أفادت وسائل إعلام صهيونية، امس السبت، بمقتل جنديين من جيش الاحتلال في حدث أمني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما شن جيش الاحتلال غارات عنيفة على المكان.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن تبادلا لإطلاق النار بين قوات الاحتلال وعناصر المقاومة جنوبي القطاع، مدعية أن مجموعة مقاومة أطلقت وابلاً من القذائف باتجاه قوات جيش الاحتلال.
وزعم موقع حدوشوت بزمان العبري، أن مقاتلين من المقاومة حاولوا استهداف مجموعة عميلة لجيش الاحتلال يديرها المرتزق ياسر أبو شباب في رفح، وأن “المقاتلين تفاجئوا بوجود آليةً للجيش فقاموا بتفجيرها”.
وقالت القناة الصهيونية الـ14، إن عبوة ناسفة انفجرت في آلية هندسية تتمركز في رفح، ما أدى إلى إصابة 3 جنود صهاينة، واستدعاء طيران مروحي للإجلاء.
في حين قالت القناة 12 الصهيونية، إن رئيس حكومة الاحتلال الارهابي بنيامين نتنياهو يقيم الوضع الأمني في غزة مع وزير الجيش ومسؤولين للرد على خرق وقف إطلاق النار.
وبحسب تقارير صهيونية أولية، أسفر الهجوم عن إصابة أربعة جنود صهاينة، بينهم اثنان بحالة خطيرة، نُقلوا بطائرات مروحية لتلقي العلاج.
وقالت وسائل إعلاميةصهيونية، إن الجيش يحقق في “حادث آخر مشتبه به في المنطقة نفسها”، يتعلق بـ”عملية قنص استهدفت آلية هندسية ثانية”، وأكدت أن الحادثين وقعا في محيط الحدود الشرقية لرفح.
في المقابل، أفادت مصادر محلية في رفح بأن جيش الاحتلال شنّ ثلاث غارات على الأقل على أطراف المدينة الشرقية؛ وأفادت مصادر محلية بأن الغارات جاءت “في محاولة لحماية المليشيات المحلية التابعة لياسر أبو شباب”، والتي تعمل تحت غطاء قوات الاحتلال في المنطقة الشرقية من رفح.
ويأتي خرق الاحتلال المتجدد بعد أيام من الهدوء النسبي في جنوب القطاع، ضمن الترتيبات الميدانية استعدادا للمرحلة الثانية من “خطة ترامب”، في حين يواصل الاحتلال تحميل حركة حماس مسؤولية أي خرق ميداني رغم استمرار عملياتها العسكرية في مناطق عدة.
ويأتي الحادث بعد ساعات قليلة من تهديدات أمريكية وصهيونية لحركة حماس، بزعم خرقها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتصاعدت وتيرة التهديدات الصادرة عن الارهابي نتنياهو وأعضاء ائتلافه الحاكم والتلويح باستئناف الحرب وفرض عقوبات على القطاع وحماس بزعم عدم تسليم جثث الجنود الصهاينة، رغم تأكيد الحركة في أكثر من مناسبة أنها سلّمت جميع الجثامين التي تمكنت من العثور عليها.
وأطلقت واشنطن تهديدات باتخاذ إجراءات ضد حركة حماس، في وقت تحدثت وزارة خارجيتها عما وصفتها بأنها “تقارير موثوقة عن انتهاك وشيك للاتفاق من جانب حماس ضد سكان غزة”؛ على حد تعبيرها.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنه “أبلغنا الدول الضامنة بتقارير موثوقة عن انتهاك وشيك للاتفاق من قبل حماس ضد سكان غزة”، مضيفة أن “الهجوم المخطط له ضد المدنيين يشكل انتهاكا مباشرا وخطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار”.
واعتبرت أن “الهجوم الذي تخطط له حماس يقوض التقدم الكبير الذي تحقق من خلال جهود الوساطة، والدول الضامنة لاتفاق غزة تطالب حماس بالوفاء بالتزاماتها بموجب بنود وقف إطلاق النار”.
ووجهت الخارجية الأميركية تهديدا، بالقول “إذا مضت حماس في الهجوم فسيتم اتخاذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على وقف إطلاق النار”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد حماس قائلا إنه “إذا استمرت بقتل الناس في غزة، وهو ما لم يكن جزءا من الاتفاق، فلن يكون أمامنا سوى التدخل وقتلهم”؛ مضيفا “نأمل أن تفي حماس بالتزاماتها، وإذا لم تتصرف بالشكل المناسب، فسنتولى التعامل مع الأمر”.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، ارتكب الاحتلال 47 خرقاً موثقاً، ما أسفر عن استشهاد 38 فلسطينياً وإصابة 143 آخرين بجراح متفاوتة، في انتهاكٍ واضح لقرار وقف الحرب ولأحكام القانون الدولي الإنساني.
