النفوذ الأمبريالي الأمريكي الصهيوني.

 

عاشت فلسطين حرة عربية..

المجد والخلود لشداء ثورتنا

والخزي والعار للخونة والعملاء والمطبعين….

وانها لثورة حتى النصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد