في وقت تعلن فية وكالة المخابرات المركزية الامريكية ومنظمة الصحة العالمية والعديد من دول العالم أن وباء ( جائحة) كورونا هو تطور طبيعي للفيروس ولا يد للبشر فيه يظهر وزير الخارجية الأمريكي بومبيو ومن قبله ترامب ليلوح بمسؤولية الصين ومختبر مفترض في مدينة ووهان الصينية عن إنتاج ونشر وباء كورونا.
وبالرغم من أن الصين نفت اكثر من مرة عن أي مسؤولية لها او للمختبر المذكور الا ان الاصرار الأمريكي ومحاولة افتعال للازمة يشير إلى مدى حجم التخبط والازمة التي وصل لها ترامب وسياسته القائمة على اقتناص كل الفرص لابتزاز الدول والأفراد والحكومات.
صحيح ان أمريكا تعيش ظروف استثنائية اكثر من غيرها من دول العالم بسبب اجتياح فيروس كورونا لها وتكبدها الخسائر الاقتصادية الفادحة بسبب انخفاض اسعار نفطها وافلاس العديد من الشركات وارتفاع نسبة البطالة وقضاء العديد من الضحايا تجاوز حتى الآن ال ٦٨ الفاً وما يربو على المليوني حالة أصابة بالكورونا الا ان كل ذلك ما كاد ليحصل لولا رعونة وإهمال وتأخر إجراءات إدارة ترامب التي أصابها الغرور والعنجهية والتكبر خلال سنوات حكمها للولايات المتحدة.
ان محاولة توجيه الاتهامات تارة لإيران وروسيا وكورية الشمالية والصين ما هي إلا محاولات بائسة يائسة يظهر مدى الترنح والتخبط الذي وصلته إدارة ترامب في اتهامها لخصومها ومحاولة تصدير لزمتها للخارج ما يؤكد ان هذة الإدارة التي تبتز وتخيف الآخرين ما هي إلا نمر من ورق أمام الازمات.
الجميع يعرف حجم التنافس الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين التي تلقى تأييدا من روسيا وايران ومجموعة دول البريكس، والاجماع الشعبي العالمي على رفض استمرار سياسة القطب الواحد التي تمارسها الإدارة الامريكية التي تحاول فرض ارادتها على الجميع.
الأمر الذي يجعل من المنطقي ظهور الصين كمنافس قوي على المسرح الدولي مما يريح العالم ويفتح مناخات جديدة للشعوب المضطهدة لاسترداد حقوقها ومواصلة مقاومتها ولدول العالم للتحرر من ابتزاز الإدارة الامريكية المالي والاقتصادي والسياسي والثقافي أيضاً.
واذا كان تحديد فيروز كورونا انتاجاً وانتشاراً يهم كل البشرية ولكي لا يتحول إلى لغز ( جثة الخاشفجي) الجديد، علينا رؤية من هو مصدر الشر على البشرية جمعاء اوليست الولايات المتحدة الامريكية منذ نشوئها وإبادتها لملايين الهنود الحمر فضلا عن قتل مئات آلاف الفيتناميين واليابانيين والكوريين والافغان والعراقيين والسوريين والليبيين وقائمة الجرائم طويلة طويلة يصعب حصرها، فضلا عن التأٓمر على شعب فلسطين وقضيته ودعم ومساندة الكيان الصهيوني وتبنيه.
ان هذا المسلسل الطويل من الشر ومناهضة البشرية والإنسانية يشير ان الولايات المتحدة وادارتها هي اول المتهمين بهذا الوباء وانتشاره والذي ارتد عليها والايام القادمة كفيلة بكشف كل المستور بعد ان يتمرغ أنف إدارة ترامب وبومبيو بوحل جائحة كورونا.