تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مجزرة النصيرات أمريكا شريكة الكيان الصهيوني بالدم الفلسطيني

مجزرة النصيرات أمريكا شريكة الكيان الصهيوني بالدم الفلسطيني

الكاتب: د. حسين موسى

استغل الكيان الصهيوني قضية الأسرى، لتبرير قتل الفلسطينيين ،وهذا الاستغلال أكده رفض الحكومة الصهيونية، ومجلس الحرب عرضا لوقف إطلاق النار ،وهي ترجمة حقيقية لنية الإبادة الجماعية التي ثبت ارتكابه لها وموثقة في المحافل الدولية.
ففي عملية استغرقت ساعات من القتل والتدمير، وإقامة حزام ناري، شاركت فيه مختلف صنوف الأسلحة، من البر والبحر والجو، دمرت الحجر والبشر في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأسفرت بحصيلة أولية عن 270 شهيدا ونحو من 400 جريحا ،تمكن العدو خلالها من استرجاع أربعة من أسراه الذين تحتجزهم المقاومة.
العملية وحسب التقارير والمصادر المختلفة، العسكرية والأمنية، تم التحضير لها، وشارك فيها مئات الجنود من الشرطة الخاصة، وقوات الكوماندوز بقيادة الضابط ارون زامورا وهو ضابط وصل بين الشاباك والجيش الصهيوني.

وما لم يقله نتنياهو الذي تباهى بالعملية، بعد وصفها بالمعقدة، أن هذه النتيجة كانت ليست بجهود جيشه ،إنما حسب مسؤول أمريكي بمشاركة مباشرة لقوات بلاك – ووتر الأمريكية بالاشتراك مع وحده من النخبة البريطانية والكوماندوز الامريكي بمساعدة الشاباك.
وقد تم خلال العملية قتل قائد وحدة بلاك ووتر وسبعة آخرين من أفراد فريقه وإصابة آخرين.
وأكدت التقارير والشهادات من مخيم النصيرات ،مقتل ثلاثة أسرى آخرين، بنيران القوات المهاجمة، وهو ثمن كبير إذا ما قيس بحجم الإنجاز الذي تبجح به نتنياهو، ومن الأسرى القتلى من يحمل الجنسية الامريكية.
الإدارة الأمريكية المتواجدة في الكيان الصهيوني، منذ 7 أكتوبر، لا تتوانى عن تقديم كل خبراتها لصالح عمليات الجيش الصهيوني.
وفي عملية النصيرات ،كان لها اليد الطولى، في المجازر التي ارتكبت، حيث عملت القوات الأمريكية على تأمين المعلومات الاستخبارية واللوجستية واستخدام وسائل المساعدات للتمويه ، بإدخال القوات الى ساحة المعركة، وهو أمر مخالف للقوانين الدولية.
كما وفرت القوات الأمريكية المسيّرات( درون) ،المختصة بالتحليل الاستخباري، وتقنيات عسكرية أمنية متطورة، في تحديد مكان احتجاز الاسرى، واطلاق النار من المسيّرات على كل من يقترب من الهدف.
الميناء العائم الأمريكي كان الأساس اللوجستي للانطلاق و للإخلاء، بعد العملية بمعنى استخدام منشأة مدنية لأغراض عسكرية، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية الإنسانية، التي تمنع استخدام وسائل المساعدة الإنسانية في أمور عسكرية.
وهذا يؤكد ان امريكا التي ترعى خطة طريق للمفاوضات ،هي شريك في الدم الفلسطيني وهو أمر فضحه المفكر الأمريكي نورمان فينكلشتاين الذي صرح( أن واشنطن غير جادة في وقف إطلاق النار في غزة).
التدخل الأمريكي جاء وسط انهيار مجلس الحرب الصهيوني ،حيث أعلن غانتس في نفس الموعد انه سيخرج من هذا المجلس إذا لم توافق الحكومة على المفاوضات، مما يعني سقوط الحكومة، وكان التدخل بهذه المعنى محاولة لإعادة التماسك الحكومة الصهيونية.
العملية فاشلة في النتائج العسكرية، بقياس النتيجة، بما تم تقديمه من قتلى ،ولكن يتضح أن الهدف ليس تحرير الاسرى ،ولم يكن يوماً هو الهدف الصهيوني الذي أثبتت الوقائع مقتل العديد منهم بنيران صهيونية.
فالهدف اذا هو أن الكيان الصهيوني بات يبحث عن إبرة نصر في كومة من الهزائم.
فإذا كان الهدف هو الاسرى فكان يمكن أن يتم ذلك بدون قطرة دم، والكيان يعرف ذلك عبر صفقات رون أراد او شاليط.
ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية في النصيرات تمثل باختصار:
في استخدام شاحنات المساعدات الإنسانية، التي انطلقت من الرصيف البحري الأمريكي لأغراض عسكرية مما يشكل جريمة حرب ثلاثية:
منع دخول المساعدات والتحكم بها وهي مساعدات أممية.
استخدام المساعدات لتجويع الناس ،حيث لا معبر آخر مفتوح صهيونياً و بإرادة أمريكية.
استخدامها في أعمال حربية.
وهذه جميعها تفضح الهدف الاساسي لانشاء الممر البحري.
وهنا يطرح السؤال:
أي ثقة يمكن ان تمنح لمبادرة بايدن؟ وأية ضمانات امريكية يمكن ان تقدم في المفاوضات المستقبلية؟ وهذه الإدارة شريك الاحتلال في الدم الفلسطيني فهل يمكن للخصم أن يكون حكماً؟.
والأمر الآخر أي ثقة ستكون في المساعدات الإنسانية، التي اقتصرت على الميناء الأمريكي العائم وهو ميناء بات مشبوهاً في بنيته وموظفيه الذين يزرعون بمهام استخبارية؟.
ولذا المقاومة ما لديها من معلومات، سيعلن عنها ستفاجئ الجميع وستطرح في وقتها.
ففي ميزان القوة، فإن عملية النصيرات، لم تقدم ولم تؤخر شيئا في المقياس العسكري، إنما اثبتت أن هذا العدو مهزوم ولن يستطيع أن يغير من الواقع شيئاً، حيث لا زال هناك العديد من الأسرى لدى المقاومة، وأمر المفاوضات ايضا رهن المقاومة وبيدها، وهي تملك زمام الأمور وسيكون لكل شيء مقتضاه.

د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد