الكاتب: د.حسين موسى
بات واضحا، أنه حيث حل الخراب،والثورة المضادة،ثمة أياد أمريكية وصهيونية تقف خلفها،وهذا ما حدث في الانقلاب الفاشل في بوليفيا،ذات التجربة الديمقراطية العميقة،والمميزة في أمريكا اللاتينية.
بداية: لماذا حدث الانقلاب ؟
يجب أن نعرف، بأن الرئيس البوليفي الحالي “لويس آرسي” الذي شهد محاولة الانقلاب تلك كان هو وزير الاقتصاد والذراع الأيمن للرئيس السابق “ايفون موراليس” الزعيم اليساري، الذي تولى الحكم في عام 2005 فانتهج سياسات معادية لأمريكا، وقام بتأميم صناعات النفط والغاز في البلاد، وحارب الفقر و الامبريالية الاستعمارية.والذي تعرض كذلك لمحاولة انقلاب عسكري عليه،عام2019 ، اضطرته للاستقالة والهروب إلى المكسيك.،
بينما أعلنت زعيمة المعارضة “جانين آنييز” نفسها رئيسة انتقالية للبلاد
حيث كان هذا الانقلاب برعاية أمريكية إسرائيلية، ترغب في تنحية اليسار من حكم دول أمريكا اللاتينية، إلا أنه بعد إجراء انتخابات سياسية، نجح حزب “موراليس” اليساري
وبعد عام واحد، تولى الحكم الرئيس الحالي “لويس آرسي”
ثم عاد موراليس من منفاه إلى بلاده مرة ثانية
وتم محاكمة الرئيسة “”جانين آنييز” وحكم عليها بالسجن 10 سنوات
ما الدوافع للانقلاب؟
توقع الكثيرون، أنه بعد الموقف القوي لبوليفيا ورئيسها الحالي “لويس آرسي” من حرب غزة، ودعمه للفلسطينيين، وقطع علاقة بلاده تماما بإسرائيل، بل انضمامه لدولة “جنوب أفريقيا” في القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية وتتهم الصهاينة بالإبادة الجماعية وشهدت بوليفيا تدخلات من أيادي أمريكية وصهيونية للتخلص من الرئيس البوليفي
خاصة وأن أمريكا لم تخف قلقها من التقارب البوليفي الروسي، حول مشاريع استغلال معدن الليثيوم.
فبوليفيا تملك 24% من مخزون العالم من هذا المعدن الثمين الأساسي، في تصنيع البطاريات، وتمثل إحدى زوايا ما يعرف بمثلث الثروة الباطنية المستقبلية في أميركا الجنوبية، الذي يجمعها بالأرجنتين وتشيلي في امتلاك الليثيوم والمياه العذبة
وقد استعادت واشنطن ولاء الارجنتين، بوصول الرئيس الأرجنتيني المؤيد للصهيونية “خافيير ميلي” وكانت تسعى لنفس الأمر مع بوليفيا
ومما زاد من الشكوك في وجود دعم أميركي للجنرال المنقلب “زونيغا” هو قد أنه طالب الرئيس آرسي بداية هذا الأسبوع بإحداث تغيير شامل لأعضاء حكومته، والإفراج عن الرئيسة الانتقالية جانين آنييز
والخلاصة:
الشعب البوليفي خرج عن بكرة أبيه دفاعا عن الديمقراطية، وأنهى الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأمريكية ضد الرئيس المنتخب من الشعب.
د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني