1985| أكثر القادة الفلسطينيين إثارة للجدل.. أبو نضال: رفضت عروضًا كثيرة لقتل عرفات.. وأنا لا أتآمر عليه
في عددها الصادر بتاريخ 21 سبتمبر 1985، خصصت القبس مانشيت صفحتها الأولى لعناوين الحوار، التي جاءت بارزة مشوِّقة للقارئ، وكان أخطرها، ما جاء على لسان قائد «فتح» عن ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير : «لا أتآمر على عرفات.. ورفضت عروضاً كثيرة لقتله!»، ثم أفردت القبس تفاصيل الحوار بالكامل في صفحتها الحادية عشرة .
بدأ الحوار من الكويت، حيث اهتم الصقر بأن يعرف من البنا أسرار مواقفه المتعنتة منها، فجاء رد “أبو نضال” هادئًا واثقًا بأن هناك خلاف بالفعل، ولكنه ليس شخصياً مع الكويت لأنه لا شخص يختلف مع دولة أو مجتمع، إنما خلافه نابع من انحياز بعض الإخوة المسؤولين في الكويت لمجموعة أو فئة واحدة في تعاملهم مع الفلسطينيين، رغم الوجود الفلسطيني الكثيف في الكويت، والعلاقات التي توطدت بين الجانبين عبر الأربعين سنة الماضية، ما يفرض على المسؤولين الكويتيين إجادة التعامل مع الفلسطينيين في اجتهاداتهم الوطنية والقومية، وليس الانحياز إلى مجموعة أو فئة واحدة بعينها لها حق السيطرة على الفلسطينيين في الكويت .
وأوضح أنه رغم مالمسه من «منطقية» حديث الكويت عن القضية الفلسطينية، التي تتوازى مع مايؤمن به هو شخصيًّا، فإنه فوجئ باتجاه كويتي صريح لمعارضة أي اتجاه يخرج بالتحديد عن اتجاه عرفات، الذي اعتبره “أبو نضال” أنه هو الذي خرج عن خط الأمة العربية بما فيها الكويت، ومستقبلها، مبديًّا استغرابه من أن الأمر تطور لشكل عملي، بعد أن كان نظريًّا، لدرجة أن أدراج مكاتب دوائر الأمن والشرطة والمباحث والمخابرات الكويتية امتلأت بملفات حركة “فتح” لهذا السبب ، مطالبًا بالمساواة في النظرة والحقوق بينه وبين عرفات .
وفيما يلي نص الحوار :
لقاء مثير بين رئيس تحرير القبس مع أكثر القادة الفلسطينيين إثارة للجدل
أبو نضال لـ القبس: الكويت تتحدث منطقيًّا عن القضية.. وأشعر للحظات بأن المتحدث.. «أبو نضال»
* لا أتآمر على عرفات.. ورفضت عروضاً كثيرة لقتله
* مستعد لحضور مؤتمر عام لحركة فتح بشروط
* لا يمكن أن ألتقي أبو إياد
* حبش خرج كثيرًا عن خطه الطبيعي
* أبو اللطف.. «الجواب مؤجل»
* حواتمة.. قطار أميركي يحمل علمًا أحمر!
لقاء مثير لرئيس التحرير مع أكثر القادة الفلسطينيين إثارة للجدل
أبو نضال لـ القبس: كشف عملياتنا طويل وعريض ومسؤولون عن أحداث كثيرة وكبيرة في بروكسل ومدريد وروما وألمانيا أخيرًا
* أعطوني 400 مليون دولار وأنا مستعد لتغيير الشرق الأوسط خلال 5 سنوات
* مستعد لحضور مؤتمر عام لحركة فتح بشروط
* لا أتآمر على عرفات.. ورفضت عروضاً كثيرة لقتله
* لا يمكن أن ألتقي أبو إياد إطلاقًا
* حبش خرج كثيرًا عن خطه الطبيعي
* أبو اللطف.. «الجواب مؤجل»
* حواتمة.. قطار أميركي يحمل علمًا أحمر!
* لماذا تنحاز الكويت إلى طرف فلسطيني دون آخر؟
* الكويت تتحدث بشكل منطقي عن القضية وأشعر في بعض اللحظات بأن المتحدث “أبو نضال”
* اقترحت على الكويت تقسيم ضريبة الـ%5 على كل الفصائل الفلسطينية
كتب – محمد جاسم الصقر :
هذا اللقاء المثير مع الرجل الذي اشتهر بالتخطيط الدقيق لعملياته السرية.. جاء وليد الصدفة ومن دون أي تخطيط على الإطلاق.
فلم يكن يخطر على بالنا، ونحن في العاصمة الليبية التي وصلناها يوم الأحد الماضي لإجراء حديث صحافي مع العقيد معمر القذافي، أن نقابل أكثر القادة الفلسطينيين إثارة للجدل، وأشهر رجال العنف السياسي في التاريخ المعاصر «أبو نضال» الذي ارتبط اسمه بقائمة طويلة من العمليات على مسرح الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب شرقي آسيا.
كل شيء جري بالصدفة ..
