تعامل تتظيم حركتنا دوماً في الدائرة العربية وتحديداً في الساحات التي تواجد بها بشكل معلن كالساحة العراقية ثم السورية واللبنانية والليبية انطلاقاً من نظامه الداخلي الذي يرى في العمق العربي للثورة الفلسطينية سنداً ونقطة ارتكاز لوجستية تساعد في عملية التحرير فضلا عن الخط الفكري العروبي القومي الذي تبناه تنظيم حركتنا والذي ينظر للوطن العربي كوحدة جغرافية واحدة وان فلسطين جزء لا يتجزأ منه وان الشعب العربي الفلسطيني هو جزء اصيل من الامة العربية وان تحرير فلسطين يحتاج تسخير طاقات كل الامة في صراعها مع العدو الصهيوني الامبريالي وادواته من انظمة رجعية عميلة وكل من يدعمه.
وعندما انطلق تنظيم حركتنا وأعلن عن نفسه وخطه السياسي والفكري والتنظيمي كان الشهيد امين سر لجنتنا المركزية الرفيق ابو نضال رحمه الله ممثلا لحركة فتح ومنظمة التحرير في بغداد حيث نسج علاقات مع النظام الحاكم وقيادته ومع مختلف قطاعات وقوى شعبنا العربي في العراق الذي كان في تلك المرحلة يمثل ساحة للعمل القومي والموقف الرافض لشتى اشكال الصلح او التفاوض او الاعتراف بالعدو.
وكان اقليم العراق التابع للحركة يضم خيرة كوادر وقيادات الحركة، بيد ان خط الحركة المناهض لزمرة بني قدوة(عرفات) ونهجة امتد ليشمل مختلف الساحات والاقاليم العربية والاجنبية لتحصل حالة من الفرز الحقيقي حيث وجدت كوادر حركة فتح الذين عانوا الامرين من سلوك بني قدوة(عرفات) واجهزته على المستوى التنظيمي والسياسي والانحرافات عن منطلقات حركة فتح وعن الميثاق الوطني الفلسطيني الاساسي التي باتت لديهم حقائق.
اما علاقة تنظيم حركتنا مع انظمة تلك الدول العربية التي اطلق عليها التنظيم بالانظمة الوطنية فكانت ندية دوماً وتشهد كل مسيرة التنظيم – بعكس ما روجه العميل المتعدد باتريك سيل ومعلمه صلاح خلف(ابن اليهودية) والمعلومات الكاذبة التي زودهم بها كل من عبدالرحمن عيسى وعاطف ابو بكر – بأن الاستقلالية التي تمتع بها تنظيم حركتنا في قراراته وفكره وخطه طيلة مسيرته لم يتمتع بها اي فصيل فلسطيني او عربي على الاطلاق ولذلك حورب وطورد من ساحة لاخرى.
فالقليل يعلم ماذا كان موقف تنظيم حركتنا من الامام الخميني(رحمه الله) ومعارضة مسألة ابعاده من العراق، والنصائح التي قدمها تنظيم حركتنا للنظام في العراق في ذلك وفي موضوع الخلاف مع ايران.
ورفض حركتنا المشاركة في الحرب التي قام بها صدام حسين على الجمهورية الإسلامية لقناعة حركتنا بعدم جدواها وانها تحرف الامة عن مسار فلسطين وهذا كان موقفنا ايضاً من الاصرار على اجتياح الكويت عام ١٩٩٠ رغم كل النصائح التي قدمها التنظيم للسلطة في العراق.
وفي ضوء الموقف الرافض للمشاركة في الحرب على ايران، اخذ النظام العراقي قراراً باخراج حركتنا من العراق واقفال مكاتب الحركة وقاعدتها في (هيت) واغلاق محطتها الاذاعية، وانهاء وجود حركتنا المعلن وذلك عام ١٩٨٣.
وكانت حركتنا قد نسجت العلاقات مع النظام الوطني في سورية منذ ١٩٨١، وافتتحت مكتباً لها وامتدت للساحة اللبنانية.
وكانت تلك العلاقة منسجمة مع مبادئ الحركة ونظامها الداخلي وتعزيزاً للموقف القومي السوري ولسورية التي تعرضت وما زالت للحصار ومحاولات التفتيت والتآمر عليها وعلى شعبها الذي شكل على الدوام الحاضنة والمنطلق للثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها……
(يتبع)