لا شك ان العدو الصهيوني لديه نقاط قوة، لكن لديه نقاط ضعف كثيرة، وهذه الأخيرة أصبحت أكثر بروز ووضوحا في العقدين الماضيين، وتكاد تطغى عن نقاط القوة لدى العدو، وكلما دخل العدو في مغامرات عدوانية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية، وفشل في تحقيق أهدافه وارتد على اعقابه مهزوما مدحورا، تزداد وتتفاقم نقاط ضعفه، وتصبح أزمات مستعصية على الحل والعلاج، وتطرح مسألة وجوده على المحك.
نحن في زاوية “اعرف عدوك” نستهدف بالأساس تسليط الضوء على جوانب الضعف لدى العدو، وعلى إخفاقاته وفشله وعجزه عن تحقيق أهدافه العدوانية طيلة العقود الماضية، بفعل قدرات وصلابة مقاومة شعبنا وامتنا التي نجحت في توجيه ضربات مؤلمة لجبهة العدو الداخلية، وأصبحت تشكل تهديدا وجوديا له باعتراف العدو نفسه لاسيما في معركة سيف القدس الاخيرة. من هنا تقوم الصحافة والخبراء ومراكز التفكير لدى العدو، بتشخيص جوانب الضعف، خاصة الضعف في الجبهة الداخلية، والعجز لدى المؤسستين العسكرية والأمنية، والضعف لدى القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، والتحذير من خطورة استمرارها، وان الفشل في معالجتها يؤثر على امن ووجود الكيان. وفيما يلي مقتطفات لما يقوله الخبراء ومراكز التفكير لدى العدو التي تنشرها الصحافة الصهيونية حول هذه الموضوعات.
جنرال صهيوني: الجبهة الداخلية ستصبح ساحة المعركة القادمة(6 / 11 / 2021): الجنرال إسحاق بريك قائد الاحتياط السابق، ومفوض شكاوى الجيش، وقائد الكليات العسكرية، توقع في مقال نشره موقع “القناة 12″، أن أحد التحديات القادمة للجبهة الداخلية يكمن في أن المعركة المقبلة ستشهد اندلاع أعمال عنف بين العرب واليهود داخل فلسطين المحتلة، بما فيها اقتحام حواجز الشرطة، ومن المتوقع أن تكون الخسائر البشرية هائلة، إلى جانب تدمير المباني والبنية التحتية، وهذا السيناريو المتطرف يمكن أن يتحقق رغم تحضيرات الجيش لمواجهته. وأضاف أن تهديدات الكيان الصهيوني لحزب الله بإعادة لبنان للعصر الحجري، وغيرها من التصريحات المتغطرسة على مر السنين، تتجاهل الوضع المتوقع في حرب لبنان الثالثة، بدليل أن الجبهة الداخلية ليست مهيأة للحرب، ما حدا بقادة المستويات الأمنية والسياسية للإعراب عن قلقهم المتزايد. مع وضع يتم فيه إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا على ذات الجبهة الداخلية. من البنود المطلوبة لإعادة تأهيل الجبهة الداخلية وفق آراء العديد من الضباط العمل على ترميم الجيش البري، خاصة وحدات الاحتياط التي تشكل قوته الأساسية، لأن آخر استطلاع بينهم يتحدثون فيه عن خطورة أوضاع جيش الاحتياط، وعدم الثقة فيه، وعدم الاعتقاد بأن قيادة الجيش ستوفر لهم المعدات اللازمة لإنجاز المهمة. في الوقت ذاته، يبدي الصهاينة مخاوفهم من عدم جاهزية مشروع الليزر الدفاعي والهجومي، والقدرات السيبرانية، وسلاح الجو، الذراع الاستراتيجية للكيان الصهيوني، الذي رغم أدائه الجيد في الحروب السابقة ضد طائرات العدو، لكنه لم يعد فعالاً، والخلاصة أن الكيان الصهيوني تلق ضربات موجعة في عدة جولات عسكرية، كان آخرها في غزة رغم أنه لا يقارن بما سيحدث في الحرب القادمة.
خيبة صهيونية من ضعف منظومات الدفاع أمام صواريخ المقاومة (3 / 11 / 2021) كشفت ليلاخ شوفال الخبيرة العسكرية الصهيونية، في تقرير لصحيفة “إسرائيل اليوم”، أن الحقيقة المحزنة أنه بعد أكثر من 15 عامًا على حرب لبنان الثانية، لا يحظى 30 بالمئة فقط من الصهاينة بحماية في حالة سقوط صاروخ، و42 بالمئة فقط منهم لديه إجراءات أمنية في منازلهم، و20 بالمئة، يتشاركون بملاجئ خاصة، وعادة في الطابق السفلي من المبنى الذي يعيشون فيه، و10 بالمئة أخرى تعتبر ملاجئ حماية، حيث توجد ملاجئ عامة قرب منازلهم، والمشكلة الكبرى في الملاجئ الخاصة التي تم إهمال العديد منها، واستخدامها لأغراض أخرى. وذكرت أن متوسط عدد الصواريخ التي سيتم إطلاقها على الكيان الصهيوني كل يوم في أي مواجهة قادمة سيتراوح بين 1000-1500 صاروخ يوميا، سيسقط ثلثها في وسط الكيان، وهي صواريخ تمتاز بدقة عالية تثير قلق قادة المؤسسة العسكرية، لأن الصواريخ يمكنها الضرب بمستوى عالٍ من الدقة في البنية التحتية والمواقع الاستراتيجية.
عبّر كاتب صهيوني عن خوفه وتشاؤمه من الواقع الذي يمر به الكيان الصهيوني، مؤكدا أنه يسير نحو نهايته المحتمة، لأنه وقع على شهادة وفاته، ولم يبق له سوى انتظار الدمار المحتوم. ونوه الكاتب روغل ألفر، في مقاله له في صحيفة “هآرتس” (2 / 11 / 2021) إلى أن هناك عدة عوامل تجر الكيان إلى الدمار. العامل الاول ان الكيان الصهيوني، هه دولة أبرتهايد ثنائية القومية، وهذا أمر غير قابل للتراجع عنه، والأغلبية الثابتة في أوساط اليهود في الكيان، يؤيدون استمرار الاحتلال. والعامل الثاني هي “البيبية” (نسبة إلى بنيامين نتنياهو الذي يطلق عليه “بيبي”)، وهي بحسب الكاتب الثمرة المرة للاحتلال، وهي حركة عنصرية، فاشية، مناوئة للديمقراطية، مدفوعة بأسس مسيحانية دينية، تسجد كنوع من العبادة الشخصية لزعيم فاشل متهم بمخالفات جنائية لا يكلف نفسه عناء إخفاء غريزته الديكتاتورية، وربما سيعود بسرعة إلى الحكم. وأما العامل الثالث، “الأصوليون”، ورأى ألفر أن الحكم الذاتي الأصولي سيواصل النمو، وهؤلاء لا يعتبرون أنفسهم خاضعين للقانون، وكثير منهم لا يعملون وهم يشكلون عبئا آخذا في الازدياد على الاقتصاد. اما العامل الرابع فقدر ألفر أن العامل الأخير يتعلق بالحرب القادمة، وقصف “إسرائيل” بالصواريخ من كل الجبهات.
جنرال صهيوني” 25 / 10 / 2021: خسرنا معركة الوعي بالعدوان على غزة. اعترف القائد السابق لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الصهيوني ، الجنرال احتياط نيتسان ألون، بفشل سياسة الجيش في العدوان الأخير على قطاع غزة. وأكد الجنرال ألون، الذي حقق في الجوانب التي تتعلق بالوعي والمعرفة لسلوك الجيش في العدوان الأخير على غزة أن الإنجاز العملياتي كان غير متناسب تماما مع الضرر الذي أحدثه على صعيد الوعي الدبلوماسي، وفق ما أوردته هيئة البث الصهيونية “كان”. وأوضح خلال كلمته في مؤتمر “معهد دراسات الأمن القومي” في جامعة تل أبيب الذي تناول الأمن القومي والديمقراطية، أن الإنجاز العملياتي كان غير متناسب تماما مع الضرر الدبلوماسي الواعي الذي تسببت به مهاجمة برج الجلاء في غزة. واعترف بوجود فجوات داخل الجيش، وقال: هناك ثقافة مختلفة ونقص في التواصل والقيادة والسيطرة الإضافية والجوانب الأخرى التي نشأت في التحقيقات.