في الفندق الكبير المطل على ميناء طرابلس، التقينا بعثة صحافية لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، وخلال وقوفنا مع أحد أعضاء البعثة وصل إلى بهو الفندق شاب طويل القامة، وسيم الطلعة، وقف يتحدث قليلاً مع أعضاء البعثة الألمانية، وجرى تعارف سريع بيننا، وعندما قدمت له نفسي: رئيس تحرير القبس، شد على يدي قائلاً: هذه فرصة سعيدة فعلاً.. فنحن نحترم الخط الوطني والقومي لهذه الجريدة الواسعة الانتشار.. بل إن مقالاتك الأخيرة عن القضية الفلسطينية نشرناها في مجلة «فلسطين الثورة» التي تصدرها فتح «المجلس الثوري».
وسألناه: ما أخبار «أبو نضال».. وهل صحيح أنه توفي كما ذكرت الصحف ووكالات الأنباء؟
فضحك الرجل الطويل والوسيم، وقال: إنه هنا.. وفي مكان غير بعيد وما أن أنهى الرجل تلك العبارة، حتى تحركت فينا الغريزة الصحافية، وطرحنا فكرة ترتيب لقاء صحافي معه، وخلال ساعات لأننا سنعود إلى الكويت في المساء.
ووعد الرجل خيرًا، وقال إنه سيعرض الفكرة على «أبو نضال» ثم يتصل بنا من جديد.. وبعد منتصف الليل بقليل، جرى الاتصال، وبعد دقائق وصلت السيارة إلى باب الفندق وانطلقت بنا في شوارع العاصمة الليبية التي يلفها الصمت والهدوء وتشعشع فوق معظم مبانيها الأضواء وترفرف عليها اللافتات والأعلام ابتهاجاً بذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر.
وأمام فيلا قديمة، تقع في زاوية بين شارعين هادئين ومظلمين في إحدى الضواحي السكنية، توقفت السيارة عند مدخل الفيلا، وترجلنا منها إلى الداخل، وجلسنا في غرفة بالطابق الأرضي، ثم صعدنا إلى الطابق الأول، وانتظرنا قليلاً في إحدى الغرف، وكان الصمت يخيم على كل شيء، ثم بدأنا نسمع وقع خطوات مقبلة نحونا، وظهر «أبو نضال» وخلفه مجموعة من الرجال، وتم التعارف خلال المصافحة، ودعانا «أبو نضال» إلى غرفة في الجناح الآخر من الفيلا، حيث وضعت المقاعد بشكل دائري حول طاولة خالية إلا من بعض منافض السجائر.. وحضر الجلسة اثنان من كبار المسؤولين الليبيين، ومساعد «أبو نضال» ثم بدأ الحديث.
وفور تشغيل جهاز التسجيل، تدفق صوت «أبو نضال» بنبرة عميقة وحادة.. ساخراً من شائعات موته التي تناقلتها أجهزة الإعلام العربية والدولية، قائلاً إن أحد المسؤولين العرب البارزين هو الذي اخترع خبر وفاته ودفنه.
وفي اللحظة التي قال فيها «أبو نضال» إنه سيظل ذلك الرجل القومي المخلص لقضيته، الذي لن يسمح لأحد بالاتصال بالعدو الصهيوني تحت أي ظروف.. تكهرب الجو فجأة وبدأ البرق والرعد في تمزيق سكون الليل، وانهمر المطر غزيراً في الخارج، وخيم على الغرفة جو من الرهبة، بينما كان «أبو نضال» ما زال متدفقاً في الحديث وصدى صوته الحادي يختلط مع طرقات حبات المطر على زجاج النافذة من خلفه.
لقد أجاب «أبو نضال» على كل الأسئلة التي طرحتها القبس فيما عدا سؤال واحد طلب عدم تسجيل الإجابة عليه، لكن فقرات كثيرة من حديثه كانت أكبر من قدرتنا على النشر، وقد لفتنا نظره إلى ذلك، فابتسم قائلاً: أنا أقدر ظروفكم وأترك لكم حرية التصرُّف في نشر الحديث.
وبالفعل.. وبعد مراجعة دقيقة للحديث المُسجل على الشريط، رأينا أنه لا بد من حذف فقرات كاملة منه، لاعتبارات كثيرة، ولعل ما ننشره الآن، رغم ما يحتويه من معلومات ومواقف مثيرة، لا يزيد في الواقع عن نصف الحديث المسجل على وجهين من الشريط..
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
نختلف في طريقة التعامل معنا
* الأخ أبو نضال.. الكويت دولة عربية لها مواقف قومية مشرفة.. ومع ذلك نلاحظ أنكم تتخذون بعض المواقف غير الودية من الكويت؟
– الخلاف ليس شخصياً مع الكويت لأنه لا شخص يختلف مع دولة أو مجتمع. الخلاف مع طريقة فهم بعض الإخوة المسؤولين في الكويت لتعاملهم مع الفلسطينيين وتجاه العرب، وإنني كعربي فلسطيني أنطلق من كوني فلسطينياً، نحن كشعب لنا تواجد كبير في الكويت وتربطنا علاقات توطدت عبر الأربعين سنة الماضية، وكان ذلك يفرض خطاً في الكويت يستطيع أن يعرف كيف يتعامل مع الفلسطينيين في اجتهاداتهم الوطنية والقومية، وليس الانحياز إلى مجموعة أو فئة واحدة لها حق السيطرة على الفلسطينيين في الكويت من دون أي اعتبار لخط أو اجتهاد فلسطيني آخر، أنا أنتمي إلى تنظيم يزعم أنه عربي قومي اشتراكي. وبالتالي لستُ فلسطينياً فقط، لمسنا منذ البداية أن هناك خطاً معارضاً لأي اتجاه يخرج بالتحديد عن اتجاه عرفات، ونحن خرجنا عن خط عرفات الذي اعتبرناه خروجاً على خط الأمة العربية بما فيها الكويت ومستقبلها، لمسنا أن هناك تعارضاً نظرياً تحول إلى تعارض عملي، أصبحت هناك ملفات في دوائر الأمن والشرطة والمباحث والمخابرات، والحمد لله تنظيمنا يحظى بأكبر مساحة من هذه الملفات، طرقنا أبواباً كثيرة وأعتقد أن بعض المسؤولين عندما يقرأون ما أقول ستكون الأمور واضحة، يعني لا حاجة إلى الالتواء أو الشطارة، ولسنا في حاجة إلى هذا الأسلوب. الكويت من مصلحتها أن تقيم علاقة واضحة مع الفلسطينيين مبنية على توازن واضح، أما أن تغلب مصلحة فئة سيطرت بحكم عوامل إقليمية وعربية على تصورات الشعب الفلسطيني، فمن حقنا أن ننضال ضد هذا الاتجاه. وسمعنا كلاماً كثيراً حول القتلة والمجرمين والمبتزين إلى آخره. هذه هي المشكلة، ولا مشكلة غيرها.
البعض يعتقد أننا نريد أموالاً من الكويت، نحن لا نريد مالاً من الكويت، فهناك فلسطينيون في الكويت بحدود 300 ألف وهؤلاء يدفعون %5 من دخلهم الشهري إجبارياً ضريبة للحكومة الكويتية، وهناك قرار أن تكون تلك الضريبة لمنظمة التحرير، الآن عملياً وكما تقر الكويت بكل صحفها، كل قرارات الجامعة العربية سقطت بما فيها قرار ضريبة الـ%5 على الفلسطينيين.. نحن اقترحنا على الكويت أن تقسم بالعدل هذا المبلغ على كل الفصائل الفلسطينية بما فيها الفرق التي نختلف معها وتقاتلنا بالسلاح، لأنه ما دامت الأمور بهذا الشكل فهو حق لنا كما هو حق للآخرين. أما أن يجوز لقيادة عرفات ولا يجوز لأبو نضال فلا أدري ما الفارق، فإذا كان عرفات مدعوماً من قوى عظمى فهي لا تقرر مصير الفلسطينيين اطلاقاً مع احترامنا للصديق فيها، ولكن لا يتقرر مصيرنا بقرار من دولة عظمى. هذه هي مشكلتنا بأمانة، سعينا بكل السبل وطرق الحوار ووجدنا الرفض والصدود، ونحن لا نبتز الكويت ولم ندخل في سوق المناخ ولا تاجرنا فيه ولا سمسرنا على أحد إطلاقاً.
لا ننكر الوجه المشرق للكويت
* أنا لستُ حكومياً بل شخص عادي وفي الوقت نفسه أرى أشياء كثيرة، وباعتقادي أن الكويت لها وجه مشرق تجاه القضية الفلسطينية، وبدا ذلك بوضوح خلال قمة الدار البيضاء. والكويت بدأت تنفتح على فصائل المقاومة واستقبلت الكويت جورج حبش وهناك اتصال مع العديد من فصائل المقاومة، وقد يكون جرى اتصال معك، وعلى الصعيد الشعبي هناك مواقف برلمانية شجاعة والصحافة الكويتية عموماً مواقفها جيدة. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تعتقد أنه بالسلاح والقوة يمكن أن يكون هناك مردود؟ وإذا كانت عندك قضية عادلة فهناك طرق كثيرة للتفاهم حولها.. ثم ألا تعتقد أن مواقف الكويت تجاه الفلسطينيين أفضل من غيرها؟
– نحن لم نقل إن الكويت ليس لها وجه مشرق، ونحن بصراحة نميز بين الكويت السلطة والكويت الجماهير، قد نختلف في هذا، لكن هذا موضوع آخر، نحن لا نشعر أن هناك فارقاً بيننا وبين جماهير الكويت ونعتبر الكثيرين من شباب الكويت يمثلون وجهاً مشرقاً ونحن لسنا بعيدين عنهم، وهذا كلام للنشر فهناك مئات من شباب الكويت يعرفون من هو أبو نضال والتنظيم الذي ينتمي إليه ويقدمون شيئاً من قوت يومهم لهذا التنظيم، وهذا أيضاً يدفعنا إلى التساؤل حول هذا التنظيم من دون التنظيمات الأخرى كيف يعيش ويخوض تلك الصراعات، لا شك أن الكويت أيضاً لها تمايزها في جوانب معينة وأنا لا أقارنها اطلاقاً بغيرها، والمسألة أيضاً لها جوانبها السلبية، ونحن نفهم في مجتمع ليبرالي ماذا تعني حرية الصحافة ونقدر هذا، فمن هذا المنطلق لم يكن هناك موقف سلبي أو عدائي تجاه الكويت، وربما كان هذا الموقف قد صنعه بعض المستشارين ذوي الارتباط بجهات أخرى الذين أخفوا المعلومات وأرادوا أن يخلقوا أجواء معينة داخل نطاق السلطة في الكويت، وهؤلاء المستشارون لم أعينهم في الكويت ولا أعرفهم لكنني أعرف أنهم يتلقون معلومات من تنظيمات متعددة لكنهم أخفوا تلك المعلومات أو استثمروها لمصالح أخرى.
مشاكلنا مع الكويت
المسألة الأخرى يا أخ محمد، أنا أقبل أن تكون محامياً عادلاً لكلا الطرفين، ادخل إلى السجون الآن وانظر إلى المعتقلين، أنا أفهم في الكويت أن يتعرض المتهم للتعذيب قبل التحقيق لأننا كلنا نعيش في مجتمع متخلف، في الكويت همج ونحن همج أكثر منهم، لكن لا أفهم أنه بعد أن يصدر الحكم بالسجن أن يعذب المتهم يومياً، ولم أسمع عنها في أي بلد في العالم رغم أن واحداً في مثل وضعي يهمه متابعة هذه المسألة بحكم الظروف التي نعيشها.. وأنا أقول للسلطات الكويتية إن هذا يجب ألا يحدث ولا يجوز، ولما يقف واحد في مجلس الوزراء ويتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي ويقول إنه كلف العدو ثلاثة مليارات ونصف المليار لاجتياز لبنان، فأنا أريد أن أسأل كم دفعت الكويت لمقاومة هذا الاحتلال؟ عندما تتحدث الكويت عن القضية الفلسطينية فهي تتحدث فعلاً بشكل منطقي جداً، وأشعر في بعض اللحظات أن الذي يتحدث فيها هو أبو نضال، لكن ليس هذا هو الصحيح، فإذا أردنا أن نقارن مشاكل الحرب، فأنا أستغرب أحياناً لماذا تندفع الكويت في هذا الجانب. يعني أنا قبل أيام بعثت لهم أقول أنا أنصحكم بالتوقف عن هذه الموجة العصبية التي فقدتم معها أعصابكم وهذه التصريحات الاستفزازية تجاه إيران وغيرها؛ لأن ذلك ليس من مصلحة الكويت وأنا أدرك هذا، أنت إذا قابلت صدام حسين، وأنا أحملك أمانة أن تسأل صدام من هو الرجل العربي غير الرسمي الذي وقف في وجهه في هذا الوطن العربي؟ إذا لم يقل لك أبو نضال تستطيع أن تبصق عليّ وأنت في الكويت وأنا أقبلها برحابة صدر. وهذا صدام أمامك، أنا عارضت الحرب ووقفت ضدها داخل حزب البعث في العراق، وأنا أقول الآن إنني أحترم الخميني لأنه قائد مثابر وأختلف معه على 4 نقاط من 7، برنامج ثورته أختلف معه في أربع نقاط خصوصاً نظرته للوطن العربي والأمة العربية، أنا رجل قومي قضيت حياتي قومياً وسوف أنتهي قومياً، ولا أريد من الأمة العربية أن تضع وردة على قبري.. أما أن يقال إن هؤلاء عملاء النظام السوري أو عملاء النظام الإيراني، وموجات أخرى.. فأنت لا ترى ذلك ولكن أنا أرى، وقد اتصلت بنفسي وبصوتي وهو مسجل عندهم، إذن عليهم أن يعيدوا النظر بهذه القضية، وإن لم يفعلوا ذلك فأنا مستعد للقول إن قيادة منظمة التحرير وكل من يمت لها بصلة داخل الكويت وليس خارجها ستقبر.
* لم أسمع الكلمة جيداً؟
– تقبر.. قيادة عرفات داخل الكويت وليس خارجها، ونحن قادرون وهذا ليس تهديداً.. فماذا يعني وجود عرفات في الكويت بهذه الطبيعة.. من اختار عرفات؟ الجامعة العربية.. أين هي الجامعة العربية.. لتتفضل وتحل إشكالاً بين قطرين عربيين، فهل هناك فقط الضريبة الخاصة بمنطقة التحرير وقرارات مؤتمر فاس؟ من هو المعترف بمقررات فاس؟ وأنا أتحدث برؤية عربية خطأ أم صح فهذا اجتهادي ورأيي، وليتفضل الإخوان المسؤولون في الكويت ليقولوا لنا أين هو الصح وأين هو الخطأ، فالذين يريدونهم هم الذين على صواب، والذين لا يريدونهم فهم على خطأ. أعطني مثلاً أن هناك تعرضاً لمواطن كويتي.. ضابط كويتي أُصيب.. لقد قلنا مراراً ورجوناه ألا يعذب الناس، الكويت بلدهم وليعملوا فيها ما يشاؤون لكن بشرط ألا يمسوا الآخرين. أنا لا يمكن أن أعتدي على أي فريق كويتي إلا إذا أصرّ على التدخل.. أنا لا أقبل ولا يجوز أن أقبل وضعاً كهذا. الكويت احتضنت كل الجواسيس الفلسطينيين الذين جاؤوا من الخارج ومن لبنان، ولم تقبل أن تحتضن السلطة غير هؤلاء من أمثال أبو الزعيم وهاني الحسن.. نحن لسنا شيوعيين ماركسيين، وإذا كانت الكويت عربية فنحن عرب أيضاً ولنا حقوقنا، وليتفضلوا ويقولوا لنا ما هو الخلاف، فإذا كانوا يخافون من بريطانيا، فلم يعد هناك في العالم من يخاف منها.. خائفون من الأميركيين.. أنا أعطيك معلومات لا تعرفها عن النشاطات الأميركية في الكويت، إذن من يرد الحفاظ على الكويت فعليه أن يتعامل مع الوطنيين، وإلا لماذا هناك برلمان يقول فيه أحد الوطنيين كلاماً جيداً، إذن هذا سوف يدفع حياته ثمناً لأنه يقول كلاماً جيداً في الكويت، عندما حصل خلاف مع الأردن، لجأ الأردن إلى الابتزاز.
نحن لا نعترض على أي شخص في الكويت، ولكن ألا يضع يده مع العدو الصهيوني.. كلا لن نسمح له إطلاقاً، يطلقون علينا إرهابيين ومجرمين كما يريدون، وهل تحمّل شخص في العالم العربي شتائم في السنوات العشر الأخيرة كما تحمّلت أنا؟ إذا أردت أن تحفظ كل الشتائم باللغة العربية فما عليك إلا أن تأتي بملف أبو نضال لتعرف ما لا تعرفه في اللغة العربية.. اثنان تعرضا للشتائم في التاريخ العربي.. واحد اسمه أبو نضال والثاني نقيضه واسمه معاوية.
يجب أن تنظر إلى الكويت من خلال الصورتين: صورة النظام أو المسؤولين أو المستشارين وصورة النقيض، متى قمنا بعمل واحد في الكويت لمصلحة العراق؟ أنت تذكر البناية التي أُحرقت (بناية الغاز) التي اتهمونا فيها. وهذا (……) وأنا أقبل شهادته، فنحن لا يمكن أن نمد يدنا في عملية قذرة، وهذا صدام حسين واسأله، وأنا مستعد للذهاب إلى العراق ولو كلفني ذلك حياتي وليتفضل صدام ويتحدث، إذا كان هناك عمل جرى لمصلحة العراق من قبل تنظيمنا.. يمكن أن تكون قد تقاطعت بعض المسائل من خلال ظروف معينة نتيجة صراعنا مع قيادة المنظمة وحصلت عمليات ضرب متبادل وقيل إن تلك كانت حرباً عراقية مع المنظمة. نحن نقبل أن نظل متهمين إلى أن تظهر براءتنا.. وليعرف الناس من هو أبو نضال وهل نحن ننتمي إلى الموساد أو الـ«كي.جي.بي» أو الـ«سي.اي.اي» والـ«بي.إم.دي»…إلخ.
لن نكشف الأوراق
* الأخ أبو نضال.. يمكن أن نأخذ جانباً آخر من الموضوع.. لماذا يكون مطلوباً من الكويت بالذات ألا يكون تعاملها مع منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني؟ وفي الكويت أكبر جالية فلسطينية ولها معاناة معيشية يومية ومكتب لمنظمة التحرير معترف به رسمياً من قبل الكويت يساعد آلاف الفلسطينيين في الكويت في متطلباتهم اليومية من الخدمات.. فهل المطلوب من الكويت أكثر من غيرها من الدول العربية أن تقدم للفلسطينيين ما يحتاجون من خدمات ومتطلبات؟
– إن ما تطرحه سليم من الناحية النظرية.. لكن أنا أيضاً عضو في منظمة التحرير الفلسطينية لأنني من أبوين فلسطينيين، وكنت عضواً سابقاً في قيادة عرفات، والآن مثلاً في الكويت لا عضو في قيادة عرفات باستثناء سليم الزعنون، لكن هناك عشرات القادة الذين لا علاقة لهم بمنظمة التحرير في الكويت ولهم بيوت وأجهزة وسيارات مصفحة.. إلخ.
الآن لا منظمة تحرير عملياً.. نظرياً نعم، الأموال لا تسخر في خدمة الجماهير الفلسطينية وتقديم خدمات لها.. تفضل معنا إلى مخيمات لبنان وانظر ما الخدمات التي تقدمها لهم منظمة التحرير؟ هناك من يصعِّد المسألة.. نحن تنظيم سري حتى الآن، ونشبه القرامطة في العهد العباسي وعلى كل الوجوه نضطر إلى القتال، وبالتالي فإن كل عملنا سري وليس من مصلحتنا أن نكشف الأوراق بيننا وبين السلطة في الكويت؛ لأن ذلك ليس من مصلحتها هي أيضاً، أما أن يتصور واحد يعيش في الكويت ويقضي من (….) أنه يستطيع أن يلوي ذراعنا في الكويت.. فلا.. لا يستطيع.. لأنه لا حاكم قوياً مثل صدام حسين في العالم العربي ومع ذلك والله لم يستطع أن يلوي هذا الإصبع، وأقولها بشجاعة وأتركها للشهود ومنهم محمود عباس الذي شهد مرة في بغداد مقدار الجرأة الأدبية التي كنت أتعامل بها مع صدام حسين، الكويت بلد عربي فنحن عرب ولنا حقوق عندها.. عرفات لديه 131 جواز سفر صادراً من الكويت ومنها جوازات سفر دبلوماسية، وليس من حق الكويت أن تقول فلان يدخل وفلان لا يدخل، أقصد كويت السلطة، لأنك لو تعرف أن هناك شركة لأبو نضال في الكويت، فماذا يحدث لها؟ بعد 24 ساعة تقفل الشركة ويعتقل كل من فيها ويبدأ التحقيق معهم، ولو قلت لك إن خالد الحسن عنده رأسمال أكثر من أي عائلة كويتية أخرى والمشاريع والفيلات والشركات الفلانية، فماذا يعني ذلك؟!
الكشف طويل وعريض
* أبو نضال.. الحكومة لو سئلت عن ذلك ستقول إن «أبو نضال» مسؤول عن قضايا أمنية في السابق لكن «أبو السعيد» لم يفعل شيئاً من الناحية الأمنية.. أنت اسمك مرتبط بهذه الأمور..
– تاريخياً.. ليس في الكويت فقط.
* التفجيرات الأخيرة في الكويت هل كان لك دخل بها؟
– والله تستطيع أن تسأل صباح الأحمد.
* والأحداث الأخيرة في ألمانيا؟
– كلها نحن مسؤولون عنها.. نعم وفي بروكسل ومدريد، وروما، ماذا تريد الكشف طويل وعريض؟
* في الساحة اللبنانية أكبر تجمع فلسطيني يتعرض للذبح في لبنان، والمخيمات تحت القصف والأطفال والنساء الفلسطينيين يتعرضون للموت، وهذا أقسى بكثير من قضية التعامل مع سلطة أو إصدار جواز سفر، فأين هو موقعكم مما يدور على الساحة اللبنانية؟
– أعتقد أنه في الدفاع عن المخيمات لنا دور كبير، ونحن مطلوبون كتنظيم، وحتى الأنظمة الوطنية لا تستطيع أن تبلعنا.. فليس من السهل بلعنا.. في لبنان قوى فاشية مهيمنة على حركة أمل، وهناك من يرى أن الحل في لبنان مرتبط بتصفية الوجود الفلسطيني.
عرفات وخلف وراء حركة أمل
* ولكن حجم «أمل» وتسليمها وتضخيم دورها مرتبط بدمشق؟
– أنا أقول إنني لا أستطيع أن أنكر دور دمشق لكني أقول إن الخزينة العربية هي التي بنت «أمل» لأن «أمل» بنيت في حضن ياسر عرفات وصلاح خلاف. نحن في «فتح» كنا نريد نهضة إخواننا الشيعة وخلق مناخات متطورة تجاههم ولم يكن في ذهننا أن يحدث ما حدث، لكن هذا يجب أن تسأل عنه عرفات. بالنسبة للإخوان السوريين فهم لديهم اجتهاداتهم وكم نختلف معهم أو نلتقي معهم فهذه مسألة أخرى.
تغيير الشرق الأوسط!
* طيب حسب معلوماتك، هل يرسل عرفات تعزيزات عبر البحر إلى المخيمات في الجنوب.. وهل أرسل في حرب صبرا وشاتيلا 400 مليون دولار؟
– في حرب صبرا وشاتيلا. صرف 400 مليون دولار؟ طيب أعطني 400 مليون دولار وأعطني 5 سنوات، فإذا لم أغير الشرق الأوسط.. لا تعدمني بل ضعني عبرة للتاريخ.. على كل حال لم يصرف عرفات إلا بضعة ملايين ولم يصرفها من أجل صبرا وشاتيلا بل صرفها على المشبوهين في حركة أمل كانوا يدخلون له السلاح عن طريق مطار بيروت.
خلال 15 يوماً سلم عرفات 6 بواخر للإسرائيليين فماذا يعني ذلك؟ إذا كان عرفات مخلصاً فهل كان مخلصاً بالنسبة لما يحدث في المخيمات؟
– أنا لا أتآمر على عرفات، ولقد رفضت مئات العروض لكي أتآمر عليه لكني رفضت، وأنا أقاتله بالقوة الذاتية، وقد لويت رقبته بالقوة الذاتية، وعندما تسمع بتصفية عرفات ستقول إن هناك شخصاً واحداً كان عضواً في قيادة منظمة التحرير كان له دور في تصفية عرفات، وإلا فإنهم الآن يطاردون عرفات لكنهم لا يستطيعون أن ينالوا منه.. عندما نشتغل ضد عرفات فسوف تختلف الأمور ساعتها، لا الكويت ولا السعودية ولا الولايات المتحدة، ولا أي دولة تقدر على حمايته، هل صار عرفات بطلاً قومياً بعد أن اختلف مع الإخوة السوريين؟ أبداً.. عرفات هو الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، وأسهم بتدمير لبنان ومزق قوى الثورة في العالم العربي، وهو الذي جعل الحركة الوطنية والقومية في الكويت تتراجع وتتفتت، هو الذي خرب كل شيء في هذه المنطقة، والمدرسة التي استحدثها ياسر عرفات لم تكون موجودة أبداً، عبدالناصر بكل جبروته وما تكره من سلبيات وإيجابيات لم يترك أي جانب سلبي من مدرسة ياسر عرفات، هذا الوضع يجب أن يكون واضحاً.
* كيف علاقاتك الآن مع العراق؟
– (………).
* في الأرض المحتلة حركة مقاومة مؤثرة بالسكاكين والحجارة، فما دوركم في الداخل؟
– نحن التنظيم الوحيد الذي يُعدَم أعضاؤه داخل الكيان الصهيوني، ونحن الذين سمحوا لنا بأسير واحد فقط من الأسرى الذين خرجوا، وكان عندنا 48 أسيراً، نحن الآن ما إمكاناتنا؟ نحن نقوم الآن بحرب عالمية ثالثة في المنطقة، ننقل السلاح إلى مصر ونقاتل عند نميري، وفي أوروبا فكيف نقوم بكل ذلك؟
منظمة «ثوار مصر»
* هل تعتقد أن قتل الدبلوماسي الإسرائيلي في مصر هو بداية لتصفية كل الذين يتعاملون مع إسرائيل تحت شعار التطبيع والعلاقات الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل؟
– أنا معلوماتي أن هناك في مصر منظمة حقيقية من مجموعة من الشباب والجنود المثقفين والموظفين وغيرهم وهي منظمة «ثوار مصر».. حقيقة وليس للتمويه، وهؤلاء هدفهم أبعد من ذلك، فهم يريدون تصفية نتائج وبروتكول كامب ديفد من القلب العربي. هذا هو تفكيرهم ومنهجهم، ونحن معهم بكل ما نملك بما في ذلك أرواحنا.
* معهم سياسيًّا أم معهم في علاقة حقيقية؟
– معهم في كل شيء سياسياً وجسدياً.. وفي كل شيء.
* هل تعتقد أن العالم العربي الآن في حالة تسمح باندلاع ثورة شعبية ضد الأنظمة القائمة؟
– لم يعد في العالم العربي شيء يستحق أن نكون حريصين عليه، فإذا كان الإنسان وهو رأسمال هذا الوطن العربي لم تعد له قيمة اطلاقاً، فما الذي يبقى له قيمة في حياتنا؟
الرصاصة الأولى
* أبو نضال.. من الواضح أن هناك خلافًا جذريًّا مع أبو عمار.. ونحن نعرف ذلك.
– أنا أختلف معه في السلوك الأخلاقي أولاً.. لأنني رجل أمارس حياتي الطبيعية.
* هذا يجرنا إلى سؤال آخر.. هل القيادات الفلسطينية التي تعمل مع عرفات كلها عليها «فيتو»؟ مثلاً أبو إياد.. هل يمكن الالتقاء معه؟
– إطلاقاً.. لا.
* أبو اللطف؟
– الجواب مؤجل.
* طيب جورج حبش.. نايف حواتمة؟
– والله يا أخ محمد هذا السؤال صعب..
* إذن ما موقفك من الحركة الأخيرة التي قادها أبو موسى؟
– الحركة الأخيرة.. حتى الصحافة الكويتية لم تأخذ بجذورها، إنما أخذت عنها بعض الأحاديث، أما الانتفاضة فكانت محصلة لمجموعة صراعات داخلية وعربية وفلسطينية ووصلت إلى ما وصلت إليه، وفي البداية نحن كنا في موقف موحد مع الانتفاضة، لكن وجدنا أنفسنا بعيدين، والرصاصة الأولى في الانتفاضة كانت من رفاقنا، فقبل الانتفاضة بخمسة أيام قطع عرفات خمسة رفاق بالبلطة، وهذا المشهد مسجل على الفيديو لدى بعض القادة العرب، وهذا عجّل بالانتفاضة.
* قطعوا رفاقكم؟
– نعم قطعوهم بالبلطات، ومنهم ثلاثة مهندسين، في منطقة البقاع.. يعني حتى الرئيس الأسد لم يصدق ما حصل إلا بعد ما اطلع على حقيقة الحادث.. لقد قطعوا أجسادهم وتركوهم في الشارع وأبقيناهم أياماً عدة، حيث كان يراهم الناس، ولم تكن لدينا ردة فعل عصبية أو حمقاء.. ولما حصلت الانتفاضة وضعنا كل امكاناتنا معها، ومن ثم تكونت قيادة الانتفاضة من الأخ أبو صالح وأبو موسى وأبو خالد العملة وقدري.. إلخ.. ثم وقعت خلافات وخرج الأخ أبو صالح ومن ثم الأخ قدري، وبدأنا مفاوضات هنا في طرابلس مع أبو عمار لإعادة وحدة الصف، وفي اللحظة التي اتفقنا فيها على ذلك، أعلنت «جبهة الإنقاذ» والآن كل فريق يعمل لوحده.
بالنسبة للأخ جورج حبش، فأنا أعتبره شاباً عربياً طموحاً وكنت أقدره لأنه كان شاباً عربياً فلسطينياً ثم أصبح قائداً عربياً كبيراً، ولأنه رجل مسيحي، وأنا أهتم بالتاريخ ويهمني أن يطلع قادة عرب من المسيحيين المقاتلين الأشداء والمثابرين ويميزون بين التكتيك وبين الاستراتيجية، ويتصدوا «للفاتيكان» السياسي الذي يشتغل بنا ليل نهار، فالمسيحية هي اختراع عربي فلسطيني وبالتالي نحن أفضل من يفهمه، ونأمل أن يعود الدكتور جورج إلى أصوله وإلى خطه وطبعاً سنكون جنوداً.. ولكن في الوضع الراهن.
القادة المحترمون!
* يعني هل تعتقد أن حبش خرج عن خطه؟
– خرج كثيراً.. طبعاً، وبالنسبة له فنحن بانتظار أن يعود إلى خطه الطبيعي.. أما بالنسبة لغيره مثل الأخ نايف حواتمة فهو باختصار قطار أميركي يحمل علماً أحمر.. وتستطيع أن تنشر ذلك بالنص فهذا هو تقييمنا له، أما الآن في المخيمات فقد توحدت قوتنا جميعاً للدفاع عنها، ويمكن القول إن هذه الوحدة تمت لعدم توافر أحد من هؤلاء القادة المحترمين في لبنان.. وبالنسبة لبقية المنظمات.. فهناك علاقة تربطنا بالأخ أحمد جبريل، وتعاون مشترك بيننا، و…
* بالنسبة إلى «فتح» وهي المنظمة التي نشأت فيها.. فهل أنت مستعد للعودة إليها؟
– أنا واثق، ومستعد لحضور مؤتمر عام جديد لفتح يشكل من لجنة تحضيرية من خمسة أعضاء ويتم الاتفاق على تسميتهم.. وأنا حاضر.
* هل لديك اسماؤهم؟
– الآن تريدني أن أطرح الأسماء.. فقد يصبح ذلك مشروعاً تتحدث عنه الصحف..
* أبو نضال.. باختصار كيف تحدد استراتيجية المجلس الثوري لفتح، وفلسفتها في العمل الفلسطيني؟
– برنامجنا هو برنامج حركة فتح الأساسي.. ولا شيء آخر باستثناء ما يطرأ من تطور فني وليس سياسياً أو من حيث المبدأ، فالمبادئ ثابتة ولا يجوز المساس بها ونبدأ في تطوير التنظيم. ولكنهم غيروا في المبادئ وحينما نقول إن فلسطين عربية فهذا مبدأ لا مساس به، والتحرير من البحر إلى النهر هذا مبدأ، ومن ثم الوسيلة، فإذا كانت هناك وسائل نتحاور حولها لكن المبادئ ثابتة، وحينما نقول إن الكويت بلد عربي مستقل يحده شمالاً كذا وجنوباً كذا.. إلخ.. نكون قد سجلنا موقفاً مبدئياً وأي دولة تعترف بالكويت تعترف بها ضمن هذا المبدأ وهذه المقاييس، أنتم ترون أبو نضال والمجلس الثوري اختراعاً جديداً.. أبداً، فأنا كنت أحضر إلى الكويت ويدعونني في بيوتهم ويحاورونني بالمنطق، فما الذي تغير؟ نحن لسنا مستعدون أن نبدأ في حركة ثورية ثم ننتهي كخدم عند الأميركيين، طيب ليتفضلوا.. ولنرَ متى سوف ينجحون في هذا الحل؟ والأخ محمد شاب وسوف يعيش أكثر مني، وفي عام 2000 أو أكثر سيقول الأخ محمد إنه كان هناك رجل يدعى أبو نضال وهو من القرامطة العرب الذي كان خارجاً على القانون ومطارداً في كل مكان وأحياناً يقبله الليبيون بضعة أيام وأحياناً تقبله الجهة الفلانية، إنه قال هذا الكلام، وسنجد الأخ محمد إنه سيكتب سنة 2035 افتتاحية القبس ويقول إننا قبل 35 سنة كنا نتحدث عن الموضوع الفلاني وما زلنا ننتظر الحل.. ليس هناك شيء اسمه حل، هناك هدنة مؤقتة، لتحقيق مكاسب من قبل الإمبريالية والمصالح الدولية.. فما استراتيجيتنا؟ هذه هي: ليس هناك تسوية بل قتال وأمة ستظل تتناحر، وتظل عندنا حرب أهلية.. ثم لماذا نريد عودة مصر مثلاً؟ فهل نريد مصر لكي تحقق لنا التسوية أم نريد مصر لتساعدنا في القتال؟ فإذا أردنا مصر للتسوية فلن تفيد.. فها هي ولن تضيف أو تقدم وتؤخر شيئاً على التسوية.
* الأخ أبو نضال : نحن سعداء بهذه الجلسة التي جرى ترتيبها بالصدفة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد.
– شكراً..
* على كل حال فرصة سعيدة ونشكر لك هذا اللقاء.
– فرصة سعيدة لنا، والحقيقة أنا الذي سعيت أيضًا على هذا اللقاء.. عندما علمت بأنك هنا.. ونحن نحترم جريدة القبس وخطها السياسي الواعي.
الرجل و”الأهداف” !
* الاسم الحقيقي : صبري حسن البنا
* مكان الولادة : يافا
* العمر : حوالي الخمسين عامًا
* ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بغداد من 1969 إلى 1974
* انشق عن قيادة “فتح” ووقعت مصادمات دموية بين أنصاره وأنصار ياسر عرفات، وفي 27 نوفمبر 1974، عقدت محاكمة خاصة أصدرت عليه الحكم بالإعدام
* أسس منظمة جديدة أطلق عليها اسم (فتح – المجلس الثوري) في العام 1974
* اتهمت العناصر التابعة له بمحاولتي اغتيال للسيد عبدالحليم خدام في عامي 1976 و 1977
* اغتيال عز الدين قلق ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في باريس وسعيد حمامي ممثل المنظمة في لندن عام 1978
* اغتيال نعيم خضر ممثل المنظمة في بروكسل العام 1981
* اغتيال عصام السرطاوي في لشبونة 1983
* هجوم على معابد يهودية في النمسا وفرنسا وبلجيكا
* إصابة سفير إسرائيل في لندن في صيف 1982
* هجوم على مطعم يهودي في باريس وقتل 6 أشخاص
(وقائمة أخرى طويلة من العمليات، وضد الأهداف الدبلوماسية والسياسية إلى جانب الأهداف الحيوية الأميركية والإسرائيلية وغيرها)