بقلم : د. خير الدين عبد الرحمن ( أبو الخير)
لئن أوغل العدو الصهيوني في غيه ومد إلى شمال الضفة الغربية جرائم حرب الإبادة والتدمير الشامل التي مارسها في غزة على امتداد احد عشر شهرا بتواطؤ ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية واكثر دول اوربا الغربية ، فقد جاءت عمليتا المقاومة المميزتان والمحكمتان في الخليل إعلانا عمليا مجلجلا عن استكمال ضلع مقاومة الضفة بانضمام الخليل إلى الحالة الثورية الجهادية المتقدمة في جنين النموذج ونابلس العريقة وطولكرم وقلقيلية وسواها ، وإرهاصات تجديد هذه الحالة في القدس وما حولها ، ليتحد هذا الضلع ويتكامل مع ضلع الجهاد والصمود الأسطوري في غزة الذي اطلقته معركة طوفان الأقصى قبل احد عشر شهرا . ولدينا ما يبشر بنهوض ضلع مقاوم ثالث على امتداد مدن وقرى فلسطيننا المغتصبة منذ العام 1948 ، لكي يكتمل مثلث مقاوم فعال يشدد الخناق على العدو الصهيوني وكيانه الذي بدأ يتداعى ويتمزق داخليا .
هنا أحيي تجدد انطلاق عمليات قوات العاصفة على ايدي مناضلين شرفاء يرفضون النهج الأوسلوي – الدايتوني التفريطي ومؤسساته المنسقة مع العدو والخاضعة له ، ذلك النهج الذي انحرف مشكلا ثورة مضادة ٱن لصفحتها المظلمة أن تطوى من تاريخ شعبنا . إن انطلاق قوات العاصفة مجددا بعملياتها المتكاملة مع البطولات الأسطورية لكتائب شهداء الأقصى ومجاهدي القسام والجهاد الإسلامي وسائر فصائل المقاومة الجادة يبشر بمزيد من الانتصارات والإنجازات التي تقطف لشعبنا ثمار تضحياته الأسطورية الهائلة في غزة وسواها .
ولئن يعتصر شعبنا ألما لما عاشه ويعيشه من تٱمر أنظمة عربية وتواطؤها مع العدو في حرب الإبادة بغزة التي امتدت الٱن إلى الضفة الغربية ، وخذلان معيب من أنظمة اخرى ، فعلها حكمة الله عز وجل ان تسقط نهائيا ادعاءات وتبجحات تلك الأنظمة التي تاجرت بقضيتنا ووطننا ومحنة شعبنا لنحو قرن مدعية أبوة قضيتنا .
وفي المقابل ، فإن تصاعد الالتزام الشعبي على امتداد معظم العالم بدعم شعبنا ومطاردة النفوذ الصهيوني ، وخاصة في الولايات المتحدة وسائر الدول المشاركة في حرب الإبادة الصهيونية ضد شعبنا، يفتح ٱفاقا غير مسبوقة لتداعي النفوذ الصهيوني وغروب زمن حصانة دولية شبه مطلقة للغزو الصهيوني