لقد تطرقنا في احدى الحلقات السابقة الى التواجد المبكر لتنظيم حركتنا على الساحة الليبية الذي يعود لسنة ١٩٧٧/ ١٩٧٨ بيد ان الهجوم الذي نفذتة مجموعة تابعة لامن صلاح خلف(ابن اليهودية) على مكتب حركتنا في اواسط عام ١٩٧٨ واستشهاد عدد من رفاقنا كان من بينهم الرفيق القائد/ يوسف درويش مسؤول المكتب واثنين آخرين من كوادر حركتنا وتلكأ السلطات الليبية في الكشف عن الفاعلين بل والتغطية في وقتها جعل عودة العلاقة بين تنظيم حركتنا والنظام في ليبيا تتأخر حتى اوائل الثمانينيات.
حيث تم افتتاح مكتب للتنسيق والعلاقات تبعه فتح العديد من المقرات لمختلف دوائر ولجان العمل لحركتنا كما تم في عام ١٩٨٧ العمل على انشاء معسكر الشهيد ناجي العلي بجهود تنظيمية خالصة بالإضافة الى التجمع الاسري لعوائل الرفاق بمحاذاة المعسكر في قرية الشهيد ناجي العلي…
بالاضافة لموقع آخر في احدي ضواحي العاصمة طرابلس.
وشكل وجود حركتنا في الساحة الليبية نموذجاً متقدماً في العلاقة بين فصيل عروبي فلسطيني والنظام الوطني في ليبيا في حينه. وكان مناخاً لافاق من العمل تمكنت حركتنا من فتح العلاقات مع العديد من القوى الثورية والانظمة المختلفة التي ارتضت ان تتواجد حركتنا في اقطارها وإن كان بشكل غير معلن.
ومن الساحة الليبية تمكنت حركتنا من الامتداد للساحة الجزائرية حيث كان لتنظيم حركتنا تواجدها الفاعل والمعلن فيها. وكذلك في الساحة السودانية والمصرية فضلا عن بعض الساحات الخليجية ايضاً.
وأثناء حرب الخليج وما قبلها تمكنت حركتنا من اعادة العلاقة مع النظام في العراق وفتح مكتب للحركة في بغداد وتواجد رفاقنا في قلب الاحداث التي عرفت بما يسمى بحرب الخليج الاولى والدخول العراقي للكويت حيث اسهم رفاقنا بالتواجد في الكويت وحماية ابناء شعبنا فيها وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم.
غير ان العلاقة مع النظام الليبي بدأت في التراجع في ظل الضغوط الامريكية والاوروبية التي تعرض لها النظام الذي بدأ يستجيب لها وانعكس ذلك على علاقته بمختلف قوى التحرر العربية والعالمية بما فيها تنظيم حركتنا بحجة دعم النظام الليبي لما يسمى بالارهاب والقوى المتهمة به.
وفي ضوء ذلك طلب النظام من حركتنا تخفيف تواجدها وتم اخلاء معسكر الشهيد ناجي العلي والقرية في اواخر العام ١٩٩١ واوائل ١٩٩٢.
تبع ذلك بقية المقرات ومواقع تواجد حركتنا على الساحة الليبية، حيث اصبح واضحاً ان النطام الليبي خضع بالكامل للمطالب الامريكية والاوروبية مما اصبح لزاماً على قيادة حركتنا تخفيف تواجدها فتم اعادة نشر اوضاع التنظيم والتوجه نحو ساحات متعددة اخرى، ويمكن التأكيد مما اوردناه حول تجربة علاقة التنظيم مع مختلف الانظمة التي تواجد في اقطارها ان تنظيم حركتنا حافظ على استقلالية تحركاته ونشاطاته وان كل ما واجهته حركتنا من تلك الانظمة كان بسبب ضعفها امام الضغوط الامريكية والغربية وخضوعها لها، في وقت التزمت حركتنا بمصداقيتها ووفاءها المنطلق من خطها العروبي القومي النضالي….
(يتبع)