تخطى إلى المحتوى
  • الرأي
الرئيسية » العلاقات البحرينية الصهيونية …عودة روح “استير”

العلاقات البحرينية الصهيونية …عودة روح “استير”

نشر جاك خوري كاتب الشؤون السياسية في صحيفة هآرتس مقالا حول دور هدى عزرا نونو السفيرة اليهودية البحرينية السابقة في تقريب العلاقات بين المنامة وتل ابيب تحت العنزان هدى عزرا: عودة روح “استير”

في يونيو الماضي استضافت البحرين ورشة المنامة حول صفقة القرن وملف السلام “الإسرائيلي” العربي. أعجبتني الأجواء الودية المسيطرة على المؤتمر كما رحبت السلطات البحرينية أجمل ترحيب بزملائي الذين حضروا الورشة.

بعد انتهاء أعمال هذه الورشة أثار فضولي سؤال سيطر على بالي: لماذا تم اختيار المنامة لإقامة هذه الورشة بينما كانت من الممكن إقامتها في بلد آخر كالإمارات العربية المتحدة أو سلطنة عمان أو الأردن أو مصر؟

من هذا المنطلق أجريت بحثا واسعا حول السجل الماضي للعلاقات البحرينية – “الإسرائيلية” حتى استقر بي المطاف عند شخصية يهودية بطلة وخاملة الذكر وهي: هدى عزرا نونو.

من هي هدى عزرا نونو؟

هي أول سفيرة يهودية بحرينية شغلت منصب السفارة في واشنطن. عائلتها اليهودية هاجرت من العراق إلى البحرين وعملت هناك في مجال الصرافة والتجارة حيث أن شركة بسمة التي تملكها عائلة نونو تعتبر من أكثر الشركات البحرينية نجاحا. هدى عزرا عملت كسفيرة للبحرين منذ عام 2008 إلى عام 2013 كما كانت عضوة في مجلس البحرين من عام 2004 حتى عام 2008.

بينما كنت أجري البحث، لوح أحد مصادري بأنه كانت علاقة غير معتادة سادت الأجواء بين كل من عزرا نونو وخالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية الحالي للبحرين.

أول لقاء بين الشاب خالد والمراهقة اليهودية:

حملة الرئيس جيمي كارتر كانت أول محطة التقى فيها الشاب خالد – والذي كان يدرس التاريخ والعلوم السياسية – بـ هدى عزرا وهي في الـ 16 من عمرها حيث خاضا معا في حملة كارتر التي خسره الرئيس الأمريكي لصالح منافسه العتيد رونالد ريغان، وبعد انتهاء التنافس الانتخابي عادت هدى إلى أسرتها في إنجلترا إلا أن علاقاتها القريبة مع خالد كانت تترسخ يوما بعد يوم.

معارضة عائلة أل خليفة مع زواج خالد من هدى:

انطلق خالد عدة مرات نحو المملكة المتحدة للقاء هدى. هذه اللقاءات المكررة والعلاقة الودية الغرامية أثارت قلق عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين حيث أكدوا لخالد أنه لا يستطيع أن يجمع بين مستقبله السياسي والزواج مع شابة يهودية فبالتالي اضطر خالد أخيرا من الزواج من الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة.

استمرار العلاقة بين خالد وهدى:

رغم زواج هدى من سلمان إدفار رجل أعمال يهودي وزواج خالد بن أحمد من الشيخة وصال إلا أن العلاقة بينهما لم تنقطع قط، حيث استمرت الزيارات المتبادلة بينهما في كل من البحرين وإنجلترا، ولا سيما الولايات المتحدة حيث كان خالد يعمل في السفارة البحرينية في واشنطن.

ومن اللافت أن الأنشطة التجارية لهدى وأسرتها شهدت نموا متصاعدا أيام حضور خالد في السفارة البحرينية في واشنطن والتفاعل التجاري بين خالد وهدى تعود جذورها إلى هذه الحقبة.

وفي نفس الفترة ارتبط خالد بن احمد بواسطة هدى بمجموعات داعمة لإسرائيل منها ايباك كما أن هدى قامت بتنسيق لازم لاجتماعه مع كل من روبرت مردوخ وشيلدون اديلسون من أشهر أصدقاء “إسرائيل”.

بعد تعيينه منسقاً عاماً للخلاف الحدودي مع قطر في مكتب وزير الخارجية، عاد خالد إلى المنامة وهناك ازدادت اللقاءات بينه وبين هدى عزرا التي كانت قد حضرت البحرين لتنشيط المشاريع التجارية للعائلة. في هذه الفترة أي منذ عام 1995 حتى عام 2001 وبدعم من خارجية “إسرائيل” وأجهزتها الاستخبارية قدمت هدى عزرا مشاورات ممتازة لخالد لا سيما أيام المفاوضات الثنائية مع قطر، كما ساعدته هذه المشاورات على فضح تقديم قطر أوراق ووثائق مزيفة إلى محكمة لاهاي مما أدى أخيرا إلى إسقاط هذه المستندات ونجاح البحرين في ضم جزر حوار وقطعة جرادة إلى أراضيها وهذا النجاح أتحف لخالد وسام البحرين من الدرجة الثانية.

تقريب خالد من المجموعات اليهودية

في هذه الفترة عملت هدى عزرا على تقريب خالد بن أحمد من المجموعات اليهودية وفكرة الاعتراف “بإسرائيل”، كما ازدهرت العلاقات المالية بين خالد والمجموعات والشركات التجارية التابعة لعائلة نونو مما أدى إلى المزيد من توطين العلاقة بينهما.

تعيين خالد وزيرا للخارجية وهدى عزرا أول سفيرة يهودية للبحرين:

بعد تعيين خالد بن أحمد وزيرا للخارجية (2005 م) إنه قام برد الجميل فجاء في هذا الإطار تنصيب هدى عزرا كأول سفيرة يهودية للبحرين (2008) ما أثار غضب المتشددين والمحافظين الذين رأوا في تعيينها دق جرس للمزيد من التقارب العربي “الإسرائيلي”.

لم تغفل هدى عزرا عن واجبها تجاه الوطن اليهودي فنسقت مختلف اللقاءات بين خالد بن أحمد وسائر مسؤولي الحكومة البحرينية مع النشطاء والمجموعات اليهودية و”الإسرائيلية” مما نرى ثماره اليوم في اعتراف البحرين شبه الرسمي بدولة “إسرائيل”.

نزاع نسوي ينهي الحياة السياسية لهدى عزرا (2013م)

زيارات مكررة لخالد إلى واشنطن أيام سفارة هدى عزرا، أثارت ريبة وغضب الشيخة وصال بنت محمد آل خليفة حيث وجدت أن العلاقة بين زوجها والسفيرة تتوطد يوما بعد يوم ولا تلمح بالانقطاع. فهذا الغضب العارم أدى إلى أزمة في قصر الحكم حيث أن الشيخة وصال أرسلت مكتوبا إلى الملك حمد بن عيسى شكت إليه سلوك زوجها، محذرة أنها لا تستطيع المزيد من الخنوع أمام هذا الذل والضيم، وأخيرا بعد التشاور مع البلاط أمر الملك حمد تفاديا للفضيحة – ورغم نجاح هدى في تلميع وجه الحكومة البحرينية لدى الأوساط السياسية في واشنطن – بعدم تمديد فترة سفارتها والاستغناء عن جميع خدماتها بشكل رسمي في وزارة الخارجية.

هدى عزرا عادت إلى المملكة المتحدة لتواصل أعمالها التجارية هناك وفي البحرين، إلا أن التاريخ لن ينسى خدماتها الجليلة “لإسرائيل”.

من الأن فصاعدا يستطيع “الإسرائيليون” أن يفخروا باستيرهم الجديدة والتي تمكنت بدهاءها أن توجد لنا حلفاء أقوياء داخل البلاط الملكي في دولة عربية من الطراز الأول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد