تشهد الضفة الغربية المحتلة منذ الليلة الماضية تصعيداً صهيةنيا واسعاً، تمثل في هدم منازل ومنشآت تجارية وزراعية، واعتداءات متواصلة لقطعان المستوطنين على ممتلكات المواطنين وأراضيهم في مناطق متعددة من نابلس وجنين وبيت لحم والأغوار الشمالية، في سياق سياسة التوسع الاستيطاني والتهجير القسري.
ففي نابلس، هدمت قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الخميس، منزلاً في قرية دوما جنوب المدينة.
وأفاد رئيس المجلس القروي سليمان دوابشة، بأن قوة عسكرية ترافقها جرافة اقتحمت المنطقة الشرقية من القرية وهدمت منزل المواطن مجاهد عفان دوابشة، المكون من طابق واحد وتبلغ مساحته نحو 200 متر مربع، وتقطنه أسرة من خمسة أفراد.
وأوضح أن العائلة لم تتلقَّ أي إخطار مسبق بالهدم، وتمكنت فقط من إخلاء بعض حاجياتها قبل بدء الجرافات بالعمل.
وفي جنين، هدمت جرافات الاحتلال صباح اليوم معرضاً للمركبات قرب بلدة عرابة جنوب المدينة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال هدمت معرض “الفهد للسيارات” الواقع على شارع جنين–نابلس، بعد إخطار أصحابه قبل أشهر بقرار الهدم الذي طال أيضاً محالاً تجارية ومعارض مجاورة.
أما في بيت لحم، فقد دمر قطعان المستوطنين بيتاً بلاستيكياً “دفيئة” وردموا بئراً للمياه في منطقة خلايل اللوز شرق المدينة.
وقال المواطن محمود عبيات إن قطعان المستوطنين اقتحموا المنطقة وأحدثوا خراباً ودماراً في دفيئة وبئر مياه، واستولوا على نحو 20 عموداً حديدياً تعود لشقيقه محمد، الذي سبق أن تعرضت مزرعته للهدم.
وأشار إلى أن الاعتداءات في خلايل اللوز تصاعدت مؤخراً، وتشمل هدم غرف ومزارع لتربية المواشي، وتقطيع أشجار وتجريف أراضٍ، ومهاجمة منازل الأهالي بهدف تهجيرهم.
وفي الأغوار الشمالية، واصل قطعان المستوطنين اعتداءاتهم الليلية، إذ سرقوا قواطع حديدية من حظيرة ماشية وأعطبوا إطارات صهريج مياه يعود للمواطن عبد ربه بني عودة في منطقة الدير، بحسب رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة.
وأضاف أن مجموعات من المستوطنين حرثت نحو 250 دونماً من الأراضي المملوكة “بالطابو” في خربة سمرة، في خطوة تأتي بعد أيام من تسييج مئات الدونمات في المنطقة.
وأشار دراغمة إلى أن قطعان المستوطنين بدأوا صباح اليوم بحراثة أراضٍ إضافية في سهل “أم القبا” بالأغوار الشمالية، ضمن مساعٍ لفرض السيطرة على الشريط الشرقي لمحافظة طوباس.
وبين أن آلاف الدونمات الزراعية والرعوية سُيجت خلال الأسابيع الماضية في إطار خطة تهويدية متصاعدة.
ويأتي هذا التصعيد الميداني في ظل تنامي اعتداءات قطعان المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال، الذين يعملون بتنسيق ضمني لتوسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية، في وقت تتعرض فيه القرى والبلدات الفلسطينية لعمليات هدم ممنهجة تستهدف البنى السكنية والزراعية والتجارية، ضمن سياسة تهدف إلى فرض وقائع استيطانية جديدة على الأرض.
