تتسارع وتيرة العدوان الصهيوني على شعبنا في فلسطين، سواءفي غزة أو الضفة الغربية، وباتت المجازر هي العنوان الأبرز لهذا العدوان ،في ظل
صمت رسمي عربي، ودخول الإدارة الأمريكية، وبعض الغرب كشريك حقيقي في العدوان على
شعبنا وأمتنا.
وقد تجلت هذه المشاركة، في السكوت عن جرائم العدو ومشاركته في مجزرة مخيم النصيرات بشكل مباشر، حيث تم تنفيذ المجزرة عبر قوات
الكوماندوز الأمريكية( دلتا)وبلاك وتر ،ومعهما وحدة النخبة البريطانية ووحدة من الشباك الصهيوني.
وشكلت مجزرة النصيرات، علامة فارقة، في انتقال الغرب الامبريالي من الدعم العسكري إلى المشاركة المباشرة في العدوان على شعبنا، لدرجة
ان الادارة الامريكية باتت تتواجد في المنطقة دبلوماسيا وعسكريا واتخذت من الميناء العائم ستارا لقاعدة عسكرية واستخبارية متقدمة.
وهذا الدور مرشح للتصاعد في الأيام القادمة، وهو مؤشر على حالة الهزيمة ،التي يعيشها الكيان الصهيوني ،عسكريا وسياسيا، وحالة الانقسام
الداخلي التي باتت تعصف به.
ويمكن القول أن هذا مؤشر على أن الكيان الصهيوني، بات يفقد مهمته كقاعدة متقدمة لحماية مصالح الغرب الذي أنشأه ورعاه. وليس ذلك فحسب بل فقد القدرة على الردع، وهذا أمر قد يشكل عبئا على مشغليه في المشروع الصهيوني.
ويدرك العدو الصهيوني ،الذي بات يصارع من أجل البقاء ،أن ما يجري على الأرض، هي معركة وجود. كما يدرك أن هذا ما كان ليحدث لولا محور
المقاومة، الذي عرف كيف تدار المعركة في مواجهة هذا العدو، الذي علت صرخات أوجاعه في غير بقعة من بقاع المعركة، التي أثقلت كاهله.
وبدأ فعليا يؤسس لعدوان واسع يستهدف فيه محور المقاومة، المساند والداعم لفلسطين ،وهو دعم تجلى بروعة العمليات ،والاستهداف لهذا العدو،
وتغيير قواعد الاشتباك التي ظن العدو أنها ستكون مقيدة لحركة المقاومة.
وعليه يمكن فهم ما يخطط له العدو الصهيوني ،في نقل المعارك إلى خارج غزة وفلسطين ،رغم تحذيرات كبار قادته الأمنيين والعسكريين، بأن
النتائج ستكون كارثية عليه، وبما يعجل من هزيمته.
وهذه الأصوات، تمثل الخشية الامريكية والغربية، من تحول المعركة وساحة الصراع ،الى البعد الإقليمي، الذي ستكون من موجباته، دخول أطراف
أخرى في المعارك، تحاول الادارة الامريكية ان تبقيها بعيدة قدر الإمكان.
والحقيقة أن الكيان الصهيوني، الغارق في الهزائم يجد نفسه أقرب لحرب إقليمية، يورط بها حلفاءه، بزجهم معه في محرقة العدوان التي ستكون
نتائجها أنه أول الساقطين.
ومن هنا يجب فهم إعداد العدو للعدوان على المقاومة في لبنان ،والتي تشكل أهم عناصر الإسناد للمقاومة الفلسطينية. فالعدو الصهيوني لم يعد يملك أية أوراق للمناورة السياسية والعسكرية. بل يرى أن تأخره، قد يدفع بمحور المقاومة للانقضاض عليه، بعد الحرب المتدحرجة التي يخوضها محور المقاومة، وكان من نتائجها المباشرة إفقاد العدو كل مرتكزات العدوان عبر تدمير منظوماته الامنية والاستخبارية وتموضع وحداته ،ومعسكرات
قيادة الهجوم المحتمل.
كما نجحت المقاومة في الوصول إلى عمق الكيان ،الذي بات مكشوفا، عبر الزج بالوسائل العسكرية والتكنولوجيا المتطورة. العدوان الصهيوني بات قاب قوسين أو أدنى ،على محور المقاومة في لبنان ،وهذا الأمر، يفرض على كافة قوى محور المقاومة أن تجند كافة الإمكانيات بتشكيل جبهة متراصة، لدرء العدوان وهزيمته وهي الدعوة لنبذ كل الخلافات ،والتعالي فوق الحسابات الضيقة، الحزبية، والفصائل وتوسيع غرفة العمليات لتشمل
الجميع.
لقد باتت المعركة مع هذا العدو وأدواته وداعميه، معركة مصير ووجود ،كما وصفها العدو ذاته، وبالتالي يفترض بنا أهل المقاومة، أن نعد العدة لواحدة من أكبر المعارك وأكثرها أهمية. اذ أن نتائجها ستعيد رسم خارطة المنطقة، سياسيا وعسكريا ،وعلى جميع القوى العربية والإسلامية، وفي كل الساحات ،التوحد على أرضية معركة التحرير وهي معركة تستوعب الجميع.