الكاتب: امين قمورية
هل تصير رفح نقطة تحوُّل في العلاقة الأميركية الإسرائيلية؟ ماذا يحصل لصورة إسرائيل داخل المنظومة السياسية الأميركية؟ هل فقدت إسرائيل صورتها الأميركية التاريخية؟
هل تُنقذ أميركا إسرائيل؟
الخطة الأميركية المقترحة هي بمنزلة الخطّة “باء” ليس فقط لإنقاذ الاحتلال. بل لإنقاذ أميركا أيضاً كي تكون قادرة على التقاط أنفاسها قبل طرح مسألة “اليوم التالي” لقطاع غزة والقضية الفلسطينية ككلّ. فالمتغيّرات التي أفرزها العدوان على غزة في الداخل الفلسطيني والإقليم وعلى مستوى العالم أيضاً تحتاج أميركا معها إلى استراحة وإعادة ترتيب أوراقها. وذلك لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتماشى مع المرحلة الجديدة وحفظ الدور الإقليمي لإسرائيل في المنطقة، الذي يرتبط ارتباطاً مباشراً بالنفوذ الأميركي فيها.
خلافاً للتوصية الأميركية، لا يزال نتنياهو يتمسّك بشنّ هجوم برّي على رفح أيّاً كانت الأثمان المترتّبة عليه. اعتقاداً منه أنّ ذلك هو السبيل الوحيد لـ”إعلان النصر”، واستعادة هيبة الجيش الإسرائيلي. التي اهتزّت في 7 أكتوبر. وضمان تتويجه “ملكاً” على إسرائيل وتجنّب الجلوس خلف قضبان السجن.
إذاً “خطّ أحمر” من نتنياهو الذي يواجه لحظة مصيرية حرجة، يقابله “خطّ أحمر” من بايدن المثقل بالهمّ الانتخابي. يملك الرئيس الأميركي قدرات عقابية يمكنها فرض مسار سياسي بديل. والحاكم الإسرائيلي المهووس بالقتل والحرب يعشق التخريب من أجل أناه، ويتحكّم بشريحة انتخابية وازنة في أميركا، صارت ضرورية للديمقراطيين بعدما خسروا ناخباً عربياً مؤثّراً في ولايات متأرجحة. فمن يلوي ذراع من في الأشهر المقبلة؟ وهل تنجو رفح من أمّ الجرائم أم لوحة “غيرنيكا” جديدة ستُرسم بركام جدرانها وأجساد النازحين إليها؟