أبرز ما قدمته المقاومة في جميع محاور القتال في فلسطين وخارجها، ان وحدة المقاومة ،هي القدرة على هزيمة المشروع الصهيوني، حيثما تواجد، وهو الدرس الذي يجب الانتباه له والأخذ به وتعميقه، في صفوف قوى المقاومة العربية والإسلامية، التي لم تلتحق بعد في مشروع المقاومة الميداني.
تتصاعد وتيرة التهديدات العدوانية الصهيونية بحق فلسطين ولبنان، وباتت إرهاصات هذا العدوان بيّنة، كشفت عنها التحضيرات الميدانية، والتصريحات العنصرية، التي تدعو الى حرب الإبادة وتوسيع محاورها إلى غير مكان.
وقد أمعن العدو، مع اقتراب أية مفاوضات حول إنهاء العدوان، في صب جام حقده وعدوانه على شعبنا، وتعميق مستوى القتل والتدمير ،الذي يطال كل بنية ارضية او مكان يمكن أن يتم اللجوء إليه كمناطق آمنة نسبيا، في سعي العدو للتضييق على حاضنة المقاومة، ووصل الأمر الى منع كل أشكال إدامة العيش.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تركيزا غير مسبوق على المنظمات الانسانية الدولية، وخاصة بنى الأونروا، التي تقدم خدمات لشعبنا في الاعانة والإيواء، وهذا مقصود بعينه. سيما أن هذا النهج التدميري قد رافقه طرح مشاريع قوانين على الكنيست الصهيوني لاعتبار المنظمات تلك ما يدعى أنها منظمات إرهابية.
وتاتي المحاولات الصهيونية تلك، في وقت ثبت فيه زيف ادعاءات العدو، بخصوص دور هذه المنظمة، ومساعدتها المزعومة للمقاومة ، وانخراط بعض موظفيها في اعمال تساعد المقاومة، او توزيع المساعدات الإنسانية، وهو ما ضحضته التحقيقات الأممية.
وبالتزامن مع ذلك كثرت الدعوات الصهيونية، ومن مستويات حكومية صهيونية، لإقرار قانون يتيح للعدو اعدام الاسرى الفلسطينيين لديه، وقد سبقها قرار إدارة السجون الصهيونية، بتطبيق سياسة تجويع الاسرى، والتقليل من عدد الوجبات والكمية المقدمة لهم من الطعام، وهذه جريمة إنسانية مضافة.
ومعلوم أن سياسة القتل، هو نهج صهيوني ينتهجه، في استخدام كافة أسلحة الإبادة، ولم يقدّم العدو اية اضافات على ذلك، إنما الجديد هو تشريع هذا القتل في المؤسسات الحكومية، تتعدى كونها تصرفات غير منضبطة وغير ذلك من مبررات، أو اعمال فردية لأشخاص أو جماعات.
وكذلك إقامة المستوطنات في الضفة الغربية، وتسريع وتيرة الاستيطان، ضاربا اتفاقاته الخداعة مع سلطة الحكم الذاتي الاوسلوية عرض الحائط وهي اتفاقات لم يكترث بها أساساََ ، ولم يعترف بوجودها ،وقد أعلن تبرأه من تبعاتها علنا وجاهر بذلك عبر تصرفاته الميدانية.
وأمام هذا السلوك الصهيوني الذي لن يلتزم بأية اتفاقات، واستغلال المفاوضات لكسب مزيد من الوقت، تقدم المقاومة وعلى جميع المحاور دروسا في القتال والدفاع عن شعبنا، ما يفوت الفرصة، على هذا العدو من احراز اي مكسب على الأرض او في السياسة، واحسنت المقاومة ،في إدارة ملف المفاوضات، ومحاصرة العدو سياسيا واعلاميا.
ولعل أبرز ما قدمته المقاومة في جميع محاور القتال في فلسطين وخارجها، ان وحدة المقاومة ،هي القدرة على هزيمة المشروع الصهيوني، حيثما تواجد، وهو الدرس الذي يجب الانتباه له والأخذ به وتعميقه، في صفوف قوى المقاومة العربية والإسلامية، التي لم تلتحق بعد في مشروع المقاومة الميداني.
وبالتالي صوابية رؤية المقاومة، بعدم الرهان على أية وحدة، في إطار النظام الرسمي العربي وهو ما سبق أن أكدنا عليه في كل المناسبات.
فإذا توحد الشعب العربي، وهو كذلك في مشروع الأمة التحرري، وتقدمته المقاومة كرأس حربة كما تجلى في طوفان الأقصى، وما تبعه من نتائج، هو الطريق الصحيح الذي يوصلنا إلى النصر والتحرير.
وايّة رهانات على غير ذلك، إنما هي محاولات لا تصب إلا في خدمة المشروع المعادي لأمتنا، وكيف لا وقد ظهر وانكشف دور النظام الرسمي العربي في التآمر على الأمة لصالح المشروع الصهيوني.
وعليه فإن رص الجبهات خلف معركة المفاوضات، لتكون متسقة مع الميدان ولمصلحة استمرار برنامج المقاومة وتطويرها ونقلها إلى كل قرى ومدن فلسطين ،وتوفير مقومات صمود شعبنا ، بات واجب عروبي واسلامي، ومهمه كافة القوى المؤمنة بهذا المشروع.
فالحرب ليست مجرد بندقية، بل تتعداه الى نتائج ما يمكن ان تفضي إليه هذه البندقية.
ومن هنا نوجه لضرورة توسيع أساليب المقاومة الشعبية، في مقاومة المشروع الصهيوني، عبر تجفيف ينابيع دعمه الاقتصادي والعسكري، ومحاصرة الجسور البرية العربية التي تشكل شريان استمرار وبقاء هذا المشروع.
وهي دعوة لأبناء شعبنا في كل مكان، لإبقاء جذوة الثورة مشتعلة، ومساندة اخوانهم المحاصرين ، وتعزيز صمودهم، ولا بأس من مشروع التوأمة بين مخيمات الشتات والداخل، أو المدن العربية الحرّة، ومدن فلسطين.
وننطلق من إدراك العض على النواجذ، في الربع الساعة الأخيرة، نتعالى فيها فوق الجراح،فالفرح بالنصر والتحرر، بات قاب قوسين أو أدنى.
ننطلق من إدراك ان هذا المستوى الصهيوني من القتل والتنكيل والإبادة ، إنما دليل انهيار هذا الكيان، الذي يحاول تأجيل نهايته الحتمية وسيعمل على إخراج آخر ما في جعبته من وسائل القتل والدمار.
وما النصر الا صبر ساعة.