نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، مقالا لرئيس تحريره ديفيد هيرست، أشار فيه إلى أن العلامات كافة تؤكد تعرض دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى “هزيمة استراتيجية”، في عدوانها المتواصل على قطاع غزة.
وبرهن هيرست على طرحه بالإشارة إلى وجود عقبات لا تحصى في وجه الاحتلال، من خسارة الرأي العام الغربي إلى القلق الشديد الذي بات يساور داعميها.
وابتدأ مقاله بالحديث عن الطفل الفلسطيني فيصل الخالدي (5 سنوات) الذي روى لحظات اغتيال الاحتلال لوالديه بطريقة مروعة أمام عينيه، قائلا إن “الغلام الصغير، راح يسرد الحقائق كما لو كان رجلا بالغا”.
وتاليا ترجمة المقال كاملا:
تحدث فيصل الخالدي عن اللحظة التي دخل فيها الجنود الإسرائيليون بيت عائلته في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، بينما كان يتأهب للذهاب إلى المدرسة.
وقال في حديث له مع مراسل التلفزيون العربي الذي كان يجري مقابلة معه: “كانت أمي حاملاً. عندما كنا نغادر إلى المدرسة دخلوا (أي الجنود الإسرائيليون) إلى غرفة المعيشة وأطلقوا النار على أمي في بطنها. كانت حاملاً في الشهر السابع”.
“وماذا عن أبيك؟”.
قال الغلام: “كان نائماً”.
“ثم صحا من نومه؟”.
قتل هو وأمي في نفس الأسبوع”.
“في نفس اليوم؟”.
“نعم، أمامي وعلى مرأي مني”.
“أخذوهم إلى الممر وقتلوهم أمامي. عندما ذهبنا إلى الممر أخرجوهم وقتلوهم أمامنا”.
العالم يراقب
لربما كان هؤلاء الجنود ينفذون تعليمات الحاخام إلياهو مالي، رئيس المدرسة اليهودية في يافا الذي قال، إن “المبدأ الأساسي الذي لدينا هو أننا عندنا نعيش الحرب المقدسة للوصية، في هذه الحالة غزة، بحسب صوت القاضي، سوف لن تتركوا نفساً واحدة على قيد الحياة. المعني واضح جداً. إذا لم تقتلهم أنت أولاً فلسوف يقتلونك. إرهابيو اليوم وأطفال الماضي، الذي بقي في حياتهم. والواقع هو أن النساء هن من يصنع هؤلاء الإرهابيين. ما يعنيه هذا هو أن تعريف “لا تبقى نفس على قيد الحياة” واضح جداً في الكتاب المقدس. إما أنت أو هم”.
إذن التوراة واضحة حول الحاجة لقتل النساء والأطفال.
ولكن ماذا عن كبار السن؟
كان هذا سؤالاً وجهه أحد الحضور إلى الحاخام، الذي أجابه قائلاً: “لا يوجد أناس أبرياء. نفس الشيء ينطبق على المسنين الذين لديهم القدرة على حمل السلاح. كما أن التوراة واضحة جداً في الكتاب. في غزة، بحسب تقديرات القوات الأمنية، 95-98 بالمائة يريدون تدميرنا، وتلك هي الأغلبية. ونفس الشيء ينطبق [على الأطفال]. إذا تركته على قيد الحياة، فلا تحاول أن تتذاكى على التوارة”.
لربما كان هذا هو السبب الذي جعل جنوداً آخرين مؤخراً يهنئون رفيقاً لهم قتل رجلاً مسناً غير مسلح يعاني من مصاعب في السمع والنطق، والذي كان رافعاً يديه داخل غرفة نومه.
قال الجندي واصفاً ما حصل: “فتحنا الباب، فارتعد. سار باتجاهي وفعل هكذا (يلوح بيديه). قتلته بأربع رصاصات”.
سأله زميل له في مقطع فيديو نشر على موقع إكس: “وهل كان الوحيد؟”.
“لا أدري. ليس لدينا وقت. لربما كان هناك آخرون. كانت هناك غرفة أخرى. لم يكن لدينا وقت”.
“وقال، لا، لا؟”.
“نعم، لا، لا”.
“وأرديته قتيلاً؟ ممتاز”.
لاحقا في المقطع، يُسأل الجندي: “ماذا بدون سلاح؟ كان يحمل شيئاً؟”.
“لا، لا، اختبأ بجانب السرير”.
“كل الاحترام”.
تظهر مقاطع الفيديو الجنود الإسرائيليين وهم يتحدثون فيما بينهم. يبدو أنهم إلى حد بعيد يزدرون ما قد يفكر به بقية العالم، وهم غافلون عن الأثر الذي تخلفه هذه المقاطع حول العالم. ولكن العالم يراقب.
محل تناقض
بقي العالم الغربي على مدى 75 عاماً لا يبالي. ولكن هذه الحرب تجبر داعمي إسرائيل الغربيين على رؤية الجرائم المرعبة التي ترتكب في حملة وصفوها قبل خمسة شهور بأنها عادلة. حتى الناقد التقدمي لإسرائيل، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، قال قبل خمسة شهور إن الحرب ضد حماس عادلة.
مستوى التوحش والابتهاج الذي يبديه الجنود الإسرائيليون عندما ينطلقون في عمليات القتل اليومية، وتجويع غزة، ثم إسقاط منشورات باللغة العربية تقول للفلسطينيين بأن عليهم إطعام المحتاجين، وقتل 400 شخص ينتظرون المساعدات، ثم التعهد بإغراق غزة بالمساعدات، كل هذا أكثر بكثير مما يمكن كنسه تحت البساط عندما تتوقف هذه الحرب.
لقد تم تجاوز الحد. بهذه الحرب، دخلت إسرائيل الطبقة النخبوية من الدول المارقة. لقد غدت أقبح القبيح، ويستحيل في حقها المغفرة. لا يمكن تبريرها، ولا يمكن وضع الأمر في أي سياق. كل العملية التي تنفذ في غزة شيء شنيع.
لقد أصبحت الصهيونية اللبرالية عبارة يتناقض بعضها مع بعض. إنه شيء لا يصدق.
بتصرفها بهذا الشكل، تحولت إسرائيل ليس إلى وطن للناس المعذبين الذين عانوا من الاضطهاد حول العالم لآلاف السنين، وإنما إلى فورت نوكس التفوق العرقي اليهودي، الوريث الطبيعي لدعاة التفوق العرقي للبيض.
وهذا له تأثير تحولي كبير على الشعب اليهودي حول العالم، والذي باسمه وباسم ماضيه المشترك يتم ارتكاب تلك الجرائم.
ليس باسمنا
لم تأت الصرخات القلبية القصيرة لجوناثان غليزر، مخرج فيلم “نطاق المصلحة” من فراغ حينما قال في خطاب قبوله لجائزة الأوسكار: “نقف هنا كرجال يفندون يهوديتهم والمحرقة التي يتم اختطافها من قبل احتلال أفضى إلى صراع، يلتهم الكثيرين من لأبرياء”.
نفس صرخة “ليس باسمنا” يرددها آلاف الشباب اليهود الذين يخرجون للتظاهر كل نهاية أسبوع في لندن من أجل وقف الحرب في غزة.
ومؤخرا، قالت ناشطة يهودية تعمل مع مجموعة نعمود بريطانيا اسمها إيميلي: “أظن أن مجتمعنا يشهد صحوة هادئة، وترى ذلك بدليل أن الكتلة تنمو باستمرار، والحركة مستمرة في النمو، والمنظمات القاعدية تزداد نمواً يوماً بعد يوم. لم أكن من قبل متأكدة كما أنا اليوم من أنني سوف أرى فلسطين حرة”.
وحينما سئلت عن رأيها في محاولات حكومتها تصنيف هذه المسيرات على أنها من عمل المتطرفين، قالت: “لقد سئمت أن يقال لي من قبل أشخاص غير يهود كيف ينبغي على كإنسانة يهودية أن أشعر. لقد سئمت أن يقال لي إن علي أن أشعر بالخوف بينما هذه المسيرات إلى حد كبير سلمية، والناس الذين يشاركون فيها في غاية اللطف معنا والامتنان لنا. هذا في الواقع يثبت مدى الجهل بالرأي اليهودي خارج فقاعتهم الصهيونية الصغيرة جداً”.
وهذا هو المكان الذي توجد فيه القيادة الحقيقية. إنها في الشوارع وليس داخل البرلمان. هؤلاء هم الأسود. أما قادتنا السياسيون فهم الحمير.
يحق لإسرائيل والمدافعين عنها أن يتملكهم الرعب مما يقوله لهم جيل جديد من اليهود الأمريكيين والبريطانيين.
على مدى العقود الثمانية الماضية، أدارت إسرائيل إجماعاً حول وجودها، وحول هويتها، وحول غايتها، وكان ذلك أقوى من كل ما تلقته من أسلحة وأموال ومهاجرين يهود.
كلما ضعف هذا الإجماع كلما فقدت إسرائيل نفوذها في مراكز القوى الغربية. وها نحن نرى الإدمان القهري على دعم إسرائيل يقلب الطاولة على محاولات الغرب ذاته إقناع نفسه بأنه قوة أخلاقية، قوة من أجل الخير في العالم.
