منذ قيام حركة فتح عام ١٩٦٤/ ١٩٦٥، ضمت في صفوفها مختلف الاتجاهات الفكرية في الشعب العربي الفلسطيني من قوميين عرب وبعثيين واسلاميين
من مختلف الانتماءات ومستقلين ايضاً ، وكان مبرر الجميع ان الاحزاب العربية والاسلامية بكل اتجاهاتها وبمجرد وصولها للسلطة تتنصل من مواصلة النضال من اجل فلسطين وبالتالي فإنه” لا يفلح الارض الا عجولها”، حسب المثل الشعبي …
وعلى الفلسطينين تولى المسؤولية وقيادة النضال الوطني مع بقاء العمق العربي مسانداً وهذا ما تم تجسيده في مواد النظام الداخلي للحركة.
ثلة من داخل قيادة الحركة فكرت بالمستقبل وضرورة تطويرها وخلق جسم داخلي منظم يجسد منطلقاتها وغاياتها واهدافها الحقيقية بعيداََ عن بهلوانيات الزمرة المتنفذة فيها ونهجها المساوم المتردد الذي كان منذ البداية يحاول الجري وراء الانظمة واموالها لا سيما أنظمة النفط الخليجية….
وفي احدى الاجتماعات للجنة المركزية عام ١٩٦٩ وبعد ان ادرك القائد الشهيد كمال عدوان ما يفعله بني قدوة (عرفات) وجه له عبارته الشهيرة : ((أنت يهوذا حركة فتح)) .
فأسرها بني قدوة في نفسه، وتتالت الاحداث فكانت مجازر ايلول الاسود من نظام شرق الاردن تجاه المقاومة الفلسطينية، وما رافقها من تنازلات ومساومات وتراجعات ادت لمجزرة جرش واحراش دبين وعجلون التي اودت بحياة خيرة من القادة والكادر ومن بينهم الشهيد القائد ابو علي اياد.
وتنتقل المقاومة الى سورية ولبنان فيكرر بني قدوة(عرفات) ومجموعته ذات السلوك الاستعراضي، ويحاول بعض الاخوة اللبنانيين القادة نصيحته بعدم تكرار اخطاء حزب البعث في سورية والعراق بعسكرة الثورة ونسخ تجربة الاردن فيرد بني قدوة بتبجح : انا لست ميشيل عفلق….
ويلاحظ القادة كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار وعدد من اعضاء المجلس الثوري سلوك زمرة بني قدوة (عرفات) والدمار الذي سيوصل اليه الحركة في وقتها ويزيد تصميمهم على بناء التنظيم في قلب، الحركة.
ولكن التأٓمر الداخلي يستمر وما هي الا بضع سنوات حتى يقدم العدو الصهيوني باستهداف واضح للقادة الثلاثة في ليلة ٩/ ١٠/ ١٩٧٣ نيسان في مثل هذة الايام
في منطقة فردان بيروت الغربية مما ادى لاستشهاد كل من القادة كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار في منازلهم دون سواهم رغم ان بيوت اعضاء زمرة بني قدوة لا يبعدون كثيراً، وسرعان ما استغل الفراغ الكبير وتم حشو اللجنة المركزية بمزيد من المؤيدين لنهج بني قدوة وزمرته، وفي ذات الوقت بدأ بمطاردة المعارضين له في مختلف المستويات والمواقع الحركية بغية القضاء على حلم بناء التنظيم القادر على حماية حركة فتح وتطويرها من حركة هلامية غير متجانسة الى تنظيم حديدي يقود العمل الوطني الفلسطيني ويوجهه..
(يتبع)