عملية سيناء البطولية هي الرد الحقيقي على أوهام المطبيعين والمنسقين…

تأتي العملية البطولية التي نفذها الجندي المصري فجر يوم امس 3-6-2023 عند معبر العوجة على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة و التي أدت الى مقتل ثلاثة من جنود العدو الصهيوني وإصابة عدد آخر , في سياق اتساع دائرة المقاومة المسلحة ضد الكيان الصهيوني و التي لم تكن حدثاً عابراً كما وصفها الإرهابي نتنياهو رئيس وزراء الكيان.
وإنما نبعت من وجدان الأمة العربية و الإسلامية وخاصة من ضمير الشعب العربي المصري، فالرفض للكيان الصهيوني في ثقافة ووعي الشعب العربي المصري لم يأتي من فراغ ، و إنما نتيجة تضحياتٍ جسام ودماء وأشلاء وحقوق سليبة، فقد خاضت مصر خمس من الحروب ضد الكيان الصهيوني في الأعوام 1948، و1956، و1967، وحرب الاستنزاف بعد هزيمة حزيران/ يونيو، وحرب 1973، وقدمت مصر أكثر من مائة ألف شهيد، يتوزعون على كل مدن وقرى مصر. ففي كل قرية حكاية لشهيد أو مصاب في تلك المعارك، وفي كل قرية ثأراً لا زال جاثماً على صدور هذا الشعب العربي الأبي لم يسترد، ولا زالت مجزرة مدرسة بحر البقر الدامية حاضرة في ذاكرة شعبنا العظيم في أرض الكنانة، و كذلك إعدام الأسرى في حرب حزيران 1967.
وقد أعادت هذه العملية البطولية التي تضاربت المعلومات حول اسم الجندي الذي نفذها, أعادت الى الاذهان العملية التي نفذها الشهيد سليمان خاطر عام 1985 بالقرب من منتجع رأس برقة في منطقة نويبع، و التي قتل فيها 5 صهاينة وأصاب 7 حاولوا تخطي نقطة حراسته على الحدود, وكذلك العملية التي نفذها الجندي أيمن حسن يوم 26 -11- 1990، حيث قام باجتياز الحدود وهاجم عدة مركبات تابعة لـ”جيش” الاحتلال عند معبر عين نطفيم شمال غرب أم الرشراش(إيلات) المحتلة والتي قتل فيها 21 ضابطا وجنديا من جيش العدو.
كما أكدت العملية البطولية على ضعف “جيش” الكيان الغاصب، وإمكانية اختراقه والقدرة على إحداث الإصابات بين جنوده متى توافرت الإرادة ، بعكس ما يحاول الإعلام الصهيوني والغربي ترسيخه في أذهان عموم العرب، حول القدرات الفائقة لـ”جيش” العدو، والتي يصعب التصدي لها أو مقاومتها.
كما أكدت العملية البطولية الجريئة على تآكل معدلات الأمان داخل الكيان الصهيوني و انهيار أسس وجوده….. خاصة أن كيان العدو يواجه ضربات وخروقات من مختلف الجبهات حتى على المستوى الداخلي فثمة تظاهرات مستمرة إلى اليوم ضد الحكومة على خلفية مخططات الإصلاح القضائي.
اما على المستوى الشعبي فالاحتفاء الشعبي العربي و المصري تحديداَ الواسع بعملية معبر العوجة أكد على الموقف الشعبي الرافض للوجود الصهيوني ، والداعم لأي عمل مسلح يسهم في إيلام “جيش” الإحتلال وإرباكه وإضعاف صورته أمام الرأي العام العربي و الاسلامي خلافاً لما تمضي عليه الأنظمة والحكومات المنسقة و المطبعة..
إن العملية البطولية التي نفذها الجندي المصري تمثل قوة دفع و رافعة حقيقية مضافة الى ما يحدثه المقاومون من أبناء شعبنا الفلسطيني من توسيع حالة الصدع في بنيان هذا الكيان و ازدياد هشاشته ، أولئك الذين يعملون على إعادة الوجه المشرق لهذه الأمة وللفعل الثوري ضد هذا الكيان الغاصب ،و حافزاَ و ان المستحيل يمكنه أن يكون ممكنا، وبدون ترتيبات كبرى.
و لم تكن تلك العملية البطولية بمستغربة، إذ أنها تعبر عن الموقف والخيار الذي تتمسك به كافة الجماهير العربية والإسلامية الرافضة لوجود الكيان الصهيوني المصطنع وهي من علامات المخاض الذي تمر به أمتنا على طريق تحرير كل أرضنا العربية في فلسطين و الجولان و جنوب لبنان وتطهير مقدساتنا الإسلامية والمسيحية من رجس الإحتلال الصهيوني الذي بات يعلم جيداً بأن زواله بات قريبا على أيدي المقاومين والشرفاء من ابناء أمتنا أمثال هذا الجندي المصري البطل.
ألف تحية لشعب مصر أرض الكنانة…
المجد و الخلود للشهيد البطل منفذ العملية
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار​

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *