الخميس. مارس 28th, 2024
بشارة مرهج – وزير لبناني سابق
بشارة مرهج – وزير لبناني سابق

في الوقت الذي يتعرّض فيه الشعب الفلسطيني لأعلى درجات الظلم والعدوان على يد الكيان الصهيوني الغاصب، يدعو بعض الأصوات النيابية في لبنان المجتمع الدولي إلى إخراج الفلسطينيين وإعادتهم إلى بلادهم، موحياً بأنّ الفلسطينيين، ومعهم الإخوة السوريون، هم السبب الحقيقي وراء أزمة لبنان الاقتصادية، وكأنّ أركان الطبقة الحاكمة في لبنان هم مجموعة ملائكة لم تقرب مالاً حراماً ولم تمد يدها إلى جيوب الناس، ولم تسطو على ودائع المغتربين، أو كأن الحصار الأميركي الخانق على لبنان لا يفاقم الأزمة الاقتصادية، ولا يزيد من منسوب المجاعة التي تستبد بقسم كبير من المواطنين والقاطنين وتنتشر بينهم انتشار النار في الهشيم.

أما الأقسى من هذا الإيحاء الاقتصادي، فهو الإيحاء السياسي الذي يزعم أنّ الفلسطيني يقيم سعيداً في لبنان، مع أنه يتعرّض كاللبناني وأكثر، لمظالم لا تحتمل على صعيد المعيشة والعمل والتعليم والطبابة والإسكان والأوكسجين المفقود في المخيّمات، ما يجعل حياته بائسة لا يضيئها ويشيع في أرجائها الأمل، سوى إرادة التمسّك بهويته الوطنية والنضال المتواصل، من أجل العودة إلى بلاده واستعادة حقوقه الكاملة، رافضاً كل العروض والمغريات، صامداً في وجه الإرهاب الصهيوني الذي بلغ ذروته في مجزرة صبرا وشاتيلا على يد العسكريتاريا “الإسرائيلية” وجماعاتها.

صحيح أننا تقاسمنا الشقاء والعذاب مع إخوتنا الفلسطينيين، ولكنّنا تقاسمنا أيضاً الخبز والملح معهم من دون أن ننسى لحظة، أنّ النضال المشترك الذي خضناه معاً في الجنوب والبقاع وبيروت وخلده وعين دارة ضد الاحتلال الصهيوني المتمادي، هو الذي أسّس لمرحلة جديدة أشرقت فيها أنوار النهضة وسقطت فيها العنجهية الصهيونية تحت أقدام أطفال الحجارة وأبطال المقاومة، ومعهم انتفاضة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

وإذا كان البعض يُنكر، عن جهل أو عن قصد، هذا التحوّل التاريخي الذي تحقّق بفعل التضحية والشهادة والدماء اللبنانية الفلسطينية، فهذا لا يغيّر شيئاً من الحقيقة التي تتبدّى اليوم واضحة في عجز الكيان الصهيوني عن متابعة دوره المرسوم في كسر إرادة المنطقة وفرض التوطين عليها وإذلال شعوبها، كما كان يفعل قبل حرب تشرين وعصر المقاومة. إلى الذي ما زال يعيش في الماضي أسيراً لتشنّجاته وانكساراته، فإنّ عهداً جديداً يشقّ، الآن، طريقه من بين الركام والدماء. إنّه عهد البطولة الصادقة التي تختزنها صدور الأطفال والشباب في المخيّمات والأحياء والحواري على امتداد الأرض العربية.

المصدر: جريدة الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!

من النظام الداخلي لحركتنا فتح

القواعد والأسس التنظيمية

مقدمة هيكل البناء الثوري

أخي يا رفيق النضال
إن هذه الحركة وهذا العمل لأمانة وطنية ومسؤولية تاريخية.. فلتحمل الأمانة الغالية.. ولتقدر المسؤولية الخطيرة.. ولتهيئ كل من حولك ولتلهب روح العمل الثوري المنظم في كل نفس عربية مخلصة لفلسطين مؤمنة بتحريرها. ولنروض جميعا نفوسنا على الصبر ومواجهة الشدائد واحتمال المكاره والبذل.. والتضحية.. والفداء.. بالروح والدم.. والدم.. والجهد.. والوقت وهذه كلها من أسلحة الثوار.

لذلك.. لا تقف يا أخي!!
وفي هدوء العاملين.. وصمت المخلصين وفي عزم الثوار.. وتصميم المؤمنين.. وصبر المكافحين.. انطلق سريعا لأن شعبنا بحاجة لكل لحظة من الزمن بعد أن امتدت مأساتنا هذه السنين الطوال. ولتعلم أن عدونا قوي.. والمعركة ضارية ليست قصيرة.. وأن العزم.. والصبر والسرية والكتمان والالتزام بأهداف الثورة ومبادئها يحفظ خطوتنا من الزلل والتعثر ويقصر الطريق إلى النصر.. فإلى الأمام .. إلى الثورة.. وعاشت فلسطين حرة عربية “فتح”

اقرأ المزيد