بعد اكثر من 200 يوم على طوفان الاقصى هل تتخذ الحرب على غزه مراحل ابعد وتاخذ الكيان الصهيوني الى زوال؟
هذا ما نشهده اليوم فالكيان الصهيوني بات يتحرك بردات فعل غير محسوبا بل وتنعكس وبالا عليه وهذه الحاله تشير الى مازق الكيان الداخليه والخارجيه وعدم قدرته على الخروج من الازمه وهو باخف الاضرار ولو حتى بصوره نصر عجزت الدول الداعمه له عن امداده بها.
حتى الاوامر التي كان يبديها للاوروبيين والامريكيين باتت غير مطاعه وما عادت معادات الساميه وغيرها تجدي نفعا بعد ان تكشف للجميع التشكيك بقدراته الجبروتيه والردع بعد يوم 7 اكتوبر.
ولا نجانب الحقيقه بالقول ان الكيان بما يشهده العالم من تضامن مع دعوات وقف العدوان والاباده الجماعيه ليكاد يصبح عبئا على المشروع الغربي برمته.
فان وصل به الامر بالتهديد بازاله يافطه مطعم صغير والاستجابه لذلك فالساحه العالميه ليست مطعما لا يكادورا في الخارطه.
ونجد الكيان يلقي اوامره على بايدن ووزير خارجيته بضروره قمع مظاهرات طلبه الجامعات في امريكا بحجه معاداه الساميه واخافه الطلبه اليهود فالطلبه هي النخبه المثقفه التي استشعرت بالخطر الانساني وليس زبائن في مطعم في الاردن.
وأي معاداة للسامية ما دام عماد هذه التظاهرات من اليهود انفسهم ،طلبة، واساتذة ومفكرين ؟
فثوره الجامعات تمتد لتنتشر في ارجاء امريكا وكندا واستراليا وصولا لفرنسا وربما باقي اوروبا الغربيه وهي ذات الدول التي سبق وشجعت العدوان وامدته بكل مفاعيل القوه.
فقد انقشعت الكذبه الكبرى بل وظهر زيف الديمقراطيات والتشدق بحريه الانسان وهو عنوان محاربه الغرب لشعوب العالم المقهوره.
ها هي غزه اليوم تتربع وسط العالم وتحاصره بعباده قضيتها وتفضح كل ثقافات الغرب القائمه على العدوان.
اليوم غزه وسط الجامعات وغدا وسط المدارس والجمعيات الاهليه غير الحكوميه وباتت الرايه الفلسطينيه في كل بيت وبات اكثر علم يتم رفعه في العالم على مر التاريخ وهو علم فلسطين كرمز للحرية.
فطوفان سترتفع اثاره حتى يغوص به العالم وستبقى اثاره خالده في افكار الجميع في معنى الحريه ومقاومه الظلم وقوى الضلال والظلام.
ومن كان وما زال يرى غزه في جنوب غرب فلسطين كبقعه جغرافيه محضه فهو مخطئ تماما وبان عقم وافكاره . بل الطوفان باعتراف الجميع قد غير العالم وسنرى مفاعيله يوما اثر يوم عندما يتربع الطوفان في قمه خطاب احرار العالم.
ومن لم يركب في فلك هذا الطوفان فانه سيكون اول الخاسرين حيث لا عاصمه اليوم لاحد الا من رحم ربي.
د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني
مختص بالشؤون الفلسطينية والصهيونية