بموجب آخر تعريف للتطرف من قبل الحكومة البريطانية بات صواباً دعم حكومة تضرب عرض الحائط بمعاهدة الإبادة الجماعية، وتجوع السكان الذين يرزحون تحت نير الاحتلال، وتقتل الأمهات والأطفال غير المسلحين كما تشاء، بينما التطرف هو الاحتجاج ضد كل هذا عبر مسيرات تنظم في شوارع لندن.
هذه سخافة غير مسبوقة.
وتترك لدول مثل جنوب أفريقيا مهمة إرشاد بريطانيا إلى الصواب. ها هي جنوب أفريقيا تعلن عن نيتها محاكمة مواطنيها الذين يعودون إلى البلاد بعد القتال في صفوف الجيش الإسرائيلي.
سوف يستغرق تآكله فترة من الزمن، ولكن بعد هذا الذي يجري في غزة، لن يكون مضموناً في المستقبل استمرار قدرة إسرائيل على الهيمنة على كل واحد من الأحزاب السياسية الكبرى في الغرب. لن يكون بإمكانها إملاء تعريف معاداة السامية، ولن تضمن الأموال التي يحتاج إليها السياسيون الغربيون الطامحون.
في يومنا هذا، كل سياسي من حزب المحافظين أو من حزب العمال يطمح لأن يصل إلى الموقع الأرفع، فإن عليه – وجوباً تقريباً – أن ينتمي إلى أصدقاء إسرائيل، ذلك النادي الذي يفرض نفوذه على كل واحد من الأحزاب السياسية. إلا أن ذلك قد لا يكون الوضع بالنسبة للأجيال القادمة من السياسيين.
لقد غدت المعارضة الأكاديمية اليهودية لإسرائيل قوية ومدوية. ولم يعد من الصواب وصفها بالهامشية. بدأت إسرائيل الآن تفقد الصوت اليهودي العالمي.
“الحرب من الداخل”
مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإبقاء على هذه الحرب مستمرة لأطول مدة ممكنة لا تحظى بالمساعدة من الداخل.
تحدى اثنان من كبار الأعضاء في حكومة الحرب رغبات رئيس الوزراء على الملأ. جاء أول تصرف ينم عن تحد علني من وزير الدفاع يوآف غالانت الذي أعلن أنه سيوافق على طرح قانون خدمة عسكرية جديد فقط فيما لو وافق حزب الوحدة الوطنية الذي يترأسه عضو الكنيست بيني غانتز على كيفية تنظيم الإعفاء الذي يحظى به طلاب المدارس الدينية من الخدمة الإجبارية.
ما فعله غالانت فعلياً هو أنه منح غانتز حق الفيتو ضد القانون الذي يعتمد عليه تمويل المدارس الدينية، التي يرفض طلابها الانخراط في الخدمة العسكرية. بدون هذا القانون، سوف تنسحب الأحزاب الدينية من الائتلاف، الأمر الذي سيفضي إلى انهيار الحكومة.
جاء الإجراء الثاني من غانتز، الذي قام بزيارات لم تحظ بموافقة الحكومة إلى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، لدرجة أن نتنياهو أمر سفاراته في البلدين بعدم التعاون. ولكن بلغ ضعف نتنياهو السياسي حداً لم يعد بإمكانه معه طرد غانتز أو غالانت من الحكومة.
تلقى نتنياهو ضربة ثالثة خلال نفس الفترة التي لم تتجاوز بضعة أسابيع من التصريح الأخير الصادر عن كبير حاخامات اليهود الشرقيين إسحق يوسف الذي قال إنه فيما لو فرضت الحكومة الخدمة العسكرية الإلزامية على الجماعات المتدينة، فسوف يغادرون إسرائيل جماعياً. ندد مقال نشرته صحيفة الجيروزاليم بوست بالحاخام يوسف. اعتبر كاتب المقال أن كلمات الحاخام تمثل إهانة للجنود الذين يخاطرون بحياتهم في غزة.
تتضاءل السلطات التي يملكها قائد الحرب الإسرائيلية داخل إسرائيل، فلم يعد يتمكن من إدارة الحرب كما يرغب. كما أن ميزان القوة بين إسرائيل وحماس ليس محسوماً كما بدا للوهلة الأولى.
ما من شك في أن الحملة العسكرية أضعفت قدرات حماس كقوة مقاتلة في غزة، على الرغم من أن أعضاء القيادة في غزة لا زالوا يمررون، وبشكل مستمر، رسالة إلى الجناح السياسي في الدوحة وبيروت مفادها أنهم على ثقة بأن لديهم القدرة على الاستمرار.
ثمة مؤشر آخر على ثقتهم بأن لديهم القدرة على رسم مستقبل فلسطين وقيادتها، ألا وهو قائمة الأسرى الذين يتوجب تحريرهم مقابل من تبقى من رهائن إسرائيليين.
