لم يميز العدو الصهيوني في إرهابه وقمعه بين طفل أو إمرأة او شيخ , فارتكب المجازر واستخدم كل وسائل وأساليب القتل والإعتقال , عله في ذلك يفلح في إخماد نار الغضب المعتمِر في صدور ابناء شعبنا الفلسطيني .
ومعاناة أخواتنا وأمهاتنا ليست كمعاناة نساء العالم كما ليست بجديدة , بل يعود تاريخها الى العام ١٩٤٨ وما قبله , عندما بقرت عصابات الغزو الصهيوني بطون النسوة في دير ياسين وقبية وفي كل الارض الفلسطينية المغتصبة .
لقد وجد العدو في المرأة الفلسطينية , المقاومة والجرأة والداعية للثورة والتحرير, ووجدها تحمل سكيناً تطعن فيه قاتل ابيها وأخيها وتحمل حجراً ترشق فيه قطعان مستوطنيه و جنوده وآلياته , كما تحمل العلم الفلسطيني مرددة شعارات الحرية والثورة , لا بل أكثر من ذلك تحمل السلاح وتقاتل .
بمعنى أوضح لقد حملت المرأة الفلسطينية الهَم الفلسطيني كأخيها وأبيها وزوجها تماماً, فشاركت في كل أشكال المقاومة والتصدي للعدو الصهيوني , فكان لها دورا عسكريا وسياسيا وتربويا و ثقافيا واجتماعيا, ويكفيها فخراً أنها مربية الأجيال وصانعة المناضلين والثوار الأحرار , ولم تكن معاناة المرأة الفلسطينية باقل من معانات الرجل , فقد عاشت معاناة قهر الحتلال والتشرد.
ولقد قدمت المرأة الفلسطينية نماذج مختلفة في البطولة فمنهن من شاركت في الاعمال العسكرية ونفذن العمليات الإستشهادية والبطولية كشادية أبو غزالة ودلال المغربي وليلى خالد ووفاء إدريس وآيات الأخرس وريم الرياشي وغيرهن .
ومنهن من قدمت أبنائها شهداء فكنَّ حقاً خنساوات فلسطين كأم نضال فرحات وأم رضوان الشيخ خليل والقائمة تطول من أمهات الشهداء, ومنهن الاسيرات الصامدات في سجون الاحتلال الصهيوني كميسون الجبالي وشروق دويات وإسراء جعابيص وشاتيلا أبو عيادة وغيرهن من الاسيرات .
فيما يحيي العالم في الثامن من أذار من كل عام ذكرى معاناة المرأة الامريكية من قهر رأس المال , فأننا نُحيي هذا اليوم لنذكر العالم بمعاناة المرأة الفلسطينية من أخواتنا وأمهاتنا قهر الإحتلال الصهيوني العنصري ومرارة اللجوء والتشرد .
المجد للشهيدات الابطال
المجد لأمهات الشهداء
المجد لأخواتنا وأمهاتنا الأسيرات في سجون الإحتلال
المجد لأمهاتنا وأخواتنا المرابطات في المسجد الاقصى
المجد كل المجد للأخت والأم الفلسطينية التي غرست حب فلسطين في قلوب ابنائها فأثمرت ثوارا احرار.