تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اقتحام “مجمع الشفاء”.. جريمة تتكرر وصمت دولي ورواية جديدة يُعدها الاحتلال

اقتحام “مجمع الشفاء”.. جريمة تتكرر وصمت دولي ورواية جديدة يُعدها الاحتلال

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في التأكيد دومًا على أنه لم يأت للقضاء على المقاومة التي أذلّته في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، ولكنه جاء هذه المرة مستهدفًا استئصال الوجود الفلسطيني في أرض غزة، من خلال ممارسة كل أنواع الجرائم التي من شأنها مصادرة أن تدفع أهل غزة إلى ترك أرضهم قسرًا (وفق ما يتمنى الاحتلال ويخطط).

جريمة متجددة نفذها الاحتلال فجر اليوم الاثنين بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تمثّلت في اقتحام واستهداف مجمع الشفاء الطبي في حي الرمال غربي غزة والمناطق المحيطة به، بدأت بقصف عنيف ثم توغل القوات من ثلاث محاور لحصار المستشفى من جميع الجهات، ما أسفر عن اندلاع حريق في مبنى الجراحات التخصصية، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى ارتقاء شهداء وإصابة العديد من النازحين والمرضى والمحيطين بالمجمع.

فوجئ أهل حي الرمال في منتصف ليلة الاثنين بقصف عنيف (بلغ نحو 40 غارة) شنته المسيرات الإسرائيلية على مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به من كافة الجهات، ما أدى لاستشهاد وإصابة العديد من المواطنين في المستشفى ومحيطه.

ليلة دامية

وتحت هذا الغطاء الناري الكثيف توغلت دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية بشكل سريع ومفاجئ انطلاقاً من مناطق جنوبي مدينة غزة عبر شارع “الرشيد” وصولاً إلى منطقة “الميناء” القريبة من المستشفى ومنها توزعت لتصل إلى البوابتين الشمالية والجنوبية لـ”الشفاء”، وذلك حسب ما ذكره شهود عيان.

وفي محور ثان للتوغل دخلت الدبابات الإسرائيلية من مناطق شمالي مدينة غزة عبر شارع “الجلاء” وصولاً إلى شارع “الوحدة” ومنه إلى البوابة الشرقية للمستشفى، وفي المحور الثالث دخلت القوات الإسرائيلية من شمالي القطاع عبر شارعي “النصر” و”عز الدين القسام” وصولاً إلى البوابة الشرقية الرئيسية لمستشفى الشفاء.

وأوضح الشهود، أن الآليات العسكرية الإسرائيلية حاصرت مستشفى الشفاء من جميع الجهات وبدأت بإطلاق النار تجاهه في ظل تحليق طائرات مسيرة فوق باحاته وبين مبانيها قبل أن تقتحمها وتطلق النار على كل من يتحرك.

ووفق مصادر طبية ومحلية نقلتها وكالة الأناضول، فإن هناك العديد من جثامين الشهداء ملقاة في باحات المستشفى والطرقات المؤدية إليه، قتلوا بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر أو بالقصف الذي استهدف محيط “الشفاء” قبل بدء عملية التوغل.

وحسب الشهود، فإن الجيش الإسرائيلي قام بتعطيل الاتصالات بشكل شبه كلي في مجمع الشفاء الطبي والمناطق المحيطة به قبل بدء عمليات التوغل.

استهداف المرضى

وشب حريق في مبنى الجراحات التخصصية في المستشفى جراء استهدافه بشكل مباشر من القوات الإسرائيلية ما أسفر عن وجود حالات اختناق بين المرضى والنازحين في المستشفى، الذين يقدر عددهم بنحو 25-30 ألف نازح، خاصة النساء والأطفال.

واقتحمت القوات الإسرائيلية المبنى نفسه لاحقا إضافة إلى مبنى الاستقبال والطوارئ وأطلقت النار بشكل كثيف بداخلهما ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، حسب مصادر داخل المستشفى.

ولا يسمح جنود الجيش الإسرائيلي للطواقم الطبية بإسعاف المصابين وإنقاذ حياتهم وسط كثافة نيران في باحات المستشفى وداخل المباني التي اقتحمها الجنود.

