الجنرال إسحاق بريك والمؤرخ العسكري يوسي بلوم هليفي يتوقعان في مقالين منفصلين انهيار الجيش الصهيوني في أية مواجهة شاملة.
المعركة على الوعي من اهم المعارك التي خاضها ويخوضها شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة عبر كل المراحل النضالية مع الكيان الصهيوني منذ النبكة عام 1948. فقد وضع العدو كل طاقاته وقدراته وامكانياته وخبراته لكسب معركة الوعي، عبر سياساته الاجرامية من ترهيب وتقتيل وتدمير وتهجير وتغيير للوقائع على الارض، وعبر الاعتقالات والتعذيب والتنكيل والعقاب الجماعي والحصار الاقتصادي والتجويع، وعبر التضليل والاكاذيب وتزوير الحقائق، وقد توهم العدو بان سياساته الإرهابية والاجرامية هذه كفيلة بكي الوعي الفلسطيني، وكفيلة بفرض الاستسلام على شعبنا، واجباره على القبول بالأمر الواقع، والقبول بالراوية الصهيونية للصراع. لكن الوقائع على الأرض اثبت فشل العدو فشلا ذريعا، فقد صمد شعبنا صمودا اسطوريا وظل يقاوم عبر العقود الماضية ببسالة منقطعة النظير بالرغم من جسامة التضحيات، وظل متمسكا بثقافته الوطنية وبوعيه الجمعي، ويعلم أبنائه جيلا بعد جيل بان فلسطين لنا، ولا بد ان نحررها من المحتل الصهيوني يوما ما، اليوم أصبح هذا الامل والوعد قريبا، بفعل تعاظم قدرات وامكانيات المقاومة الفلسطينية التي راكمتها عبر السنين.
ان نتائج معركة “سيف القدس” أحدثت تحول نوعيا في الوعي الفلسطيني بإمكانية هزيمة العدو، وان تواصل هجمات المقاومة الفلسطينية ضرب المزيد من قناعات الاحتلال الصهيوني بمصداقية وجوده على الأرض الفلسطينية المحتلة. واجبرت العدو على الاعتراف بفشله وهزيمته في معركة الوعي، وبان جهوده في كي الوعي الفلسطيني طيلة العقود الماضية ذهبت هباءً منثورا. فضلا عن ذلك نجحت فصائل المقاومة في كي الوعي لدى المحتل الصهيوني، خاصة كي الوعي لدى “البقرة المقدسة” وهي الجيش الصهيوني، الذي بات اليوم نموذجا للفوضى والإهمال والفساد وعدم تحمل المسؤولية، فقد كشف مؤخرا عن تورط رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، بإفشاء أسرار أمنية خلال علاقته مع مضيفة طيران، حيث حكى الكثير من قصص الموساد. وفقد الجيش ثقة الجمهور الصهيوني به، ففي هذا الصدد كتب يوآف ليمور، الخبير العسكري الصهيوني، يتحدث عن تفاقم أزمة ثقة الجمهور بالجيش، وهي مشكلة تعمقت بصورة أشد في 2021 بعد حرب غزة الأخيرة. فضلا عن تهرب الجنود من الخدمة في الوحدات العسكرية في مواجهة المقاومة خشية على حياتهم او الأسر، فهذا رئيس اركان الجيش افيف كوخافي يعترف بحجم الوهن في الكيان الصهيوني وعجزه عن التضحية، وصرح بان اقبال الشباب الصهيوني على الانخراط في وحدات السايبر فقط لتجنب الخدمة في الوحدات القتالية يعكس فقدان للقيم. هذا القول يعكس انهيارا للقيم والوعي لدى الجنود الصهاينة. وهذا الجنرال اسحاق بريك، من أبرز قادة المشاة في الجيش والمؤرخ العسكري يوسي بلوم هليفي يتوقعان في مقالين منفصلين انهيار الجيش في أية مواجهة شاملة ويدعوان إلى محاولة تدارك الأمر قبل نفاذ الوقت. هذه الوقائع ستؤدي حتما الى انهيار وزوال الكيان في السنوات القادمة، فالدول عادة تنهار عندما تنهار منظومة القيم، وينهار الوعي الجمعي، ويتفكك نسيجها الاجتماعي، وهذا ما يحدث حاليا في الكيان الصهيوني.
وفيما يلي بعض ما ذكره الإعلاميين والخبراء الفلسطينيين، والاعلام الصهيوني حول تدهور الأوضاع في الجيش، وخاصة تدهور مستوى الوعي لدى الجنرالات والضباط والجنود، ولدى المجتمع الصهيوني، بفعل تعاظم القدرات القتالية لدى فصائل المقاومة، وبفعل الروح القتالية العالية والاستشهادية لدى مقاومي شعبنا من كل الفصائل.
فمن جانبه كتب الباحث الفلسطيني في الشأن الصهيوني د. صالح النعامي في موقعه على التويتر (22/ 12/ 21) يقول: “قائد الجيش الصهيوني أفيف كوخافي أقر، في اعتراف نادر، بحجم الوهن الذي وصل إليه المجتمع الصهيوني وعجزه عن التضحية. كوخافي قال في حفل تخرج طيارين إن تشجيع الشباب الصهيوني على الانخراط في وحدات السايبر فقط لتجنب الخدمة في الوحدات القتالية يعكس فقدان للقيم. إقبال الشباب الصهيوني على الوحدات غير القتالية، مثل السايبر وتجنب الخدمة في المشاة يعكس تهاوي الاستعداد للتضحية؛ في حين أن 50% من الشباب يتهربون من الخدمة بشكل مطلق”. وعلق د. النعامي في تغريدات له قائلا: “هذا الواقع يدفع الكيان الصهيوني لتجنب شن عمليات برية يمكن أن تسفر عن قتل أو أسر جنود خشية ردة فعل المجتمع. وعلق على اعتراف كوخافي فقال: “هذا الكيان الهزيل فور ان تندلع اشتباكات بينه وبين غزه يكثر الحديث في اوساطه عن الانهيار بكافة مفاصله من الجيش والمخابرات وباقي المؤسسات، هذا الكيان لا يستطيع ان يخوض حرب تزيد عن 30 يوم لانه فورا يسقط. واضاف الجنرال اسحاق بريك، من أبرز قادة المشاه في الجيش والمؤرخ العسكري يوسي بلوم هليفي يتوقعان في مقالين منفصلين انهيار الجيش الإسرائيلي في أية مواجهة شاملة ويدعوان إلى محاولة تدارك الأمر قبل نفاذ الوقت”.
وكتب د. صالح النعامي مقالا (30/12/21) بعنوان “جنرال إسرائيلي يحدّد 3 تحديات أمام الاحتلال في عام 2022 فقال: “تحدّث الجنرال إيال بن رؤوفين، القائد السابق للكليات العسكرية في جيش الاحتلال، في تصريحات نقلها موقع صحيفة “معاريف” عن التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها إسرائيل في العام 2022، وعدّ الجنرال الإسرائيلي الأنشطة التي تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينية “التهديد الثاني بعد تهديد الجبهة الشمالية من حيث الخطورة الذي يواجه إسرائيل، واعتبر أنّ المواجهات بين فلسطينيي الداخل والمتطرفين اليهود، وتحديداً في المدن المختلطة أمور مقلقة تتطلب معالجة إستراتيجية عميقة. وأوضح أنّ التحدي الثالث الذي تواجهه إسرائيل خلال العام القادم، يتمثّل في تراجع ثقة الجمهور في الجيش، مشيراً إلى أنّ هناك عدة عوامل أدت إلى هذا التراجع، وهذه قضية خطيرة للغاية ومهمة”. إلى ذلك، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أنّ الجيش يتجنّب إبلاغ المستوى السياسي ممثلاً في الحكومة والكنيست، بواقع ومدى جاهزية قوات الاحتياط، في ظل تأكيد جنرالات سابقين أنّ هذه القوات غير جاهزة للمشاركة في حرب قادمة”.
ومن جانبه موقع الهدهد الاخباري ترجم مقالا للجنرال احتياط في جيش العدو إسحاق بريك (27/12/21) بعنوان: “الحقيقة المُرة: هل الجيش الإسرائيلي على شفا كارثة؟ قال فيه: “من سيقرأ هذا المقال سيفهم الحقيقة المرة التي تحدث في الجيش، وسيدرك حجم الخزي والإحباط أمام التهديد الوجودي الذي يواجهنا، وسوف يسأل نفسه هل هذا هو الجيش الذي كنا نتمناه ونصلي من أجله؟ وخلص قائلا: من المثير للصدمة سماع الجنود والقادة الذين تحدثت إليهم، بل والأكثر صدمة أن القيادة العليا كانت منفصلة تمامًا عن الواقع الصادم على الأرض لدى الوحدات التي تعتبر رأس الحربة في الجيش، بالنسبة لنا نحن الجمهور يخبرنا الجيش أنه تقدم خطوة كبيرة للأمام، هذا لم يفاجئني، لأن هذا بالضبط ما رأيته عندما عملت مفوضًا لشكاوى الجنود لمدة عشر سنوات تقريبًا. القضايا التي تحدث عنها الجنود والقادة موجودة في التقرير الجاد الذي أصدرته، ولكن للأسف التدهور يستمر أكثر وأكثر. لا خيار سوى إجراء تحقيق خارجي في التهاون لدى الجيش قبل حدوث الحرب ومحاولة إنقاذ شيء من عملية الانهيار والتفكك التي يمر بها الجيش. تتم كل هذه العملية الخطيرة كجزء من خطة رئيس الأركان كوخافي متعددة السنوات، الذي يتحدث عن قفزة إلى الأمام في قتال الوحدات النظامية في الجيش البري. ومن المحزن عدم وجود ارتباط وتشابه بين ما يقدمه الجيش للحكومة ولجنة الخارجية والأمن والجمهور وبين الوضع المخزي الذي يجري على الأرض. كل هذا بالإضافة إلى عدم كفاءة الوحدات الاحتياطية للحرب، مضى نحو عامين ونصف العام منذ بداية خطة “تنوفا” المتعددة السنوات، وهذه النتائج غير مقبولة. نحن في طريقنا إلى كارثة رهيبة في الحرب متعددة الميادين القادمة، والتي سيكون المسؤول الوحيد والمباشر عنها هو المستوى الأمني، التي يحاولون الحفاظ عليها حتى لا يتسرب هذا الوضع السيئ من داخل الجيش إلى الخارج”.
ومن جانبه الأكاديمي والباحث الفلسطيني د. عدنان أبو عامر كتب عدة تغريدات في موقعه على التوتير في ديسمبر الماضي قال فيها: “تحقيق تلفزيوني إسرائيلي يكشف عن تورط رئيس الموساد السابق يوسي كوهين، بإفشاء أسرار أمنية خلال علاقته مع مضيفة طيران، حيث حكى الكثير من قصص الموساد، وفترة إقامته في لبنان. وتم الكشف عن انتحار 3 ضباط في جهاز الموساد خلال 2021، بسبب فترات الضيق العاطفي الشديد، والأفكار الانتحارية والتخطيط، وتعاطيهم للأدوية طوال سنوات، واعتراف الجهاز أن أي خسارة في حد ذاتها تشكل كارثة لا تطاق على الأمن الإسرائيلي. وكتب يوآف ليمور، الخبير العسكري الإسرائيلي، يتحدث عن تفاقم أزمة ثقة الجمهور بالجيش، وهي مشكلة تعمقت بصورة أشد في 2021 بعد حرب غزة الأخيرة، وأظهر انخفاضا كبيرا من 90 إلى 81%، وهذا انخفاض حاد لم يشهد له مثيلا في الماضي حتى في فترات الأزمات، مما يؤكد أنها مشكلة جذرية. وكتب أيام مشهودة تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة عموما، وبلدة برقة خصوصا، وهي تستعيد زخم الانتفاضات الشعبية، وتثبت من جديد أن هذا الجيش الذي كان لا يقهر، وإن تغطى بآلته العسكرية المدججة، لكنه هش، وضعيف، وأوهن من بيت العنكبوت. ووصل الأمر بالإسرائيليين بعد قراءتهم لتصاعد هجمات المقاومة، وتراخي الأمن الإسرائيلي، بان الفلسطينيون يستعدون لتوجيه ضربة قاضية لإسرائيل في نطاق قرار استراتيجي. ولأول مرة، باتوا يعتقدون بقدرتهم على الإطاحة بالدولة اليهودية استراتيجياً، ما يدفع محافل جيش الاحتلال لإجراء سلسلة من الإصلاحات المهمة، خشية أن تباغتهم الهجمات بين حين وآخر. وتواصل هجمات المقاومة الفلسطينية ضرب المزيد من قناعات الاحتلال الإسرائيلي بمصداقية الوجود على الأراضي المحتلة، رغم ما تروجه آلته الدعائية من فرضيات مزورة عما تزعمه من حقوق في هذه المنطقة، وفي الوقت ذاته الاستهانة بإجراءاتها الأمنية ضد الفلسطينيين. فيما يبدي الإسرائيليون قلقهم من تراجع مستوى الفيالق والفرق المدرعة والألوية والمدفعية، رغم أنها من الأكثر خبرة حول العالم، لكنهم بذات الوقت مقتنعون بأن الجيش في حالة نضوب، مع تراجع قدرات قواته البرية لمواجهة محتملة مع سيناريوهات الحرب، ويخلق هذا الوضع خطرا وجوديا على الدولة ذاتها.
وكتب د. عدنان أبو عامر في موقع فلسطين اون لاين (7/12/21) بعنوان” فضيحة أخلاقية تهز جيش الاحتلال” فقال: كشفت فضيحة “القوادة” في سجن جلبوع، تعرض سجانات فيه للتحرش الجنسي، فيما وقّع رئيس مديرية التكنولوجيا واللوجستيات في الجيش ميشيل يانكو على رسالة طرد ضد دان شاروني مدير أكاديمية قيادة المركبات، لإدانته بتصوير مجندات سرا في مواقف حساسة، وشهدت ضده 38 جندية وضابطة، بعد إدانة ضابط كبير باغتصاب امرأة فلسطينية، وابتزازها جنسيا. الحديث إذن لا يدور عن جندي فاسد هنا، وضابط منحل هناك، بل عن منظومة عسكرية أمنية احتلالية غارقة في هذه الانحرافات الأخلاقية من أخمص قدميها إلى أذنيها، حتى شكل عدد الفضائح الجنسية في الأشهر الأخيرة داخل صفوف قادة الجيش مصدر إحراج لهم. الأمر الذي يؤكد أن الفشل يكمن في المنظومة القيادية لجيش الاحتلال، التي تسعى بالعادة لإخماد المسألة منعاً لأي ضوضاء. تستحضر هذه السطور سلسلة الفضائح الجنسية التي شهدتها دولة الاحتلال في السنوات الأخيرة، سواء الرئيس الاسبق موشيه كاتساف المدان بالاغتصاب، واستقالة جنرال في الجيش لإدانته بذات التهمة، فضلا عن مسئول حكومي كبير ونائب في البرلمان أدينوا بتهم مماثلة، صحيح أنه لا يمكن معرفة الأرقام الدقيقة المتعلقة بالاعتداءات الجنسية داخل جيش الاحتلال والمؤسسات الحكومية، لكن من الواضح أننا أمام سوء استخدام للسلطة في ارتكاب هذه الجرائم المشينة”.
كتب زهير اندراوس في راي اليوم (6/12/21) مقالا بعنوان ” انتقادات لعدم استعداد الجبهة الداخليّة للحرب” فقال: نشر مركز دراسات الأمن القومي التابِع لجماعة تل أبيب تقريرا، وجه انتقادات واسعة لحالة الجبهة الداخلية الإسرائيليّة على خلفية المناورات التي أجرتها الجبهة، مؤخرًا، مشيرًا إلى أبرز نقاط الضعف في الاستعداد للحرب القادمة وقدرة الجبهة الداخلية على الصمود. وانتقد التقرير تجنب المشاركة النشطة للمدنيين في التمرين، حيث تعتبر التدريبات الخاصة بمجتمعات مدنية بأكملها مكونًا أساسيًا في الاستعداد لحالات الطوارئ، والأهم من ذلك، أن الأمر لا يتعلق فقط بالاستعداد البدني: فالتحضير العقلي لعامة الناس للحالات التي تنطوي على اشتباكات أمنية هو أكثر صعوبة، ويعتمد الأمر، قبل كل شيء، على الإلمام بالتهديد. وأضاف التقرير أنه لا يمكن أنْ يكون هناك استعداد في غياب مثل هذا الوعي، في الواقع، كيف يمكن للجمهور أن يفهم أهمية التهديد على الجبهة المدنية إذا كان الجيش وصناع السياسة الأمنية على مر السنين يتجنبون باستمرار وبشكل متعمد شرح ما يمكن أنْ يحدث في الصراع القادم مع قوى المقاومة.