تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قرأة من وحي البيان السنوي لتنظيم حركتنا..

قرأة من وحي البيان السنوي لتنظيم حركتنا..

في الذكرى السابعة والخمسين لانطلاقة… المجيدة، نوجه تحية اجلال واكبار وتكريم الى أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين وفي الشتات في كل أماكن تواجده، والى أبناء امتنا العربية المجيدة، والى أبناء… رائدة الثورة والكفاح المسلح، والى رجال وفصائل المقاومة الفلسطينية والعربية والاسلامية كافة، وندعو بالرحمة والمغفرة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وبالحرية للأسرى في معتقلات العدو، ومعتقلات سلطة التنسيق الأمني مع العدو. والى كل الدول والقوى والشخصيات العربية والاسلامية التي تضامنت او ساندت او دعمت قضية شعبنا الفلسطيني العادلة، والى احرار العالم.

تأتي الذكرى السنوية… في ظل متغيرات كبيرة شهدتها فلسطين، والمنطقة العربية والإسلامية، والعالم في عام 2021، ستكون لها تداعيات إيجابية كثيرة على قضية شعبنا الوطنية، وعلى المقاومة الفلسطينية، وقوى المقاومة العربية والاسلامية، وسيكون لها أيضا تداعيات سلبية على مستقبل الكيان الصهيوني، ومستقبل السلطة في رام الله، ومستقبل النظام في الاقليم، ومستقبل النظام العالمي، في السنوات القليلة القادمة.

في فلسطين، كانت معركة “سيف القدس” وما تلاها من تداعيات الحدث الأبرز في فلسطين عام 2021، التي فجرت انتفاضة شعبية شملت كافة انحاء فلسطين، في القدس، والضفة، والداخل المحتل عام48، فضلا عن تصاعد عمليات المقاومة في القدس والضفة التي مازالت مستمرة حتى اليوم. من اهم تداعيات معركة “سيف القدس” التي خاضتها فصائل المقاومة في غزة الصمود والبطولة، الى جانب أبناء شعبنا داخل فلسطين، وفي القدس والضفة، انها وضعت معادلات جديدة في فلسطين، والمنطقة العربية.

من اهم هذه المعادلات: اعتراف وسائل اعلام العدو بان الجيش الصهيوني لم يستطع حسم المعركة لصالحه، وفي استطلاع لمستوطني الكيان قال نحو 59 بالمئة بان المقاومة الفلسطينية انتصرت في المعركة. فضلا عن ذلك فقد فرضت فصائل المقاومة نفسها قوة ردع للعدو، ورسمت له خطوط حمراء لا يستطيع تخطيها، ومنها عدم المساس بالمسجد الاقصى المبارك، وعدم ترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس عن بيوتهم، بالإضافة الى رفع الحصار عن غزة. كذلك دخول أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 على خط الصراع مع العدو، عبر انتفاضتهم الشعبية، التي فرضت على العدو إعادة حساباته، باعتبارهم جزءً اساسيا في معادلة الصراع مع العدو، وقد أعلنت مصادر العدو بان جهود 73 عاما في تطويع وتهويد أهلنا ذهبت ادراج الرياح.

ومن اهم المعادلات التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على العدو ان قضية المسجد الأقصى والقدس أصبحت قضية كل قوى المقاومة العربية والإسلامية التي أعلنت ان المساس بالاقصى المبارك يعني حربا إقليمية في المنطقة، مما وضع العدو في مأزق حقيقي، لانه سيواجه معركة متعددة الساحات في نفس الوقت، سيكون لها نتائج كارثية على الكيان تهدد وجوده، لذلك من المستبعد ان يتورط العدو في حرب إقليمية. لذلك يحاول العدو بالتحالف مع بعض الأنظمة والدول الغربية الحليفة له لاحتواء تداعيات معركة “سيف القدس” على كيانه، خاصة انها وضعت حجر الأساس لهزيمة العدو ودحره في السنوات القليلة القادمة.

اما سلطة التنسيق الأمني مع العدو، فهي تعاني اليوم من أزمات سياسية واقتصادية واخلاقية تتفاقم يوما بعد يوم، وتعاني من ازمة مالية خانقة، بعد ان فشلت ووقفت عاجزة عن القيام بدورها الوظيفي في حماية امن الكيان اثناء معركة “سيف القدس”، وفشلت في كبح جماح الانتفاضة الشعبية المتصاعدة، وفشلت في قمع عمليات المقاومة المتصاعدة في القدس والضفة. ثم فقدت السيطرة على مخيم ومدينة جنين، ووسط مدينة نابلس القديمة، والعديد من المدن والقرى في الضفة. فضلا عن ذلك ثمة صراع يجري بين المتنفذين في السلطة على موقع القيادة بعد رحيل محمود عباس، او عجزه عن القيام بدوره الوظيفي نتيجة الشيخوخة والمرض.

