منذ نشأ الصراع العربي – الصهيوني الامبريالي تعددت اشكال المواجهة بين القوى المقاومة في امتنا العربية من جهة و التحالف الصهيوني الامبريالي و عملائه من قوى رجعية من جهة اخرى.
و دأب هذا التحالف على وضع المخططات التآمرية لضرب كل اشكال المقاومة على امتداد وطننا العربي, تارة عبر المواجهة العسكرية المباشرة و تارة عبر الفتن و خلق الصراعات الداخلية و تارة اخرى من خلال فرض العقوبات الاقتصادية و الحصار و التجويع .
و في هذا السياق يأتي ما يسمى بقانون قيصر الذي اصدره الكونجرس الامريكي و بدأ تطبيقه منذ ايام, و الذي يهدف الى تركيع سورية و اخراجها من حلف المقاومة الذي تشكل فيه سورية العامود الفقري, بعد ان فشلت الحرب التي شنت عليها منذ العام 2011.
و على قوى المقاومة في امتنا ان تدرك هذه الحقيقة, ان ما يسمى بقانون قيصر ليس حالة معزولة, بل هو حلقة من حلقات مسلسل التآمر على امتنا و لا يمكن النظر اليه بمعزل عن الحصار الذي فرض سابقا على العراق و ليبيا و السودان و ايران, كما لا يمكن النظر اليه بمعزل عن وضع قوى المقاومة على لوائح ما يسمى بالارهاب.
إن مواجهة ما يسمى بقانون “قيصر” وكل مشاريع الضم والخطط لا يكون الا بتصعيد المواجهة مع الحلف الامبريالي الصهيوني و ادواته الرجعية, وتوحيد جبهات المقاومة وتحويل الأقوال والشعارات لافعال عملية..
فالمقاومة الفعلية يجب أن تجمع كافة القوى العروبية و الاسلامية بهدف التصدي للحملة المسعورة التي يريد ترامب وادارته من خلالها تجويع شعبنا العربي في سورية الآبية ولبنان المقاوم وايران الممانعة لتسهيل تمرير برامج وخطط الارهابي نتنياهو وتحالفه الجديد وأخراجه من ازمته وما يواجهه من محاكمة قد تزج به في السجن.
اما ترامب وادارته الفاشية العنصرية فإن الأحداث التي تتوالى في الولايات الامريكية تباعاَ, وهبة الزنود السمراء في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية, ووقوف إدارة ترامب عاجزة لأكبر دليل على السقوط الذي ينتظرها.
فالنصر صبر ساعة وعلى كل محَور المقاومة التضافر في الجوع والحصار كما كان التضافر في افشال مخطط تمزيق سورية خلال السنوات التسع الماضية فالتساوي في الجوع يوازيه التساوي بالشهادة.
اما فلسطينياَ فعجز قيادة سلطة اوسلو والنفق المظلم الذي اوصلت اليه الوضع الفلسطيني يتطلب من كل قوى المقاومة مغادرة مربع المناورات والمراهنات على وحدة وطنية مع هذة الزمرة الفاسدة والمتآمرة على قضية شعبنا، فهده القيادة كانت السبب الرئيسي في مصيبة شعبنا ولن تكون جزء من الحل والنهوض الذي يحتاج إلى ارادة حقيقية مقاومة لا تتوقف امام الحسابات والمخاوف من مخططات نتنياهو فتلك المخططات لم تتوقف يوماَ وارضنا كلها محتلة ومضمومة فعليا ولا رد الا بالعمل المقاتل, الذي اسهمت سلطة اوسلو في افشاله وتدمير مرتكزاته خلال سنوات وجودها في مقاطعة رام الله.
اننا ندعو كل إخوتنا في الفصائل الفلسطينية المقاتلة إلى وعي هذه الحقيقة التي ما زلنا نرددها منذ 1974، حيث كنا اول من أدرك حقيقة وجوهر هذة القيادة العفنة الفاسدة ونهجها المساوم المستسلم , و كنا رأس الحربة في مواجهتها باعتبارها اداة من ادوات المشروع الصهيوني الامبريالي.
كما ان النهوض على الساحة الفلسطينية يتطلب من محور المقاومة مجتمعا دعم القوى الحية والحقيقية على الساحة الفلسطينية بكل الوسائل والسبل لتنهض باوضاعها ولتكون ظهيرا قوياَ فاعلاَ في مواجهة مخططات التحالف الصهيوني الامبريالي و ادواته من أنظمة رجعية ..
وإننا لعلى قناعة ان الأمة وقواها الحية قادرة على افشال ما يسمى بقانون” قيصر” ومفاعيله في لبنان وسورية والمنطقة بأسرها والايام قادمة.