اعتقال وحصار

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 90 فلسطينياً من النازحين داخل المستشفى واقتادتهم إلى جهات مجهولة، كما ذكر الشهود للأناضول.

وتمركزت الآليات العسكرية حاليا في مرآب السيارات بالساحة الخلفية للمستشفى وتقوم بعمليات تجريف واسعة فيها رغم أنها تضم عشرات القبور لفلسطينيين قتلوا خلال الأشهر الماضية بالغارات على مدينة غزة.

وبالمناطق المحيطة بالمستشفى، اقتحمت القوات الإسرائيلية المدرسة الأمريكية التي تؤوي نحو 20 عائلة نازحة، ومازالت تحاصر مدرستي “الكرمل” و”المتميزون” وتضمان الآلاف من النازحين.

ووفق الشهود، فإن جنود الجيش الإسرائيلي اعتقلوا عددا غير معلوم من الشباب من نازحي المدرسة الأمريكية وطلبوا من النساء التوجه إلى مدينة دير البلح (وسط القطاع) عبر شارع الرشيد المحاذي لشاطئ البحر.

المقاومة تشتبك

وبعد نحو 10 ساعات من بدء الهجوم الإسرائيلي، يتواصل سماع أصوات قصف شديد واشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي وعناصر المقاومة الفلسطينية في محيط مستشفى الشفاء.

وتتمركز الآليات العسكرية حالياً في المناطق الغربية والجنوبية لحي الرمال (العباس وشارع أبو حصيرة والميناء والاتصالات وتل الهوى) بشكل كامل وتحاصر نحو 70 ألف فلسطيني يقيمون في هذه المناطق إضافة للنازحين بالمستشفى.

ولا يستطيع سكان هذه المناطق مغادرة منازلهم بسبب كثافة القصف وإطلاق النار والاشتباكات، وفق شهود عيان.

“الصحة” تحذر

وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، ناشدت وزارة الصحة في غزة، كافة المؤسسات الأممية إيقاف المجزرة الإسرائيلية الجارية ضد المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية داخل مجمع الشفاء الطبي.

وقالت الوزارة، في بيان، إن حريقًا نشب على بوابة مجمع الشفاء الطبي وهناك حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين بالمستشفى وقطع للاتصالات.

وأضافت أن النازحين محاصرون داخل مبنى الجراحات التخصصية وفي استقبال الطوارئ بمبني 8.

وأشارت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ.

وختمت بالقول إن وزارة الصحة تناشد كافة المؤسسات الأممية إيقاف هذه المجزرة فورا ضد المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية داخل المستشفى.

ما الرواية الجديدة؟

وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي منذ بداية الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.

ولم تنسحب القوات الإسرائيلية من المستشفى إلا في 24 نوفمبر، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة لمولد الكهرباء بالمستشفى، وكان في مقدمة أهدافها أن تُظهر المجمع على أنه مقرٌّ للمقاومة تستخدمه في إعداد عمليات هجومية على الاحتلال، وتخفي فيه أسرى الاحتلال (حسب مزاعم جيش الاحتلال).

الرواية التي قدّمتها أجهزة العدو الصهيوني لم تُقنع أيًّا من الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي؛ حيث خرجت باهتة ساذجة خالية من أي دليل حتى ولو كان ضعيفًا.

أحداث اقتحام مجمع الشفاء هذه المرة لم تزل قائمة؛ حيث لم تنسحب قوات الاحتلال حتى كتاية هذا التقرير، وذلك رغم التحذيرات الدولية من “تصاعد وتيرة العنف”، إلا أنها تبقى تحذيرات ممن لا يملك القرار، أو ممن لا يريد إنهاء هذه الإبادة الجماعية وإعطاء المزيد من الوقت للاحتلال حتى يقضي على ما تبقى من حياة الفلسطينين في قطاع غزة.

ويبقى السؤال: ما الرواية التي أعدّها الاحتلال هذه المرة قبل اقتحامه لمجمع الشفاء ليبرر جرائمه ويُلوّح براية نصر زائف أمام العالم؟.

المركز الفلسطيني للإعلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد