تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » السلطة الفلسطينية والاصطياد بماء الحرب العكر

السلطة الفلسطينية والاصطياد بماء الحرب العكر

دخلت قوات العدو الصهيوني معبر رفح ،وسط دعوات صهيونية تحذر من العواقب التي يفرضها هذا الدخول، في وقت تبدلت فيه خارطة التأييد السياسي لهذا الكيان على مستوى العالم.

فقد أكد مسؤولون صهاينة عقب الدخول الصهيوني الى معبر رفح، أن ليس في رفح ما يغيّر من معادلة الحرب ،كما أنها الورقة الاخيرة بيدنا.

وقبل لحظات الدخول، كان مجلس الحرب الصهيوني، قد وافق على الورقة المصرية المقدمة الى أطراف التفاوض ،لوقف إطلاق النار باستثناء نتنياهو واليمين المتطرف ،الذي يمثله بن غفير وسموتريتش ،وهي محاولة يائسة للبحث عن نصر عسكري ،قبل الرضوخ في النهائية لصفقة تبادل وهذا يمثل اعترافا صهيونيا بالهزيمة.

وكلنا يعلم بالنوايا الصهيونية تلك، واعتراض العالم وتحذيره من هذه الخطوة، التي ستزيد من اشتعال نار الحرب، نظراً لما تمثله رفح من أهمية، ليس للكيان الصهيوني ،انما لغزة، وشريان للمساعدات وآخر المنافذ البرية على العالم.

المعبر هو منشأه مدينة، يفترض أن يكون محميا بموجب القانون الإنساني الدولي، وتحكمه جملة اتفاقات سياسية مثل أوسلو وكامب ديفيد وغيرها.

ولعل أبرز ما مثله هذا الخرق، هو دخول الدبابات الصهيونية، محور فيلادلفيا وهي ترفع علم الكيان الصهيوني وعلم المحور وهي سابقة منذ العام 2005.

ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، يدرك تماما أن لا قيمة لرفح ومعبرها في معادلة الحرب القائمة، سيما ان المبررات التي يسوقها هي مبررات تسبقه في السقوط.

فلا تأكيد معلوماتي استخباري أن أسرى العدو هم في رفح ولا علم برصيد المقاومة العسكري واستحكاماتها ،في رفح والادعاء بوجود أربعة ألوية مقاتلة، في وقت تشير فيه المعلومات عن الهلال الاحمر الفلسطيني والمنظمات الدولية ذات الصلة إلى وجود 600,000 طفل فلسطيني ونحو من 700,000 من النازحين شيوخا ونساء ،وهذه كتلة بشرية فرض العدو تواجدهم في رفح وفق بيانات الجيش الصهيوني بالإخلاء من مناطق الشمال والوسط في غزة، باعتبارها مناطق يفترض أن تكون آمنة.

كما يدرك نتنياهو وحكومته أن نتائج هذا الدخول ،ستكون كارثية عليه في ظل ضبابية الرؤية العسكرية الدقيقة، بل هي رد فعل وانفعال يراد منه الهروب إلى الأمام.

فما الذي حدا بالكيان في هذا التوقيت لإعلان بدء الدخول إلى رفح؟.

لقد صعد الكيان الصهيوني في لعبة المفاوضات، ليحشر الجميع في زاوية الرفض، وذلك قبل أن تحشره هذه المفاوضات في خانة الهزيمة المؤجلة نسبيا.

وقد استطاعت المقاومة في غزة أن ترد عليه هذا المكر ،باعلانها الموافقة على التعديل في مرحلة وقف إطلاق النار، وهو تعديل كان قد وافق عليه مجلس الحرب الصهيوني المفاوض والإدارة الأمريكية، التي كانت تستعد للإعلان عن الاتفاق.

ولعل المقاومة تدرك بخبراتها، أن حكومة العدو تسوّف في الوقت ،وهي غير جادة في المفاوضات، لأن كل النتائج لن تكون لصالحها ،وهي التواقة للحصول على صورة نصر مهما كان.

في ظل هذه الأجواء كان قرار دخول معبر رفح سريعا واستجابة لجملة أهداف:

أولا- توجيه رسالة إلى الداخل الصهيوني ،بأن قرار الحرب والتصعيد ما زال في يد الحكومة.

ثانيا – إعادة خلط جميع الأوراق السياسية في المحيط العربي والمصري تحديدا عبر المرور بمحور فيلادلفيا المصري والوصول إلى معبر رفح المحمي بالقوانين الدولية. ( هذا إذا أحسنّا النيّة).

ثالثا – إعادة تنشيط المشاريع التي سبقت الدعوى إليها عبر تشكيل قوات عربية، من غير دولة واضافة السلطة الفلسطينية كأساس لهذه القوات لإدارة معبر رفح.

والسلطة الفلسطينية التي فشلت في إدخال قوات لها إلى غزة، عبر ما يسمى بمجموعات ماجد فرج، الذين تم اعتقالهم، تحاول مجددا الاصطياد في مياه الحرب العكر، وستأتي هذه المرة على ظهر الدبابة الصهيونية، في محاولة لأخذ دورها بموجب اتفاقات التعاون والتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني.

وهي محاولة يائسة لإيجاد محط قدم لها في غزة، وبالتالي معادلة الصراع القادم في المنطقة، وهي المرفوضة من الكيان الصهيوني بأن تكون صاحبه اليوم الثاني في غزة.

والسلطة ذاتها كانت حاولت عبر محمد دحلان عام 2005 بإسقاط نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية.

وهذا الدور بما يمثله من خطورة، هو الذي حذى بالمقاومة لإصدار بيان قاطع في لهجته على اعتبار أن أي قوة تتواجد في معبر رفح كبديل لهيئة المعابر الفلسطينية، هي قوة سيتم التعامل معها على أساس أنها قوة معادية.

ولا يخفى على أحد سلسلة تصريحات السلطة الفلسطينية التي سبقت العملية الصهيونية في رفح، محملة المقاومة الفلسطينية المسؤولية، عما أسمته إعطاء الذرائع للعدو لشن عدوانه.

ولعل التبرير الأمريكي للفعل الصهيوني بالدخول إلى معبر رفح واعتباره عملية محدودة وصغيرة، متجاوزة قراراتها السابقة بهذا الخصوص ،يعبر عن مخطط تم الإعداد له بدقة لإدخال مفاعيل عسكرية وسياسية جديدة.

وما يؤكد أكثر على ذلك المخطط هو البيان الهزيل الذي أصدرته الخارجية المصرية ،في إدانة الدخول إلى معبر رفح ،مسقطة من لغته قيام العدو بخرق الاتفاقات معها.

وإذا كانت رفح، هي آخر الأوراق الصهيونية في حرب غزة، فإن العين يجب أن تكون مفتّحة، على ما يحاك في الخفاء من أدوار أدوات المشروع الصهيوني، في إحداث فتنة فلسطينية داخلية يعول عليها لتغيير مسار الأحداث.

ومما يثلج الصدور أن المقاومة، وعبر بيانها المشار إليه، قد استبقت المخطط، وهي يقظة تماما لخطورة الأمر، مما يجعل عوامل إسقاطه في متناول الوعي الثوري الفلسطيني، وفي الشارع الغزاوي تحديدا.

حيث قام الأمن الداخلي الفلسطيني التابع للمقاومة بغزة، بتعزير والقصاص من جملة من منتسبي أمن السلطة، الذين قاموا بالاعتداء على ممتلكات المهجرين  وسرقة بعض البيوت حيث تمت معاقبتهم وإلقائهم  في الشوارع فاضحين انتمائهم وفعلتهم  ،ليكونوا عبرة لمن تسوّل له نفسه العبث بمقدرات الشعب الفلسطيني، وهي سابقة لها مدلولاتها ،وستقطع الطريق على كل من يفكر في طعن المقاومة من الظهر، ورسالة  لمن يهمه الأمر أن تصل إليه هذه الرسالة.

أمّا مقاومة العدو الصهيوني في رفح، ومعبرها، فهي جزء من عقيدة المقاومة و تكتيكاتها العسكرية التي ستهزم العدو  في رفح كما هزمته في كل غزة.

 

د. حسين موسى

كاتب وصحافي فلسطيني

 مختص بالشؤون الفلسطينية والصهيونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد