تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ما بعد حرب غزة.. “إسرائيل” تعيد تشكيل خرائط الصراع في الضفة ولبنان وسوريا

ما بعد حرب غزة.. “إسرائيل” تعيد تشكيل خرائط الصراع في الضفة ولبنان وسوريا

على الرغم من انتهاء الحرب على غزة رسمياً وفق إعلان شرم الشيخ، فإن المشهد الإقليمي لم يشهد أي استقرار حقيقي، فالغارات، والتحركات العسكرية، والاشتباكات عبر الحدود تشير إلى أن توقف القتال في القطاع لم يكن سوى طيّ لصفحة واحدة من صراع أوسع.

الحرب التي انطفأت نيرانها في غزة، تشتت شررها إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا، حيث تتحرك “إسرائيل” ضمن استراتيجية أكثر اتساعاً وحساسية، تستهدف إعادة ترتيب موازين القوة وتثبيت “مكاسب” المرحلة السابقة على حساب أطراف متعددة.

وفي الوقت الذي يروّج فيه المجتمع الدولي لفكرة “التهدئة” وعودة الهدوء، تكشف الوقائع الميدانية، كما ترصدها صحيفة الغارديان، أن المنطقة تعيش فعلياً على أطراف نار كامنة، “فإسرائيل” تستغل مرحلة ما بعد الحرب لتوسيع حضورها العسكري، وتعزيز سيطرتها، وفتح ملفات قديمة تحت غطاء الظروف الجديدة، بينما يتجاوز الصراع حدوده التقليدية ليتحوّل إلى شبكة مترابطة من المواجهات داخل فلسطين وخارجها.

غزة.. مرحلة “ما بعد الحرب” بلا ملامح واضحة

ورغم الإعلان الرسمي عن توقف العمليات، إلا أن غزة ما زالت تعيش حالة توتر مكبوت، مع استمرار التحركات “الإسرائيلية” عند أطراف المدن وغياب أي رؤية دولية جادة لإعادة الإعمار.

فالغارديان تشير إلى أن “إسرائيل” لم تتعامل مع إعلان وقف النار كختام للحرب، بل كاستراحة انتقالية تتيح لها إعادة التموضع، ومراقبة الواقع السياسي والأمني، وفرض ترتيبات ميدانية تضمن بقاء القطاع في حالة إنهاك طويلة المدى.

ومن الواضح أن ما جرى لم يحسم مصير غزة ولا شكل إدارتها المقبلة، بل أبقى الباب مفتوحاً على احتمالات متعددة.

الضفة الغربية.. جبهة ملتهبة

وفي الوقت الذي انشغل فيه العالم بتطورات غزة، كانت الضفة الغربية تتحول بهدوء إلى ساحة صراع متصاعد.

فعمليات الاقتحام اليومية، واتساع رقعة الاعتقالات، وتزايد عنف المستوطنين، تشير إلى أن “إسرائيل” تتجه لتعديل الواقع الديموغرافي والسياسي في الضفة، تحت غطاء “الترتيبات الأمنية” لما بعد الحرب.

وتنقل الصحيفة البريطانية أن ما يحدث في الضفة يشبه موجة إعادة تشكيل ممنهجة، تهدف إلى خلق بيئة جديدة تجعل السيطرة “الإسرائيلية” أمراً راسخاً يصعب التراجع عنه، وفي ظل ذلك تصبح المجتمعات الريفية والبلدات الصغيرة الأكثر تعرضاً للضغط والتهجير.

لبنان.. اشتباكات محسوبة على حافة الانفجار

على الحدود الشمالية، تسير الأمور ضمن معادلة دقيقة تسمح بالتصعيد دون الانزلاق إلى حرب شاملة.

وحجم النار التي تطلقها “إسرائيل” على لبنان في ازدياد، والغارات المتناثرة تتقدم تدريجياً في العمق اللبناني، بينما يسقط مدنيون بين قتيل وجريح.

وترى تقارير الغارديان أن “إسرائيل” تتعامل مع الساحة اللبنانية بوصفها مجال ضغط إضافياً، وأنها تحاول استخدام حالة ما بعد الحرب في غزة لترسيخ قواعد جديدة للاشتباك. غير أن هذه الحسابات تبقى محفوفة بالمخاطر، فالجبهة الشمالية حساسة للغاية، وأي خطأ قد يشعل مواجهة واسعة تمتد خارج حدود البلدين.

سوريا.. تصعيد منخفض الضجيج يستهدف النفوذ الإيراني

وسط انشغال دولي بملف غزة، كثّفت “إسرائيل” خلال الأسابيع الماضية ضرباتها داخل سوريا، مستهدفة مواقع مرتبطة بإيران وفصائل متحالفة معها.

وترى الغارديان أن “تل أبيب” تستخدم اللحظة الحالية لإعادة ضبط قواعد اللعبة في سوريا، بما يضمن لها حرية حركة أكبر وقدرة على ضرب خطوط الإمداد والتواجد العسكري الإيراني متى شاءت، ومن دون ردع حقيقي.

ومع أن دمشق وطهران تكتفيان بردود رمزية محدودة، فإن استمرار هذا النهج يساهم في توتير الساحة السورية ويعزز هشاشة الوضع الإقليمي.

من غزة إلى دمشق… رؤية “إسرائيلية” لإعادة رسم الخرائط

وفق التحليل الوارد في الصحيفة البريطانية، فإن “إسرائيل” لا تتعامل مع هذه الساحات كجبهات منفصلة، بل كأجزاء في معادلة أمنية واحدة.

الهدف الأكبر هو إعادة ترتيب توازنات المنطقة على نحو يضمن لها تفوقاً عسكرياً واستراتيجياً ممتداً.

فبعد حرب غزة، يبدو أن القيادة “الإسرائيلية” تسعى إلى تكريس وضع إقليمي جديد يتيح لها التحكم في المسارات الأمنية والسياسية، سواء عبر توسيع الاستيطان في الضفة، أو تحجيم قدرات حزب الله، أو الحد من نفوذ إيران في سوريا، أو إبقاء غزة في وضع هشّ يمنع أي عودة سريعة لقوتها.

غياب موقف دولي فاعل… وقلق من انفجار أوسع

ورغم خطورة هذا التمدد العسكري “الإسرائيلي”، لا يظهر المجتمع الدولي موقفاً موحداً أو حازماً تجاه ما يجري.

فالاهتمام العالمي تراجع بعد إعلان وقف الحرب، ما سمح “لإسرائيل” بالتحرك دون ضغط حقيقي.

وتختم التحليلات بالتحذير من أن استمرار الصمت الدولي لا يلغي احتمالات انفجار الوضع، بل يزيدها. فالجبهات المتعددة، والتحركات العسكرية المتزامنة، والمواجهات غير المحسوبة، كلها عوامل يمكن أن تفضي إلى صدام أوسع قد لا يظل محصوراً داخل حدود فلسطين.

ما بعد حرب غزة ليس مرحلة هدنة، بل مرحلة إعادة تشكيل. فبينما يتحدث العالم عن “وقف إطلاق النار”، تدير “إسرائيل” صراعاً متعدد الأبعاد، يتحرك على خطوط متوازية من نابلس إلى جنوب لبنان ومن دمشق حتى حدود القطاع.


إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد