لم يقتصر الدمار التنظيمي الذي الحقته زمرة بني قدوة (عرفات) على حركتنا فتح وحسب بل طال معظم الواقع الفلسطيني من خلال احداث وتشجيع الانشقاقات داخل الفصائل فمن ينسى ما تم احداثه داخل الجبهة الشعبية وشقها الى قسمين وكذلك الجبهة الشعبية القيادة العامة ثم تقسيم المقسم كل ذلك بهدف فتفتة الساحة الفلسطينية ليسهل السيطرة عليها من بني قدوة (عرفات) وزمرته لتحقيق برنامج التنازلات والاستسلام في المراحل اللاحقة وفرضها على منظمة التحرير الفلسطينية ..
كانت حرب تشرين عام ١٩٧٣ قد حاولت تحريك الواقع الراكد في مسيرة الصراع العربي- الصهيوني وتثبيت اتفاقيات فصل القوات ومن ثم توجه النظام الساداتي في مصر للتفاوض مع الكيان الصهيوني عبر الادارة الامريكية في حينها واعتراض سورية والعراق ومعظم الانظمة في ذلك الوقت على توجهات السادات الامر الذي جعل تلك الانظمة تمارس مناورتها باخراج مصر من جامعة الدول العربية ونقلها لتونس عام ١٩٧٧.
ومنذ عام ١٩٧٣ بدأت روائح برامج الحل الاستسلامي تتردد في الرواق الفلسطيني حينما
طرحته الجبهة الديمقراطية بتواطىء ضمني من زمرة بني قدوة (عرفات) برنامج النقاط العشرة الذي عرف لاحقاً بالبرنامج المرحلي والذي تمت المصادقة عليه واقراره في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثانية عشرة عام ١٩٧٤، والذي يطالب لاول مرة بإقامة سلطة وطنية بدل التحرير الكامل ويسقط مبدأ الكفاح المسلح كإستراتيجية وليس تكتيكاً ويضع بيد زمرة بني قدوة كل الصلاحيات لاختيار التكتيكات التي توصل لتحقيق هدف إقامة “السلطة الوطنية” بينما ردت عليه بعض الفصائل التي شكلت لاحقاً ما سمي بجبهة الرفض او جبهة القوى الرافضة للحلول الاستسلامية
..
لقد شرع البرنامج المرحلي سيء الصيت الباب للولوج في طريق الحلول الاستسلامية ومحاربة كل من يتصدى لها سواء داخل حركة فتح او من ضمن فصائل المقاومة الاخرى بينما تولت أنظمة البترودولار النفطية الخليجية التغطية على خطوات بني قدوة” عرفات” عبر تقديم الدعم المالي والسياسي المتواصل له ..
وقد تضافرت جهود بعض احرار ابناء حركتنا على، مستوى المجلس الثوري، وفي طليعتهم الرفيق الشهيد الرمز / ابو نضال والعديد من كوادر الحركة واعضائها في شتى الساحات للتصدى لنهج ما يسمى باللجنة المركزية الذي فرضته على الحركة وعلى م. ت. ف
فكان انبثاق : حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)
القيادة العامة لقوات العاصفة
الخط الصحيح والتي عرفت لاحقاً بحركة فتح/ المجلس الثوري منذ عام ١٩٧٨.
بحيث شكلت امتداداً لما عمل عليه الشهداء القادة الثلاثة، وما استشهد من اجله القادة المؤسسون عبدالفتاح حمود وابو علي اياد وغيرهم من ألاف من ابناء حركتنا وشعبنا وما تحمل في سبيله الاسرى والمعتقلون في سجون العدو الصهيوني.
بتكريس نهج الكفاح المسلح اسلوباً حتمياً و وحيداً لتحرير كامل التراب العربي الفلسطيني وكل ارض عربية محتلة، رافضين كل مشاريع الحلول الاستسلامية فلسطينية كانت او عربية وفي المقدمة منها البرنامج المرحلي.
وكان لتنظيم حركتنا الذي سماه لاحقاً الامام آية الله محمد حسين فضل الله “رحمه الله” بتنظيم القضية
كان له السبق في استشراف مرحلة الاستسلام ومقاومتها وعرقلة خطواتها والمساهمة بتشكيل جبهة الرفض ودعمها اعلامياً وسياسياً.. والتي سرعان ما عادت لتستجيب للضغوط والاملاءات والاغراءات المادية ليتم حلها في مؤتمر بغداد عام ١٩٧٨.
( يتبع)