تتضمن القائمة مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح المحكوم بخمسة مؤبدات وأربعين سنة سجن بسبب دوره في الانتفاضة الثانية، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعبد الله البرغوثي، القيادي العسكري في حماس، وإبراهيم حامد، أحد قيادات الانتفاضة الثانية.
فيما لو أطلق سراح أي من هؤلاء الرجال، فإن الأثر الذي سيتمخض عن ذلك هو إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية على مستوى جميع الفصائل، الوطنية والعلمانية والإسلامية.
سيكون ذلك بالنسبة للفلسطينيين انبعاثاً سياسياً هائلاً. ولسوف يعني كذلك النهاية الحتمية للسلطة الفلسطينية التي تتعاون مع القوة التي تحتلهم.
بالنسبة لإسرائيل، من الممكن أن يوفر تحرير هؤلاء الرجال فرصة حقيقية للتفاوض على إنهاء الصراع. ولكن فقط رجال مثل آمي أيالون، رئيس الشين بيت السابق، يدرك هذه النقطة. بدلاً من ذلك، الفكرة التي خرجت بها حكومة الحرب هي تنصيب عميل آخر من السلطة الفلسطينية، ماجد فرج، ليكون مسؤولاً عن غزة. إلا أن مهمة فرج محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، ولذلك حري به لو كان حكيماً أن يرفض مثل هذا العرض المسموم.
الضوء الأخضر يتحول إلى الأصفر
يؤثر ضعف نتنياهو بقوة على النخب السياسية الغربية التي تدعم وتسلح إسرائيل.
خلاف الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نتنياهو بات معروفاً وعلى مرأي ومسمع من الجمهور. فالرئيس الأمريكي الذي قال بملء فيه قبل خمسة شهور إن إسرائيل لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها، يقول الآن إنه لا يمكن لإسرائيل أن تقتل 30 ألف فلسطيني آخر باسم الدفاع عن النفس.
لا أعتقد أن بايدن طرأ عليه تغيير في التوجه أو أن القشور سقطت عن عينيه. لم يزل المسؤولون في الحكومة الأمريكية يتلقون معلومات كاملة عما يجري في الميدان داخل غزة في كل مرحلة من مراحل هذه العملية.
فقد كانوا يعلمون، على سبيل المثال، أن حماس لم تكن تحول اتجاه قوافل المساعدات أو تسرق الطعام، وقد صرحوا بذلك.
لئن كان بايدن الآن يواجه عواقب منحه إسرائيل الضوء الأخضر لغزو غزة بعد هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر، فإن هذه العواقب في جوهرها انتخابية. لقد صدم فريق بايدن بحجم الصوت غير الملتزم.
مئات الآلاف من الناخبين في أنحاد الولايات المتحدة صوتوا لغير مرشح في التصفيات الديمقراطية يوم الثلاثاء العظيم، في الوقت الذي تتعاظم فيه الحركة التي تحث النخابين على التصويت غير الملتزم، وذلك احتجاجاً على تعامل بايدن مع الحرب في غزة. وهذا يمكن أن يكلفه الكثير في الانتخابات العامة المقررة في شهر نوفمبر.
هذا العام، كانت ترحيبات بايدن بشهر رمضان دافئة بشكل خاص. ولكن الأمريكيين العرب لا يريدون أحضاناً، بل يريدون رؤية تغيير في السياسة. ومازال بايدن يدعم فقط وقف إطلاق نار مؤقت، وليس دائماً. ولم يهدد بوقف توريد الأسلحة لإسرائيل.
ومع ذلك شهدنا تغيراً متعمداً في اللهجة. خذ على سبيل المثال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أعلى المسؤولين اليهود موقعاً في الولايات المتحدة، والذي كان صارخاً في دعمه لإسرائيل بعد هجوم حماس قبل خمسة شهور. يوم الخميس، حذر شومر إسرائيل من أنها لا يمكن أن تنجو فيما لو أصبحت دولة مارقة على مستوى العالم.
اتهم شومر نتنياهو بأنه يقدم نجاته السياسية على المصلحة الوطنية، وقال إنه بالغ في تسامحه مع قتل المدنيين في غزة، والذي دفع بالدعم الذي تحظى به إسرائيل عالمياً نحو أدني المستويات، مؤكداً على أن إسرائيل لا يمكن أن تنجوا فيما لو أصبحت دولة مارقة.
خسارة الرأي العام في الغرب، واستمرار قضية الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وتآكل الإجماع اليهودي، وتململ وقلق داعمي إسرائيل – كل هذه العناصر تشير إلى هزيمة استراتيجية سوف تمنى بها إسرائيل.
حتى لو توقفت الحرب الآن، فإن الثمن الذي دفعته إسرائيل حتى تعيد احتلال غزة، سوف يكون أعلى بكثير مما كانت ستدفعه قبل خمسة شهور. ولكنها مازالت لا تدرك ذلك. ولسوف تفعل.