تمر البشرية جمعاء بجائحة وباء ربما لم تشهد مثلها في التاريخ الإنساني، شلت معظم جوانب النشاط البشري الاقتصادي والاجتماعي وقلبت البرامج والخطط وتوقفت المشاريع
لمعظم الدول وجعلت مصير الإنسانية في المجهول ليكتشف الجميع أن ما تمر به البشرية هو من صنع يد الظالمين والمستغلين والرأسماليين الجشعين الذين خلقوا الازمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانيةوالطبيعية والبيولوجية بهدف رفع رساميلهم وممتلكاتهم وامتيازاتهم على حساب الإنسان والطبيعة.
فقد أشارت ألمراكز العلمية والبحوث انه ونتيجة الإجراءات المتخذة من وقف الرحلات الجوية والمصانع ووسائط النقل المختلفة فقد تضيَّيق ثقب الأوزون في الغلاف الجوي وحدث انخفاض كبير في نسبة الغازات السامة وعادت الأنهار والبحيرات والينابيع إلى صفائها وحتى القشرة الأرضية هدأت وخفت اهتزازاتها وانخفصت نسبة الزلازل والهزات الأرضية لهدوء حركة البشر عليها لانحصار الغالبية من الناس في المنازل بسبب الحجر المنزلي سواء كان طوعياً او بقوانين فرضتها حكومات الدول على مواطنيها.
علينا أن نقرأ ونلاحظ حالة الهلع والتخبط الذي تعيشها إدارات الحكومات الغربية وأتباعها وأنهم يكادون يعلنون استسلامهم للوباء داعيين وعلى لسان قادتهم الناس على “توديع احبابهم” شانين الحرب الاعلامية متقاذقين الاتهامات تجاه بعضهم بعضاً الأمر الذي يؤكد على إفلاس النظام العالمي وسقوط كل أقنعة الزيف والدجل حول حقوق الإنسان ومساعدة الآخرين الذي كانت تتشدق بها القوى الكونية المتغطرسة.
ولا نستغرب اذا ما ظهرت بعض مظاهر التغول والاستغلال مجددا من خلال ما يسمى بالقروض للدول الفقيرة عبر ما يسمى بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في محاولة لاستغلال الظروف الحالية.
ولأول مرة يعيش المحتلين الصهاينة الحصار ويغلقوا الحدود المصطنعة والمطارات والمنافذ الحصار والاعتقال الذي لا يزالون يفرضونه على أبناء شعبنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال.
ولا احد يعلم إلى متى سوف يستمر الحال وكيف ستتطور الأمور ولكن المهم هنا أن نتناول ما يجب أن ننبه له بما يمس شعبنا واهلنا في الداخل والشتات وما يمكن أن يمس قضيتنا الوطنية بشكل مباشر مؤكدين بداية على ما ورد في التعميم الحركي المركزي الاخير بتاريخ ٦/ ٤/ ٢٠٢٠ وضرورة التعاضد والتعاون وتضافر كل الجهود لعموم أعضاء التنظيم بتوسع التكافل الاجتماعي ليشمل عموم أبناء شعبنا في الداخل وفي الشتات وتقديم العون من الجميع وللجميع بدئاً بكل محتاج من أبناء شعبنا وبشكل خاص في الساحتين اللبنانية والسورية.
كما اننا بحاجة إلى التفكير الجاد بما بعد هذة الجائحة والانعكاسات المحتملة على مسار قضيتنا عموما.
ولسنا بحاجة للتأكيد على ان ليس للفقراء والمظلومين ما يخسروه وأننا نقدر ان المستقبل سيكون لهم ولكل الشعوب المظلومة وفي طليعتها شعبنا العربي الفلسطيني آملين ان تكون بداية نهوض حقيقي لتنظيم حركتنا ولجماهير شعبنا وامتنا وسقوط مدو لقوى القهر والاستغلال والاحتلال وفي مقدمتهم الإدارة الامريكية المتغطرسة وربيبها الكيان الصهيوني الغاصب و عملائه.