اقتحم مئات من قطعان المستوطنين المتطرفين، صباح اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، عقب اقتحامه بحماية أمنية مُشددة من قبل شرطة الاحتلال والقوات الخاصة المُسلحة التابعة لها.
وقالت مصادر مقدسية، إن 460 من قطعان المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى ودنسوا باحاته، صباح الثلاثاء، على شكل مجموعات من جهة “باب المغاربة” الخاضع للسيطرة الصهيونية منذ العام 1967.
ونوهت المصادر إلى أن 350 طالبا يهوديا من طلبة المعاهد الدينية المتطرفة، شاركوا في اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك.
ولفتت النظر إلى أن عشرات من قطعان المستوطنين أدّوا طقوسًا وصلوات تلمودية في الجهة الشرقية من ساحات المسجد الأقصى؛ لا سيما قرب مصلى باب الرحمة.
وأشارت المصادر إلى أن قطعان المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في المسجد الأقصى، وساروا عبر مسارات مُحددة مُسبقًا في باحات المسجد، وتلقوا شروحات حول “الهيكل المزعوم”؛ قبل أن يخرجوا من “باب السلسلة”.
وشددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في شوارع القدس ومحيط البلدة القديمة وأبوابها لتأمين اقتحامات قطعان المستوطنين، والتضييق على الأهالي والمصلين.
يأتي ذلك مع تصاعد انتهاكات الاحتلال وقطعان المستوطنين في المسجد الأقصى، حيث اقتحم أكثر من 935 من قطعان المستوطنين ساحات المسجد خلال الأسبوع الماضي.
في حين سجلت “جماعات الهيكل” المتطرفة، خلال ما يسمى موسم الأعياد اليهودية رقماً قياسياً غير مسبوق في اقتحامات المسجد الأقصى، بنحو 10 آلاف من قطعان المستوطنين.
وكانت منظمات “الهيكل” قد أطلقت “مسابقة” لتشجيع قطعان المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، فيما دعت قطعان المستوطنين لارتداء “التيفلين” والتقاط الصور لأنفسهم فيه، معلنة أن الفائز يحصل على “تيفلين” ضخم.
و”التيفلين” هي لفائف من جلد الكوشر يضعها اليهود على جباههم في الأعياد وخلال أدائهم الطقوس التلمودية، والتي باتت ظاهرة خلال اقتحام المسجد الأقصى.
وتأتي هذه الاقتحامات ضمن مساعي الاحتلال لطمس الهوية الإسلامية والتاريخية للقدس، وتهدد السيادة الإسلامية على المسجد الأقصى، بينما تتواصل الدعوات المقدسية لأهالي القدس والداخل للحشد والرباط في باحات الأقصى، من أجل إفشال مخططات الاحتلال وقطعان المستوطنين، والتأكيد على أن المسجد خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