وثمة معلومات مؤكدة ان هناك أجيال شابة تنتمي الى حركة فتح لم تستطع قيادة السلطة في افسادها وتخريبها، هذه الأجيال تمردت على قيادة السلطة واخذت تتعاون وتنسق مع فصائل المقاومة في القدس والضفة من اجل إعادة الاعتبار لخط الكفاح المسلح الذي أطلقت فتح رصاصته الأولى عام 1965، اليوم الأجيال الجديدة في فتح في ذكرى انطلاقتها تجدد العهد بالتمسك بخط الكفاح المسلح، لتحرير فلسطين من البحر الى النهر، وكنس السلطة العملية الى مزبلة التاريخ، هذا ما أكده شهود عيان قدموا من الضفة مؤخرا.

اما الكيان الصهيوني، فهو يتجه نحو المزيد من التطرف، من خلال سيطرة الجماعات الدينية المتطرفة على القرار في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية في الكيان، وثمة صراع سياسي وتوتر شديد بين الأحزاب والكتل السياسية الدينية المتطرفة نفسها، كادت ان تؤدي الى حرب أهلية في الآونة الاخيرة، فضلا عن الصراع وبين القوى الدينية المتطرفة والقوى العلمانية، فعلي سبيل المثال جرت أربع انتخابات برلمانية خلال عامين لتشكيل الحكومة الحالية برئاسة بينيت ـ لابيد، فضلا عن المظاهرات الأسبوعية التي ضمت الالاف احتجاجا على فساد نتنياهو ومطالبته بالاستقالة، التي شهدت عنف متبادل بين الشرطة والمحتجين.

من العوامل التي أدت الى تؤجج الصراع السياسي بين الأحزاب والكتل السياسية في الكيان هو تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة للكيان، فضلا عن انتشار ظاهرة الفردية المطلقة لدى قادة العدو على حساب اضعاف دور المؤسسات المسؤولة عن صنع القرار، فعلى سبيل المثال نتنياهو كان يستفرد بالحكم، ويحتكر صنع القرار بالحكومة، ويعين قادة الأجهزة الأمنية، وقادة الجيش، والوزراء في الحكومة، اما عن فساده فحدث ولا حرج. ذلك يعود الى تصاعد وتنامي عمليات وقدرات فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية، التي فرضت عليه التراجع والتقهقر، بعد ان كان سابقا في موقع المبادر بالهجوم ولديه القدرة على حسم المعارك، لكنه اليوم أصبح في موقع الدفاع، ويختبئ وراء الجدران.

اما حول تسارع عمليات التطبيع مع بعض الأنظمة في الآونة الاخيرة، الجديد فيها انها خرجت الى العلن، بعد ان كان التطبيع والتعاون والتنسيق مع بعض الأنظمة يتم في الغرف المغلقة وتحت الطاولة، لذلك لم تكن مفاجئة عمليات التطبيع التي جرت مؤخرا. ان التسارع في عملية التطبيع هي نتيجة للضغوط الامريكية على الأنظمة المطبعة، لتعبئة الفراغ في المنطقة من قبل العدو، عقب التوجه الأمريكي للانسحاب من المنطقة لحشد جهودها لمواجهة التحدي الصيني، متجاهلة بان الكيان لم يعد قادرا على القيام بدور الشرطي، وحماية المصالح الامريكية بالمنطقة، خاصة بعد تصاعد وتنامي قدرات المقاومة، فثمة سؤال يطرح نفسه: كيف يستطيع الكيان حماية بعض الأنظمة والمصالح الامريكية بالمنطقة، في ظل عدم قدرته على حماية نفسه من المقاومة في غزة؟

يبدو ان التطبيع هي ورقة يلعبها الكيان ليظهر بانه في موقع قوي، في رسالة موجهة الى الداخل الصهيوني أكثر منها الى الخارج، في محاولة منه لاطالة عمر كيانه، وتجاوز أزمته الوجودية التي تقض مضاجع قادته، بفعل التهديد الاستراتيجي التي تمثله فصائل المقاومة. في المقابل ثمة دول وحكومات عربية رفضت وترفض التطبيع بشدة، واتخذت إجراءات مشددة ضد التطبيع مع العدو، وتدعم قضية شعبنا المحقة والعادلة، الجميع يعرفها، نوجه التحية لها على مواقفها القومية المشرفة.

اما حول مسألة الصراع الدولي، ثمة مؤشرات قوية على ان الصراع بين الصين الولايات المتحدة يتجه الى المزيد من التصاعد ، والأمور بينهما دخلت مرحلة الحرب الباردة، ربما تقود الى موجهة مسلحة بينهما، خاصة ان الدولتان تحشدان قواتهما في بحر الصين الجنوبي، وتتشددان في مطالبها، فالصين مصرة على استعادة تايوان، ومصرة على تحدي الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وتسعى الى فرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، ثم السيطرة على التجارة العالمية عبر مبادرة الحزام والطريق، لتصبح صاحبة الاقتصاد الأول في العالم ،ثم تزيح الولايات المتحدة عن موقعها في قيادة النظام الدولي. في المقابل تسعى الولايات المتحدة الى فرض هيمنتها على بحر الصين الجنوبي، من اجل محاصرة الصين وإخضاعها لارادتها، من اجل المحافظة على موقعها على رأس النظام الدولي. وتسعى الولايات المتحدة أيضا الى محاصرة وتطويق روسيا، عبر توسيع حلف الناتو من خلال ضم أوكرانيا الى الحلف، غير ان روسيا تعتبر ضم اوكرانيا الى حلف الناتو تهديدا للامن القومي الروسي، ولن يقبل به الرئيس  بوتين حتى لو أدى الى اندلاع حرب مع حلف الناتو، خاصة ان بوتين يدرك ان هدف حلف الناتو النهائي هو تفكيك روسيا، بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي، ويعمل جاهدا على افشال هذا المخطط، ويعمل على إعادة لم شمل الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي، تحت المظلة الروسية.

من هنا حاجة روسيا الى التحالف مع الصين لمواجهة الامريكان وحلف الناتو، مثلما هي حاجة الصين الى التحالف مع روسيا، وإذا اندلعت مواجهة عسكرية بين روسيا وحلف الناتو، أو بين الصين والولايات المحتدة فان المواجهة حتما ستكون بين روسيا والصين وحلفائهما من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة ثانية. لكن خبراء يؤكدون ان الولايات المتحدة لا تريد حربا مع روسيا والصين لانها غير مستعدة لها اقتصاديا وعسكريا ووضعها الداخلي غير موحد وشبه مفكك وغير قادرة على خوض هذه الحرب، فضلا عن ذلك ان روسيا والصين لا تريدان حربا، لكن قد تحدث مواجهات محدودة فيما بينها، قد تؤدي في السنوات القليلة القادمة كما يقول الخبراء الى جلوس الدول الثلاث الى مائدة المفاوضات، لتسوية خلافاتها، وتشكيل نظام عالمي جديد، يكون على رأسه الدول الثلاث، وينهي التفرد الأمريكي بالنظام الدولي.

ان تشكل نظام عالمي جديد بقيادة روسيا والصين والولايات المتحدة، في السنوات القليلة القادمة، سيؤدي الى تعزيز النفوذ الصيني والروسي بالمنطقة، والى تراجع النفوذ الأمريكي فيها، وبالتالي اضعاف قدرة الكيان الصهيوني على تأدية الدور الوظيفي المنوط به، خاصة في ظل تنامي وتطور عمليات وقدرات فصائل المقاومة، وقدرتها على تشكيل عامل ردع للكيان، ذلك  سيضع الكيان في مأزق، وسيشكل الكيان عبئا على الولايات المتحدة والغرب، وسيتم التخلي عنه في نهاية المطاف، كما تخلت الولايات المتحدة من قبل عن حلفائها عندما تصل الى مرحلة تكون فيها خسائرها اكثر مكاسبها. فضلا عن ذلك ان عدم قدرة الكيان على أداء الدور الوظيفي المنوط سوف يقود حتما الى تصاعد حدة الصراعات داخل الكيان، ومن غير المستبعد اندلاع حرب أهلية مستقبلا، عندما تصل الأمور الى مرحلة يتم فيها تغليب المصالح الشخصية والحزبية على المصلحة العامة للكيان. ان هذه العوامل مجتمعه سوف تقود حتما الى تفكك الكيان وزواله ان عاجلا او آجلا. وكانت معركة “سيف القدس” نموذجا حيا على إمكانية هزيمة الكيان، والقدرة على ردعه، واضعاف دوره الوظيفي في المنطقة. وهذا ما تعترف به مصادر صهيونية عديدة داخل الكيان.

مساهمة من احد الرفاق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد