لقد كان لعام ١٩٧٤ وما تلاها من اعوام مليئة بالاحداث ، المتسارعة فلسطينياً وعربياً على صعيد مسيرة الصراع العربي الصهيوني الذي ما انفكت دوائر الاستسلام الفلسطينية متمثلة بالقيادة المتنفذة في حركة فتح و م. ت. ف وعربياً على صعيد الانظمة العربية الرجعية بتغيير تسمية “الصراع” الى “خلاف” او “نزاع” للتمهيد لخطوات الاستسلام في مخطط مدروس ، من قبل الادارات الاستعمارية المتعاقبة في الغرب ..
ففي الوقت الذي انتهج نظام السادات عربياً خطوات عملية توجها السادات بزيارة القدس المحتلة واللقاء بكنيست العدو ورئيس وزراءه مناحيم بيغن(١٩٧٧) والاستعداد الكامل للتفاوض والصلح مع العدو، وجدنا لعاب قيادة بني قدوة (عرفات) يسيل للحصول على دور له في اي ، تسوية محتملة تحظى باجماع الانظمة العربية في الشكل وان كانت في الجوهر لا تتناقض، مع طروحات السادات .
اما جبهة الرفض التي تشكلت فقد اصرت على ان يكون لحركتنا فتح / المجلس الثوري وجودها ودورها فيها حيث ان اي عمل لا تكون فيه فتح لن يكتب له النجاح حسب تفسيرهم .
وسخر تنظيم امكانياته المادية والاعلامية وفتح قواعده لا سيما قاعدة الشهيد ابو علي اياد في هيت بالعراق امام مختلف القوى الفلسطينية والعربية والعالمية لتخرج خلال الاعوام اللاحقة ما تجاوز ١٠٠ الف متدرب .
وكان لحركتنا فترة اذاعية من صوت بغداد تم وضعها، في خدمة كل القوى الفلسطينية فضلا عن مقرات ومكاتب الحركة الرسمية وفي التجمعات الفلسطينية في العراق .
هذا غيض من فيض للجهود الجبارة التي بذلتها حركتنا للسعي نحو بناء احدى اهم ادوات الثورة الا وهي (( الجبهة الوطنية المتحدة )) من خلال تطوير وتجذير جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية .
ولكن انتهازية بعض القوى وخضوعها للمال السياسي عام ١٩٧٨ جعلها تفشل هذا الحلم وتقوم بحل جبهة الرفض الفلسطينية وتتبادل القبلات مع بني قدوة (عرفات) وزمرته في بغداد وحضورها ضمن وفده في مؤتمر القمة العربية لتكرس حلها لجبهة الرفض، في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني عام ١٩٧٩.
وقد ترتب على كل ذلك زيادة المسؤولية على تنظيم حركتنا الذي كان معنياً بكل تفاصيل الوضع الفلسطيني والعربي والدولي لجهة عرقلة مسار التسوية بكل ما اوتي من وسائل .
( يتبع )